Zynah.me

مخرجة ومونتيرة ومديرة تصوير... تعرّفي على مشوارهن ورحلتهن المُلهمة في شهر المرأة

Author نورهان القِرم
مخرجة ومونتيرة ومديرة تصوير... تعرّفي على مشوارهن ورحلتهن المُلهمة في شهر المرأة
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

لأنّ مارس هو شهر المرأة، قررنا إلقاء الضوء على النساء المُتميزات في مجالهن. ونظرًا لأن مجال السنيما يحتوي على كثير من الوظائف الهامة التي يُسيطر الرجال على أغلبها نظرًا لطبيعة العمل، أرغب في تسليط الضوء على نماذج ناجحة لسيدات يعملن في الفن، ومُتألقات فيما يقُمن به.  ثلاثة أسماء بارزة، تحدثنا معهن، ونوّد تعريفكم بهن وبرحلتهن المُلهمة التي استمتعت شخصيًا بمعرفتها، والتعرُّف أكثر على دورهن المُؤثر في المجتمع فيما يقمن به.

-مروة الشرقاوي “مخرجة”

-آية عبد الكافي “مونتيرة ومُصححة ألوان”

-عُلا الملّاح "مُديرة تصوير.

أولًا، طلبنا من كل واحدة منهن تعريف نفسها لقراء فستاني وكيف بدأت رحلتها في الفن.

المخرجة مروة الشرقاوي

قالت مروة الشرقاوي: درست في كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم إذاعة وتليفزيون. درست تصوير في الجامعة الأمريكية بالتوازي مع دراستي في كلية الإعلام وبدأت العمل على مشروع تخرجي ككاتبة ومخرجة. بعد التخرج مباشرة، التحقت بالعمل بشركة إنتاج للأفلام الوثائقية حيث تدربت على البحث وكتابة السيناريو ومساعد إنتاج ومساعد مخرج لمدة سنتين. ثم بدأت إخراج أول عمل لي ومن هنا بدأت..

قالت آية عبد الكافي: تخرجت من كلية الآداب قسم الإجتماع جامعة إسكندرية، بدأت أكتشف حبي للمونتاج منذ الإعدادية حيث كنت آخذ مقاطع من الأفلام وأقوم بتركيب الأغاني عليها لعمل فيديو كليب. تطور الأمر في الجامعة، فزاد اهتمامي بالفن واشتركت في كورس جرافيكس وموشن جرافيكس وعملت بالمجال لأكثر من عام. لم أشعر بإشباع كافي لشغفي، فعُدتُ مجددًا للمونتاج، واشتركت في كورسات للتدريب على برامج أكثر احترافية. كنت أعرض أعمالي على زملائي في الجامعة فكان ردهم “احنا مش فاهمين انتي عملتي إيه! هو شبه اللي بيجي في التلفزيون”، وعندها يطمئن قلبي لأن المونتاج في جوهره هو الفن الخفي، وعندما يُعلق مشاهد عادي هذا التعليق، فأنا في أول محطة للنجاح في هذا المجال. أهلى كانوا الداعم الأول لي طوال رحلتي، ودعموني ماليًا ومعنويًا لاتبّاع هذا الشغف البعيد عن مجال دراستي. كان الحظ حليفي حيث دخلت ورشة تابعة لمؤسسة إنترنيوز التي تُخصص ورش لغير المتخصصين في المجال الإعلامي، ونفذت أنا وزملائي مشروع تقرير تلفزيوني في ثلاثة أيام شامل الكتابة والتصوير والمونتاج والإخراج، ثم التحقت بالمؤسسة كمُساعدة للدفعات الجديدة. عندها أدركت شغفي التام بتفاصيل هذا المجال.
درست سنيما في عامي الجامعي الرابع ثم التحقت بورشة إخراج للمخرج أحمد هاني. وتابعت الدراسة بوسائل مختلفة، حتى عملت على عدة أفلام قصيرة مع أصدقائي، ودخلنا مهرجانات محلية وعالمية، وكسبنا جوائز عدة. مسؤليتي كمونتيرة هي منح العمل مشاعر معينة تصل إلى المُشاهد منها الضحك والبكاء والتأثر..

كلير سيفين: هكذا شققت طريقي إلى عالم الاستشارات في مجال صناعة الأزياء

بينما قالت عُلا الملّاح: عمري ٣٨ سنة، أعمل حاليًا كمديرة تصوير حيث درست في معهد سنيما قسم تصوير، حضّرت دراسات عُليا وفي طريقي للماجيستير. درست أولًا في تجارة عين شمس وتخرجت منها عام 2006. خلال الجامعة بدأت أتعلم 2D Animation وواصلت التعلُّم لمدة سنتين بعد التخرج. وصلت للعمل في قناة فضائية بداية من محررة أخبار لمساعد مخرج لمخرج برامج في القناة. ثم نصحتني صديقتي “فاتن عثمان” مديرة تصوير، بالاتجاه إلى التصوير، وأرشدتني لدخول عالم السنيما. بدأت دراستي للإخراج في قصر السنيما في عام 2011 وكنت أتلّقى تعليق دائم من الجميع بأنني أفضل في التصوير حيث تناولت سيكولوجية الألوان بشكل كبير. بدأت في تنفيذ أول فيلم طويل لي لمدة خمس سنوات وخلال تلك الفترة أعدت اكتشاف نفسي وشغفي بالتصوير. التحقت بكورس للتصوير ودفعت أمي اشتراكه لأني لم أملك المال الكافي حينها. ومن هنا كانت بدايتي. لي الآن أكثر من ٢٥ فيلم قصير مختلفين بين الدراما والوثائقي. شاركت أفلامي في مهرجانات داخلية وخارجية منهم فيلم “عقد مفروط ”الذي فاز في مهرجان بدولة روندا.

سألناهن لماذا اخترن العمل في هذا المجال تحديدًا رغم أن العاملين به معظمهم من الرجال؟

أجابت مروة الشرقاوي: أعتقد أن المرأة لها دور كبير في السنيما في آخر ٣٠ عام، والمخرجات أمثال كاملة أبو ذكري وهالة خليل وغيرهم خير مثال.. اخترت الإخراج لأنه أكتر شيء وجدت نفسي فيه.. أردت أن أقول شيئًا للعالم من خلال وسط سمعي وبصري. طوال فترة الجامعة اختبرت مجالات كثيرة للاختيار بينهم لكن الإخراج كان أكثرهم إثارة وبريقًا بالنسبة لي، وشعرت بقدرتي على تقديم نفسي من خلاله إلى العالم.

بينما كانت لآية عبد الكافي وجهة نظر مختلفة فقالت: لا أقتنع أن العمل بصناعة الأفلام به تفرقة جندرية، فلا أتذكر استبعادي من أي عمل لأني سيدة أو العكس. الموهبة والإتقان هما الفيصل ولا فرصة للمجاملات في المونتاج وتصحيح الألوان. كما توجد أسماء مرموقة في تاريخ المونتاج مثل الدكتورة رحمة منتصر، والدكتورة سلوى بكير، والدكتورة منى الصبان، وشوشو، وغادة عز الدين، ورانيا المنتصر بالله، وسلافة نور الدين، ومنى ربيع، وهبة عثمان، وغيرهن. المونتاج يعتمد على الصبر والجلوس لساعات أمام مشهد واحد ليخرج في أفضل صورة ممكنة، وهنا يعتمد على القدرات الشخصية لا الجندرية.
لم أختار المونتاج، المونتاج اختارني. أسعد كثيرًا حين يتواصل معي صُناع أفلام مرموقين للعمل معهم وأتساءل متى صنعت بصمتي الخاصة في عالم المونتاج وكبر اسمي في الوسط الفني السكندري بهذا الشكل، لكنني مؤمنة بالسعي، وقد سعيت كثيرًا للنجاح.
ثم قالت عُلا الملّاح عن وظيفة مدير التصوير: مدير التصوير من وجهة نظري عمل خاص أكثر بالرجال لأسباب كثيرة منها، احتياج كبير للقوة الجسدية والصحية، بالإضافة إلى القوة النفسية. فريق العمل كله رجال وعندما تقودهم سيدة، يجب أن يكون لديها مقومات شخصية خاصة لتتحكُّم بكل عناصر اللوكيشن ويقتنع بها الكرو كقائد حقيقي. 
أشعر أن التصوير اختارني ولم أختره، فقد حاولت اكتشاف نفسي لسنوات حتى قادتني الظروف لتجربة التصوير. برعت فيه، ومن هنا بدأت أعمل على تطوير مهارة التصوير لاستمتاعي بها ووجدت فيه ما أحتاجه.

لا تخلو رحلة النجاح من الصعوبات.. لذا سألناهن عن أهم الصعوبات التي واجهتهن خلال الرحلة.

أوضحت مروة الشرقاوي: المركزية هي أكثر شيء واجهني، أنا من الإسكندرية والتحقت بالجامعة في القاهرة، ومن بعدها، كل فرص العمل تقريبًا موجودة في القاهرة. فاضطررت للابتعاد عن أهلي كثيرًا خاصة في أول المشوار. بعدها قلة الفرص عمومًا للبنات في مجال صعب كالإخراج مع فكرة أن البنات لا تتحمّل ظروف العمل الصعبة فيصعب اختيارها. أيضًا مع دخولي للسنيما المستقلة، قلة المُعدّات أو الانتظار لفترات طويلة لصعوبات الإنتاج.

ياسمين عبد الكريم مؤسسة "يلا في السكة" تحدثنا عن رحلتها في عالم شركات الدليفري الناشئة

أما آية عبد الكافي: واجهت صعوبات فردية كاعتمادي التام على نفسي في البحث والمعرفة، لا مكان يمكنني اللجوء إليه فنيًا. أذاكر، وأقرأ، وأشاهد أفلام كثيرة للإمساك بخيط يمكنني السعي خلفه. أحبطت كثيرًا وقررت الإنسحاب لكنني في كل مرة كنت أجد نفسي مُنغمسة في البحث والمذاكرة فأيقنت أن هذا طريقي، حتى ولو كان مليئًا بالعقبات.
من الناحية الأخرى، تفتقر الإسكندرية إلى التمويل المالي وأغلب أفلامنا تمويل ذاتي وسعي خاص منا للاشتراك في مهرجانات وأحيانًا نحتاج مبلغ مالي للاشتراك نفسه. لا يمكننا الاعتماد على الفن كوظيفة، ولابد من وظائف أخرى نكسب منها المال لتمويل صناعة الأفلام فلا توجد صناعة تجارية كما هو الحال في القاهرة.
ثم قالت عُلا الملّاح: كسب الثقة واتخاذ فرصة لعرض أعمالي.. خاصة أن بعض الأعمال يتم إلغائها لمشاكل إنتاجية أو غيرها. كوني سيدة يتطلب مني مجهودًا وتركيزًا أضعاف ما يحتاجه الرجل في وظيفة كوظيفتي. ليتم ترشيحي لأعمال أخرى يجب أن تكون مهاراتي استثنائية. لابُد أن أدعم فريقي المكون كله من رجال وأن يشعروا بنسبة مئة في المئة أني أستحق مكاني ويثقوا بي وبقدراتي، ويحترموني ليستطيعوا تنفيذ ما أطلبه بدقة وسرعة متناهية تتناسب مع طبيعة العمل. 
دخلت المعهد وعمري٣٢ عامًا، وهو سن متأخر لبداية كاريير جديد مثل مدير التصوير. بالتالي كانت فرصي أصعب من غيري واضطررت للنزول للتدريب أولًا مع زملائي أصحاب الـ ١٩ عام فقط، وهو ما أكسبني الاحترام والتقدير لقدرتي على البداية من الصفر.

سألناهن عن شعورهن بعد قطع شوط كبير في مشوارهن الفني، وبداية ظهور ملامح تحقيق الذات بحصد الجوائز وانتشار أسماءهن وأعمالهن في الوسط الفني.

عُلا الملّاح “مديرة تصوير”

قالت مروة الشرقاوي: أشعر بالتقدير، تحديدًا عند السفر لمهرجانات في دول مختلفة، يُعطيني الدعم النفسي لتكملة ما بدأته، وأن هناك أشخاص مُهمون بالمجال في الجهة الخرى من العالم يهتمون لما أفعله ويُثنون على جودته… ويزداد الشعور بالفخر حين تحصل أعمالي على جوائز عالمية، كما أتعرّف على ثقافات مختلفة وأُناس مُختلفون.

وقالت آية عبد الكافي: لا يمكنني ذكر مشروع بعينه لأن كل فيلم تسجيلي أو قصير شاركت في صناعته شكّل فارقًا في رحلتي الفنية وأصبحت بسببه في مكاني الحالي. أول فيلم قصير كان عن الثورة وكانت بداية مهمة، ثم اشتركت في فيلم تسجيلي مدته ٢٠ دقيقة، ثم عملت على الكثير من أفلام الدراما القصيرة، وعملت مع المخرجة مروة الشرقاوي منذ عام أو أكثر على فيلم تسجيلي طويل مدته ٩٠ دقيقة يحكي عن مرضى الفشل الكلوي "معايشة مع أحد المرضى"، وهو ما أعتبره عملًا فارقًا على المستوى الفني والاجتماعي والإنساني.
بينما قالت عُلا الملّاح: أعتبر أن مشواري لم يبدأ بعد حتى يكون لي عمل فارق. لكن من أحب الأعمال إلى قلبي كان مشروع فيلم قصير"فيلم روح Spirit" نفذته وقت مهرجان القاهرة في وقت ضاغط جدًا. طلبت من صديقتي تنفيذ ماكيت صغير عندي في المنزل وقررت أن أتحكم بالإضاءة وهو شيء صعب جدًا تنفيذه في مكان صغير. قدمت بالمشروع في مهرجان برلين العالمي Talent Berlin، وتم قبولي بعد أعوام من الرفض حيث قُبلت في 2019 رغم محاولاتي للتقديم منذ 2014.  الإضاءة كانت بطلة فكرتي وتحداني الكثيرين أن فكرتي غير قابلة للتنفيذ مما دفعني نحو التحدي بشكل أكبر. نفذت إضائتي الخاصة عند كهربائي بميزانية قليلة للغاية ووصلت بسبب هذا الفيلم إلى بيروت كواحدة من أعضاء Talent Beirut التابع لمهرجان برلين.

أي عمل قائم على الإبداع، ضروري أن يشعر الفنان باهتمام شخصي تجاهه لكي يبدع فيه، لذلك، سألناهن عن كيفية اختيار أعمالهن وإذا كان ضروريًا لهن الشعور بالشغف الشخصي نحوه أم لا.

أجابت مروة الشرقاوي: هناك مقولة ليسري نصر الله تأثرت بها جدًا حين قال ما معناه " إذا صنعنا أفلامًا عن أكثر أشياء نحبها في الحياة، من الممكن أن تكون أعظم أفلام نصنعها في الوجود". هذا منهجي المُتبّع بالفعل في اختيار قصص أفلامي، فأنا أختار أُناس عاديون جدًا لفتت نظري قصصهم وأجد فيها شيء مُلهم لي وللآخرين، وأشعر أن هذا هو ما أرغب في عمله وإخراجه للعالم.

وأجابت آية عبد الكافي: في البداية لم تكن لدي رفاهية الاختيار، كنت شغوفة بالتجربة نفسها وحملت شعار "أنا أقدر أعمل حدوتة، حتى لو أنت جايبلي لقطات عشوائية". أحببت اللعبة وما زلت محتفظة بشغفي لها. بحكم الخبرة، أستطيع الآن الحكم إذا كان العمل يحتاج جهدًا أكبر في الإنتاج ليكتمل وينجح أم لا، أنتقي المشاريع التي أتحمّس لحكايتها وأعتذر عن الأفلام التي لا أشعر بقدرتي على إخراجها بأفضل صورة. وأفضل أن يذهب العمل لشخص أكثر حماسًا للقصة لأن الملل يظهر على الشاشة إذا كان صانع الفيلم يشعر بالملل أثناء عمله.
وأجابت عُلا الملّاح: أفضل العمل على مشاريع أحبها حتى لو كان أجرها قليل، وأساعد غيري في مشروعاتهم كما تمت مساعدتي من قبل. أرفض أي مشروع ليس فيه من روحي لأن أي عمل يأخذ مني كعُلا، فإذا لم أمتلك شيئًا لتقديمه، إذًا لا فائدة.

معروف أن اختيار النساء لشيء غير مألوف لمحيطهن قد ينتج عنه بعض التعليقات السلبية خاصةً في البدايات.. سألناهن عنها وأيضًا عن التعليقات الإيجابية…

آية عبد الكافي “مونتيرة ومُصححة ألوان”

أخبرتنا مروة الشرقاوي: سأبدا بالإيجابيات، مجال الفن هو مجال برّاق جدًا، وإن كنت اخترت الأفلام التسجيلية وهي أقل صيتًا في الوطن العربي لكنها تمنحني الرغبة المُستمرة في العطاء. بالنسبة للسلبيات، الطريق طويل جدًا وصعب ومليء بالتحديّات.. أحتاج الصبر والنفَس الطويل لاستكمال ما بدأت ولكن السعي الدائم هو الأهم.
بينما أخبرتنا آية عبد الكافي:  أسرتي الصغيرة هي الداعم الأكبر لي ولرحلتي، فلم أختبر منهم تعليقات سلبية أبدًا حتى وإن كان هناك بعض التشكيك أحيانًا أنني اخترت الطريق الأفضل وأن هناك لحظة وصول. أنا محظوظة جدًا بأهلي إلى الآن، وأي تعليقات سلبية من خارج الأسرة لا أمنحها اهتمام كبير أو أعطيها أكبر من حجمها.

عمرك ليس عائقًا.. ٦ استراتيجيات يمكنك اعتمادها للتعامل مع زملائك الأكبر سنًا في العمل

وأخبرتنا عُلا الملّاح: كنت أعمل على تصوير مشروع فيديو كليب بكاميرا سنيما "كاميرا ريد دراجون" وهي كاميرا متخصصة جدًا في التصوير السنيمائي. أحترم التخصص جدًا فاستعنت بمصورين محترفين في هذا النوع لكن، تعرّضت للنقد لكوني غير متخصصة مثلهم، وتم تعطيل عملي في كثير من الأحيان بسبب ذلك. بالنسبة للإيجابيات، حصلت على فرصة العمر في 2014 بالعمل كسكريبت إضاءة مع العظيم د. رمسيس مرزوق رحمه الله. تعلّمت الإضاءة من بدايتها وتتبّعت خطواته حتى أصبحت مساعدته الخاصة وكانت نقطة تحوّل عظيمة في حياتي أجني ثمارها إلى الآن.. كما أنني أصنّف الآن كزميلة لمن عملت معهم وتعلّمت منهم الكثير في هذا العمل مثل أ. تامر جوزيف، مارك عوني، مايكل أسامة.. وأصدقائي الذين أفتخر بصداقتهم الآن.

 

العمل المستقل أم العمل ضمن فريق في شركة؟ أيهما يُفضلن؟

قالت مروة الشرقاوي: أميل أكثر للأفلام الوثائقية وأجدها أكثر صعوبة لأنها تخلق الإبداع من قصة حقيقية وعادية، وهي سينما مُهمة ومؤثرة. كما أنّها أصبحت أكثر رواجًا، حتى ولو لم تكن بنفس انتشار أفلام السنيما، لكنها موجودة وتُعرَض في سنيمات حالية أو أونلاين من خلال المنصات الحديثة. 
وكانت مروة قد أشارت إلى عملها في الأفلام الوثائقية تحديدًا قائلة: في الماضي، كان هناك برنامج يُسمى بالمجلة السنيمائية حيث يُعرض في السنيمات قبل الأفلام الروائية الطويلة فكانت للسنيما المستقلة نافذة صغيرة من خلاله للجمهور. الآن، لا أستطيع الجزم بعدم الانتشار لوجود منصات كثيرة مثل شاهد، ونتفلكس و، watch it، وغيرهم.. يهتمون بنوع الأفلام الوثائقية التي أصبح لها جمهورها..
حتى في بعض العروض تكون السنيمات مُكتملة العدد لفيلم تسجيلي أو وثائقي كاللذين يتم عرضهم في مهرجان القاهرة السنيمائي المفتوح للجمهور مثلًا..
وقالت آية عبد الكافي: أعمل بشكل مستقل بداية من 2008 ثم انضممت لأهم ستوديو إنتاج سينمائي في إسكندرية "فيج ليف ستوديو" لمارك لطفي عام 2016 وعملت معهم لأكثر من أربعة سنوات بجانب عملي المستقل. وفخورة جدًا بمشاركتي في أفلام المخرج مروان عمارة في تلك الفترة. حاليًا أعمل في القاهرة في Shift Studios كمونتيرة مستقلة للأفلام القصيرة والتسجيلية، وبشكل تجاري أعمل في مجال تصحيح الألوان مع الفنان شريف فتحي وهو واحد من أهم الفنانين في هذا المجال. عملت مؤخرًا على تلوين فيلم سوداني مستقل اسمه "جُهنمية" وهو عن قضية نسائية هامة، كما سيكون لي عمل تليفزيوني "مسلسل علاقة مشروعة" في رمضان بالإضافة إلى الأعمال التي سيتم عرضها قريبًا.
وقالت عُلا الملّاح: المصور السنيمائي لا يعمل مع شركات، يعمل دائمًا كمُستقّل. أعمل بشكل مستقل وقررت خوض تجربتي كمدير تصوير بشكل مستقل أيضًا.. أخر أعمالي فيلم متاهة "مشروع تخرج من معهد السنيما" دخل مهرجان قرطاج ومهرجان فيسباكو في بوركينا فاسوا، ومهرجان فرنسي وحصل على تنويه من آخر مهرجان في القاهرة للأفلام القصيرة.

طلبنا منهن توجيه نصيحة لكل بنت أو سيدة ترغب في بداية مشوارها الفني في مجالهن…

فقالت مروة الشرقاوي: أنصحها باستغلال المعلومات المتاحة حاليًا والتي لم تكن رائجة من قبل. يوجد العديد من الكورسات سواء أونلاين أو أوفلاين وأصبح الُمحتوى أسهل في الوصول إليه. البداية من التعلُّم.
وقالت آية عبد الكافي: فكري في حلمك فقط واكتشفي نفسك من خلاله. ذاكري وجربي واجتهدي وتحلّي ببعض المهارات الشخصية والاجتماعية لأنها مهمة تمامًا كعملك. السنيما تفتح أبوابها وتحتوي كل أنواع الفنون من  ملابس، وإكسسوار، ورسم، وديكور، وكتابة، وتصوير، وإخراج، ومونتاچ، وتصحيح ألوان، وتصميم شريط صوت... إلخ وكلها خالية من أي تفرقة عنصرية ما عدا بعض التفضيلات الشخصية للأفراد لكنها لا تُعمّم.
ثُم قالت  عُلا الملّاح: أنصحها بالثقة التامة من قدراتها قبل قرار الدخول في مجال التصوير. لأنّ المجهود الذي تتطلّبه المهنة غير قابل للتفاوض خاصة في السنيما. مواعيد العمل غير ثابتة وغير مرتبطة بأية اعتبارات أخرى غير متطلبات العمل ولا فرق بين سيدة ورجل في مراعاة المواعيد. فإذا كُنتِ قادرة على الالتزام التام وبذل حياتك بأكملها فأنتِ مستعدة..

وحين سألنا عن أحلامهن، وما الذي يرغبن في الوصول إليه…

أجابت مروة الشرقاوي: أتمنى أن أحكي كل الحكايات التي أرغب في بقائها من بعدي، وأن يُتاح لي الوقت والجهد لإخراج أكبر عدد ممكن من الأفلام التي أحلم بتنفيذها. أتمنى أيضًا أن يزداد جمهور الأفلام الوثائقية، وأن تاخذ مساحة أكبر من الاهتمام والمتابعة.

بينما أجابت آية عبد الكافي: أحلم بالنجاح داخل مصر بين أهلي وأصدقائي ورفضت فرص للخروج من مصر. أفضل أن يكبر اسمي هنا وهو ما يتحقق بالفعل، لست في عجلة من أمري والأهم عندي أن يُبنى النجاح بخطوات ثابتة ومستقرة وأشارك في أعمال تضيف قيمة فنية ومشاعر إنسانية مهمة.

طلبنا منهن مشاركتنا بهواية أو صفة شخصية غير معروفة عنهن..

أجابت مروة الشرقاوي:  أكثر الأشياء سعادة بالنسبة لي هي أخذ الكاميرا والنزول للشارع لتصوير المباني واللافتات، ووشوش الناس، خاصة من يمتهنون مهن لم تعُد موجودة بشكل كبير في هذا العصر حيث أرغب في توثيق هذا العصر قبل اندثاره تمامًا. أفعل ذلك بانتظام منذ ثلاثة سنوات وإلى الآن..

وأضافت آية عبد الكافي: أحب التصوير والمزيكا لكنني شغوفة أكثر بالكتابة وتجعلني أستعيد تركيزي. شاركت في حلقة أمكنة 2016 مع الروائي الشاعر "علاء خالد" وساعدتني التجربة في حياتي على المستوى الإنساني. أكتب كتابات ذاتية حين أكون تحت ضغط لاستخراج الأفكار من رأسي واستعادة توازني. أهتم حاليًا بالسباحة وأحاول تطوير علاقتي بجسدي من خلالها وتعزيز ثقتي في نفسي. لست سباحة ماهرة لكنني أحاول.
ثم قالت عُلا الملّاح: أحب تجميع الورد وتجفيفه في النوت بوكس.

وحين سألناهم عن كلمة لكل امراة تقرأ هذا المقال..

قالت مروة الشرقاوي: الأحلام شيء لا نهائي. الأحلام باقية في الحياة فمن المهم الاستثمار فيها.

وقالت آية عبد الكافي: لا تخافي.. صدقي نفسك وأحلامك واجتهدي للتميُّز فيما تفعلينه. لا تنتظري المساعدة، الإنترنت موجود و ستقودك الأشياء إلى بعضها. العقبات لا تمنع الوصول للهدف..
ثم ختمت عُلا الملاح قائلة:  صدّقي أحلامك و اتبعيها.. تعرّضت لنقد كبير لسنوات وعدم تصديق. اسعي خلف أحلامك وصدقي في قدرتك على الوصول إليها لأنه طالما حلمتِ فأنتِ قادرة على تحقيق الحلم.

البحث عن الإلهام قد يتطلب مجهودات إضافية، والشغف بالشيء لا يكفي وحده. يُمكنك الوصول لأحلامك بالسعي المستمر خلفها، وتذكري دائمًا قصص السيدات المُلهمات اللاتي نجحن من قبل. حتى وإن لم تسبقك أي سيدة، اصنعي بصمتك الخاصة وثقي بقدرتك على تحقيق أحلامك.

 

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

نورهان القِرم

نورهان القِرم

أحب قراءة الروايات والشعر، وأمارس الكتابة منذ سنوات. لي بعض الترجمات والأعمال المنشورة ضمن مشاريع جماعية، كما أهوى الرسم والخط العربي وأجد في الطبخ وتصوير الوصفات مُتعة خاصة مؤخرًا.

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

إقرأي ايضا

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة