هل يؤثر علاج سرطان الثدي على فرصة الإنجاب أو الخصوبة؟ واحد من أكثر الأسئلة الشائعة التي تطرحها النساء والفتيات، خاصة بعدما أصبحت نسبة الإصابة بسرطان الثدي في تزايد مستمر عامًا بعد الآخر، وفي الحقيقة أن هذا السؤال يحمل العديد من الإجابات، ولكن الأهم من الإجابة عليه بشكل قاطع، هو مناقشة الأمر بدقة ودراسة ما الخطوات الفعلية التي يجب اتخاذها إذا تم تشخصيك في أي مرحلة ما بسرطان الثدي، لذا في السطور التالية سنقدم لك دليل شامل عن كل ما يخص تأثير علاج سرطان الثدي على نسبة الخصوبة وفرص الحمل…
أولًا، هل سرطان الثدي يسبب العقم؟
سرطان الثدي في حد ذاته لا يسبب عقم فهو مرض مثله كأي مرض آخر لا علاقة له بقدرتك على الإنجاب، بينما تقع المشكلة كلها في علاجات سرطان الثدي وتأثيرها على المرأة.
إذًا، هل تؤثر علاجات سرطان الثدي على الخصوبة وفرصة الإنجاب
للأسف، في بعض الحالات يمكن أن تؤثر علاجات سرطان الثدي على نسبة الخصوبة وتتسبب في إنخفاض فرصة الإنجاب بغض النظر عن نوع سرطان الثدي أو مرحلته، وبعضها لا يكون مؤثرًا على الإطلاق، فمثلًا
- بعض العلاجات يكون العقم من آثارها الجانبية.
- بعض العلاجات تتسبب في انقطاع الطمث لفترة ومن ثم عودته بعد عام.
- بعض العلاجات، مثل العلاج الإشعاعي، لا تؤثر على الخصوبة على الإطلاق.
ما هي أنواع سرطان الثدي وطرق العلاج منه؟
ثانيًا: كيف تحافظين على فرصة الإنجاب قبل البدء في علاج سرطان الثدي
إذا تم تشخيص إصابتك بسرطان الثدي حديثًا، فإن الوقت هو جوهر الحفاظ على خصوبتك. لتجنب تأخير علاج سرطان الثدي، تحدثي إلى طبيبك حول رغبتك في الإنجاب والحفاظ على فرصتك في المستقبل. تحدثي معه حول خيارات العلاجات المختلفة وتأثيرها، وماذ إذا كان من الأفضل اللجوء لتجميد البويضات أولًا قبل البدء في علاج سرطان الثدي.
ثالثًا: ما هو تأثير مختلف علاجات سرطان الثدي على الخصوبة وفرصة الإنجاب
اليوم أصبح لدينا أنواع علاجات مختلفة لسرطان الثدي، واختيارها يعتمد على عدة عوامل منها مرحلة الإصابة وكذلك مدى استجابة الجسم للعلاج وكلها أشياء يحددها ويقررها الطبيب المعالج، ولكن رغم أن هذا التنوع يعتبر شيء جيد وفعال إلا أنه بالوقت ذاته ليس جيدًا، فتوجد بعض من هذه الأنواع التي تؤثر سلبيًا وبشكل كبير على فرصة الإنجاب:
تأثير العلاج الكيميائي لسرطان الثدي على الخصوبة
قد يكون انقطاع الدورة الشهرية المبكر الناتج عن العلاج الكيميائي مؤقتًا، خاصة بالنسبة للنساء الأصغر سنًا. في بعض الأحيان قد يستغرق الأمر ما بين بضعة أشهر وحتى سنة أو أكثر حتى تعود الدورة الشهرية. عادة، تكون النساء الأصغر سنا قادرات على الحمل بعد استكمال العلاج الكيميائي لأن المبايض لديها احتياطي بويضات أكبر من النساء اللاتي يبلغن من العمر ٤٠ عاما أو أكبر. ومع ذلك، إذا كنت ترغبين في إنجاب أطفال، فقد ترغبين في فحص احتياطي المبيض لديك من قبل أخصائي قبل البدء في العلاج الكيميائي بغض النظر عن عمرك.
يتم علاج سرطان الثدي دائمًا تقريبًا بمزيج من اثنين أو أكثر من أدوية العلاج الكيميائي بجرعات مختلفة. كل من هذه العوامل قد تؤثر على الخصوبة بطرق مختلفة. لكن النساء اللاتي يحصلن على جرعات عالية من العلاج الكيميائي هن أكثر عرضة للإصابة بالعقم بعد العلاج من غيرهن اللاتي يحصلن على جرعات أقل.
ما هي حمالة الصدر المناسبة أثناء العلاج من سرطان الثدي؟
تأثير العلاج الهرموني لسرطان الثدي على الخصوبة
هناك ثلاثة أدوية للعلاج الهرموني معتمدة لعلاج النساء قبل انقطاع الطمث:
عقار تاموكسيفين: هو علاج هرموني يُعطى للمرضى الذين يعانون من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين (ER+). من غير المعروف أن عقار تاموكسيفين يسبب العقم، ولكنه قد يتداخل مع الإنجاب بسبب مدة العلاج - عادة من خمس إلى ١٠ سنوات - وهي الفترة التي لا ينبغي للمرأة أن تحمل خلالها. ونظرًا لأن تناول عقار تاموكسيفين في مرحلة مبكرة من الحمل قد يسبب تشوهات خلقية، سيكون من المهم عدم تناول عقار تاموكسيفين إذا كنت تحاولين الحمل. بعد عامين من العلاج، قد تختار بعض النساء التوقف عن عقار تاموكسيفين للحمل، ثم استئناف العلاج بعقار تاموكسيفين بعد الولادة. تحدثي مع طبيبك حول ما إذا كان هذا خيارًا معقولًا بالنسبة لك.
إيفيستا (الاسم الكيميائي: رالوكسيفين)
فاريستون (الاسم الكيميائي: توريميفين)
يمكن أن تسبب أدوية العلاج الهرموني هذه دورة شهرية غير منتظمة أو توقفها تمامًا وتوقف المبيضين عن إنتاج البويضات. بعد الانتهاء من العلاج الهرموني، تبدأ العديد من النساء اللاتي في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، في الحصول على الدورة الشهرية مرة أخرى. لكن الحمل بعد العلاج الهرموني قد يكون صعبًا بالنسبة للبعض.
تأثير العلاج بتثبيط المبيض على الخصوبة والحمل
يمكن للأطباء استخدام الأدوية — التي تسمى منبهات الهرمون المطلق لمواجهة الغدد التناسلية (GnRH) — لقمع أو إيقاف المبيضين من إنتاج هرمون الاستروجين أثناء العلاج الكيميائي. وهذا ما يسمى أيضًا بالإغلاق الطبي أو قمع المبيض. يتم تقديم هذا الإجراء للنساء قبل انقطاع اللدورة الشهرية اللاتي:
- تم تشخيص سرطان الثدي بمستقبلات الهرمونات الإيجابية
- لديهن خطر كبير جدًا لعودة سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمون (تكرار)
- لا يرغبن في إزالة المبيضين جراحياً لأنهن يرغبن في إنجاب أطفال بعد إكمال العلاج الرئيسي لسرطان الثدي
وتمنع هذه الأدوية هرمون GnRH، وهو هرمون خاص يتم إنتاجه في الدماغ والذي يخبر المبيضين بالاستعداد للإباضة؛ إطلاق بويضة ناضجة من المبيض. تنتقل البويضة عبر قناة فالوب حيث يمكن تخصيبها بواسطة خلية منوية. عندما يتم حظر GnRH، لا تحدث إباضة (عقم مؤقت). تعود الخصوبة بعد التوقف عن تناول الدواء ويبدأ المبيضان في إنتاج هرمون الاستروجين مرة أخرى.
أشكال ثدي المرأة: ١٢ نوع مختلف يجب أن تعرفيهم
تأثير العلاج الإشعاعي على الخصوبة والحمل
لسحن الحظ أن العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي ليس له أي تأثير على الخصوبة. كما أنه من غير المرجح أن تؤثر الكمية الصغيرة من الإشعاع التي قد تتناثر من الثدي على البويضات غير الناضجة في المبيضين. ومع ذلك، يوصي الأطباء ببدء علاج الخصوبة قبل العلاج الإشعاعي بعد العلاج الكيميائي. وقد يشمل علاج الخصوبة بعض الخيارات منها تجميد البويضات.
رابعًا: ما هو أفضل وقت للحمل بعد علاج سرطان الثدي
يوصي الأطباء بشكل عام بأن تنتظر النساء اللاتي في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، واللاتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة، عامين بعد استكمال العلاج حتى يصبحن حاملاً. هذا الانتظار لمدة عامين هو لمعرفة ما إذا كان سرطان الثدي سيعود مرة أخرى، مما قد يؤثر على قرارك بالحمل.