اليوم العالمي لسرطان الأطفال... أهم المعلومات التي يجب أن تعرفيها كأم ونصائح المُتخصصين

المرض مُخيف بكل أنواعه، ونادرًا ما تمرُّ بشخص يواجهه بشجاعة. أنا شخصيًا أخاف من المرض، ومن المجهول الذي يختبيء خلفه، ومن عجزي المُحتمل عن مواجهته بشجاعة. ماذا لو كان المريض هو طفلك؟ وماذا لو كان المرض هو "المرض الخبيث/السرطان".

في اليوم العالمي لسرطان الأطفال، قررت أن أواجه معكِ هذا الشبح المُخيف بالوقوف أمامه. فالمواجهة لا تعني فقط أن يكون لي طفل مريض بالسرطان، ولكنها قد تحتمل أيضًا التسلُّح بالمعرفة والتوعية المُناسبة للاكتشاف المُبكر.

نكتشف معًا الأسباب والأعراض، وأنواع السرطان التي تُصيب الأطفال تحديدًا. ونتعرَف أيضًا على رأي المُتخصصين وأهم المعلومات والمُمارسات الخاطئة عند الأهل. 

خطوات الفحص الذاتي لسرطان الثدي

مصدر الصورة: موقع بنترست

أسباب سرطان الأطفال

في حالات المرض، دائمًا ما تقوم الأم بإلقاء اللوم على نفسها وتظن أنها ربما قد قامت بفعل أي شيء خاطيء أدى في النهاية لمرض طفلها. أولًا، لستِ السبب. سرطان الأطفال في معظم حالاته مجهول السبب. تعود معظم أسبابه إلى طفرات عشوائية في جينات الخلايا النامية، وبعضها الآخر قد يعود لعدة عوامل واضطرابات وراثية. تتمثّل بعض عوامل الخطر للإصابة بسرطان الطفل في: الطفرات الجينية، والتعرض المُسبق للإشعاع، والتعرض للمواد السامة.

أعراض سرطان الأطفال

كيف تعرفين إمكانية مرض طفلك بالسرطان؟ تتشابه أعراض المرض مع أمراض أخرى أقل خطورة وقد لا تظهر أية أعراض . لذلك، يجب أن تهتمّي بمُتابعة طفلك وسرعة التصّرُف عند ظهور أيٍ من الأعراض الآتية:

-فقدان مُستمر للوزن بدون مبرر واضح.
-الإلتهابات المتكررة.
-الصداع وخاصةً في الصباح.
-تورُّم وألم بالمفاصل، والعظام، والساقين، والظهر.
-ظهور كُتل في البطن، والصدر، والعنق، وتحت الإبط والحوض.
-حدوث نزيف أو طفح جلدي.
-الغثيان أو القيء المُستمر.
-الإعياء والشحوب بشكل مُستمر وملحوظ.
-ارتفاع الحرارة بشكل متكرر.

أنواع سرطان الأطفال

مصدر الصورة: yogajournal.com

نصائح لجمال الناجيات من سرطان الثدي

سرطان الأطفال يختلف قليلُا عن سرطان البالغين وله أنواع أكثر شيوعًا، منها:

ورم ويلمز (Wilms Tumer )

ورم ويلمز / الورم الأورمي الكلوي، مصطلحات لنفس المرض الذي يُصيب الكليتين لدى الأطفال في عمر ال ٣ أو ٤ سنوات. ونادرًا ما يُصيب الأطفال او البالغين في أعمار أكبر. تظهر أعراضه في صورة تورُّم في البطن، وحُمّى، والشعور بالألم أو الغثيان أو ضعف الشهيّة.

ابيضاض الدم (اللوكيميا)

اللوكيميا هي أكثر أنواع سرطان الأطفال انتشارًا حيث تُمثّل  ٢٨٪ من جميع أنواع سرطان الأطفال. تُصيب نُخاع العظم والدم ولها نوعان:

-ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (Acute Lymphocytic Leukemia)
-سرطان الدم النُخاعي الحاد (Acute Myeloid Leukemia)
وتتسبّب اللوكيميا عادةُ في ألم العظام والمفاصل، والشعور بالضعف والتعب والشحوب والحمى، وفقدان الوزن وأعراض أخرى…

أطعمة تقيك من الإصابة بسرطان الثدي

سرطان الغدد الليمفاوية

يبدأ هذا النوع من السرطان في الجهاز المناعي بدايةَ من الأنسجة الليمفاوية كاللوزتين، أو الغدة الزعترية. تتنوّع أعراضه حسب المكان الذي بدأ منه ومنها الإصابة بالحُمّى، وفقدان الوزن، والتعرق، والتعب وتورم الغدد الليمفاوية تحت الجلد أو الفخذ أو الإبط.
يُصيب الأطفال في مرحلة البلوغ ونادرُا ما يُصيب الأطفال أقل من ٥ سنوات، وله نوعان هما: سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin'sLymphoma)، وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين (بالانجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma).

الساركوما العضلية المخططة (Rhabdomyosarcoma)

تبدأ في الخلايا وتتطوّر إلى عضلات هيكلية وليس لها مكان مُحدّد بالجسم. من المُمكن أن تًصيب أي مكان كالرقبة أو البطن أو الذراع وتُسبب الألم  والتورُّم مكان الإصابة. نسبتها ٣٪ من إصابة سرطان الأطفال.

أورام الدماغ والحبل الشوكي

ثاني أكثر أنواع سرطان الأطفال شيوعًا حيث تُمثّل نسبتها ٢٦٪ من مجموع الإصابات. له عدة انواع عادة ما يبدأ معظمها في الأجزاء السُفلية من الدماغ كالمُخيخ او جذع الدماغ. تمثّل أعراضه في صورة الشعور بالصداع، والإصابة بالغثيان، والتقيؤ، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى الإصابة بالدوخة والنوبات وغيرها من الأعراض.

سرطان العظام

يُصيب كل الأعمار ولكن غالبًا يُصيب الأطفال الأكبر سنًا والمُراهقين. نسبته ٣٪ وله نوعان هما: الساركوما العظمية (Osteosarcoma)، وهو الأكثر شيوعًا عند المرهقين، ويُصيب المناطق التي ينمو فيها العظم بسرعة مثل أطراف الساق أو عظام الذراع. يؤدي إلى التورم والشعور بالألم في العظام خاصةً أثناء الليل أو مع الحركة والنشاط.
النوع الثاني أقل انتشارُا ويُعرف باسم ساركوما يونغ (Ewing's Sarcoma)، وغالباً ما يصيب المراهقين الصغار في عظام الحوض، أو جدار الصدر، أو في منتصف عظام الساق.

ورم أرومة الشبكية (Retinoblastoma)

يُصيب العين ويُمثّل نسبة ٢٪ من إصابات سرطان الأطفال. يُصيب الأطفال في سن الثانية ونادرُا ما يظهر في الأطفال أكبر من ست سنوات. يُلاحظ ان عينن الطفل غير عادية خاصًة عند تسليط الضوء عليها حيث يظهر احمرار في بؤبؤ العين بسبب وجود الدم في الأوعية الدموية الموجودة في مؤخرة العين المصابة.

علاج سرطان الأطفال

مصدر الصورة: twistedsifter.com

كلما كان المرض في مرحلة مبكرة، كلما زادت نسبة الشفاء. بعد مرحلة التشخيص وتحديد البرنامج العلاجي، يشمل العلاج واحدة من الطرق الآتية، أو يتم المزج بين أكثر من نوع حسب حالة الطفل.

العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، زراعة الخلايا الجذعية، التدخل الجراحي لاستئصال الخلايا السرطانية والأورام، العلاج المناعي.

الوقاية من سرطان الأطفال

على عكس سرطان البالغين، لا يُمثّل نمط حياة الطفل أي دور في إصابته. ولكن يُمكن تُساهم بعض العوامل في الطفولة وقبل الولادة في الوقاية من سرطان الأطفال مثل:

-تناول الأم لحمض الفوليك أثناء الحمل.
-الرضاعة الطبيعية.
-ممارسة النشاط البدني الكافي أثناء الطفولة.
-تجنب التدخين والكحول أثناء الحمل.
-تقليل التعرض للمواد الكيميائية والأشعة الضارة.
-إبعاد الأطفال عن التدخين السلبي.
-تجنب تعريض الحامل للإشعاع بشكل كبير أثناء الفحوصات الطبية.

مصدر الصورة: موقع بنترست

وأخيرًا، استعنت بـ د.يوحنا ويليم " صيدلي إكلينيكي مُتخصص في طب الأورام للأطفال" للاستفادة من خبراته والإجابة على أسئلة قد تدور في ذهنك إذا كان طفلك مريضًا بالسرطان…

ما هي الأخطاء الشائعة التي يقوم بيها الأهل مع أطفالهم المرضى  بالسرطان؟

عادة ما يُخفي الأهل عن أطفالهم حقيقة مرضهم وهو ما يضر الطفل فهو لا يفهم لماذا يذهب للمشفى ويمر بكل هذا الألم دونًا عن غيره من الأطفال. أيضًا يتجاهل الأهل أحيانًا تعليمات الطبيب، مثلًا إذا ارتفعت درجة حرارة الطفل فهي علامة خطر ويكتفي بعض الأهالي بإعطاء طفلهم خافض للحرارة بدلًا من الذهاب فورًا للمستشفى. في حالات أخرى تكون الأم قلقة ومذعورة فتبدأ بالبكاء أمام طفلها طيلة الوقت وهو ما يضر نفسيته ولا يفيد إطلاقًا في رحلة علاجه.

ما هي التغذية المناسبة للطفل المريض؟

لا يوجد طعام مُعين، ولكن يُفضّل الالتزام بطعام صحّي قدر الإمكان وعدم اللجوء إلى الطعام من الخارج لتجنُّب أي ميكروبات قد تضره.

هل الاكتشاف المُبكر وفحوصات حديثي الولادة من الممكن أن تساعد في نسب شفاء أكبر؟

بالتأكيد، يُفضّل أن تلتزم الأسرة بالكشف الدوري على أبناءها وعمل كل الفحوصات اللازمة خاصة في حالات زواج الأقارب حيثُ يكون أطفالهم أكثر عُرضة للأمراض من غيرهم.

ما الذي يمكن للأم أن تفعله لتجهيز طفلها نفسيًا قبل دخول المستشفى؟

يُفضّل ألا تتوتّر الأم أمام طفلها ولا تُشعره بالذعر أو الحُزن. ويُمكن أن تتحدّث معه إذا كان كبيرًا كفاية حول حاجته لدخول المستشفى او إجراء الفحوصات. 

هل توّد التوعية بأية معلومات أو ممارسات خاطئة تؤخر من تحسين حالة الطفل؟

توجد معلومة خاطئة عن منع الطفل من السكر تمامًا لاعتقاد خاطيء بتأثيرها على زيادة الخلايا السرطانية، ولكن لا أساس لهذه المعلومة، ويتم التعامل مع السكر كأي طفل طبيعي بدون حرمان تام. يقع الأهالي أيضًا في خطأ شائع لقلقهم الزائد على أطفالهم فيغيّرون الطبيب المُعالج أو المستشفى وهو ما قد يضر طفلهم لأنه يتبّع بروتوكولًا واحدًا للعلاج. وبالطبع يجب البعد تمامًا عن أية مقارنات بين علاج الطفل وعلاج أطفال آخرين بدون معرفة الحالة كاملة لأن الطبيب المعالج هو الأدرى بحالة كل طفل. وأخيرًا، عدم الأخذ بأية معلومات من جروب أهالي المرضى والالتزام ببروتوكول العلاج.

في النهاية، كلما فهمتِ ما تواجهينه، تُصبح المواجهة أسهل. قلبي مع كل أم تكافح في حياتها لحماية طفلها وتوفير الأفضل له، وإذا كنتِ من مُحاربات السرطان فثقي أنّكِ تستطيعين وطفلك القضاء عليه والوقوف أمامه. وفي يوم سرطان الأطفال، يُمكننا جميعًا ممارسة الإمتنان ودعم الأطفال المرضى من حولنا أو دعم المؤسسات التي تقوم على رعاية مرضى السرطان في كل مكان. 

تم استخدام موقع “altibbi” كمرجع لبعض المعلومات الطبيّة المذكورة في المقال.
مصدر الصورة الرئيسية: health.clevelandclinic.org