حكاوي فستاني: هكذا واجهت فكرة الإصابة بمرض سرطان الثدي وتعلمت منها

فكرت كثيرًا كيف يمكن أن أبدأ الحديث عن تجربتي عندما تم تشخيص حالتي بالإصابة "بسرطان الثدي" خاصة وأنها من أسوأ التجارب بحياتي، ولكنني في النهاية تعلمتها منها الكثير من الأشياء الإيجابية. ولكني أتذكر دائمًا كيف بدأ القصة، عندما كنت في الـ ١٦ من عمري لاحظت وجود بعض الكتل في الثدي من الداخل ولأن لم يكن هناك أي توعية بمرض سرطان الثدي ووقتها كنت لا أعلم أن هذا أمر غير طبيعي. إلى أن وصلت بعمري الآن الـ ٢٨ ومع نمو حجم الثدي ظلت هذه التكيسات موجودة وملموسة وفي إحدى المرات شعرت بألم به ولأنني شخص يكره المرض ويخاف منه كثير كانت فكرة الذهاب لطبيب أمر صعب.

هكذا كان شعوري عندما أخبرتني الطبيبة بأنني أعاني من سرطان الثدي

ولكن في أحد الأيام قررت أن أكسر حاجز الخوف وبالفعل ذهبت لطبيبة متخصصة من أجل عمل أشعة على الثدي ومعرفة سبب الألم وبعدها أخبرتني الطبيبة "أنت تعانين من سرطان الثدي" توقفت الأصوات حولي لحظات وظللت أفكر "هل هذا صحيح وحقيقي؟" وبعدها لاحظت نظرة أمي لي التي كانت تملؤها الخوف والرعب خاصة وأنها هي أيضًا كانت تعاني من مرض السرطان ولكن في الرحم وتجربتها كانت صعبة مع جميع مراحل العلاج الكيماوي والإشعاعي. ولكن ربما كان الغريب في الأمر أنني كنت أحاول إخفاء شعوري بالخوف قدر الإمكان محاولة مني لإبقاء أسرتي قوية وأن ليس هناك أي مجال للخوف أو حتى الإنهيار للحظات فربما يكون هذا خطأ. وفي الحقيقة من داخلي كنت أشعر بالخوف الشديد من خوض تجربة تشبه أمي فالأمر ليس سهل كما يعتقد البعض.

ما هي أنواع سرطان الثدي وطرق العلاج منه؟

وعلى عكست جميع الناس لم استسلم إلى فكرة الذهاب لطبيب آخر لمعرفة ما يجب فعله أو حتى هل هذا التشخيص حقيقي أم لا. ولكنني ظللت بعدها لمدة ٣ أشهر صامتة لا أريد الدخول في حديث مع أسرتي حول هذا الأمر وأكتفي بالتركيز على عملي والخروج مع أصدقائي من أجل الاستمتاع والضحك كثيرًا ونسيان كل ما حدث فربما يكون هناك خطأ. إلى أن وصلت إلى مرحلة قوية من الألم جعلتني أتناول كم كبير من المسكنات على مدار يومي ولا أنام سوى ساعات قليلة من شدة الألم ولا أستطيع النوم أو الحركة وحينها قررت أن أذهب للطبيب مجددًا ولكن كان الأمر أصبح خطيرًا فحجم الثدي أصبح أكبر عن الشكل المعتاد له إلى جانب أنه هناك بداخله شيء صلب.

وفي الحقيقي وبعد ذهابي لأكثر من طبيب نصحني أحدهم الذهاب إلى "مستشفى بهية لسرطان الثدي" التي وجدت بها الاهتمام بشكل جيد وأن أغلب الأطباء الذين يعملون بها على قدر عالي من العلم إلى جانب إمكانياتهم في التعامل مع الناس بشكل جيد وتفهم ما يمكن أن تمر به أسرة بها امرأة مصابة بمرض سرطان الثدي. وبعد عمل الفحوصات وجدت أن كل هذا حدث بسبب تكيسات على الثدي التي تعرضت للإلتهاب وأخبرتني الطبيبة وقتها أنه أمر طبيعي للكثير من الفتيات التي تتراوح أعمرهن من سن ١٧ وحتى ٣٠ وهذا ما جعلني أشعر بغرابة ما قالته الطبيبة الأولى التي ذهبت إليها وظنت أن هذا "سرطان ثدي". 

حكاوي فستاني: التوعية بسرطان الثدي جعلتني أسيطر على خوفي منه

لا تجعلي الخوف يسيطر عليك 

من الطبيعي أن تشعرين بالخوف من المرض ولكن لا تدعي الخوف يسيطر عليكي وهذا أكثر شيء تعلمته من تجربتي. فحملات التوعية بمرض سرطان الثدي بالقرب منك باستمرار من أجل المساعدة فلا تشعرين بالخوف. ولأن أغلب الفتيات تتخوف من الكثير من التغيرات التي تحدث للثدي في المرحلة العمرية من سن ١٧ وحتى ٣٠ وأن الفحص المعروف عن سرطان الثدي يتم من خلال اشعة الماموجرام والذي لا يتم القيام به إلا للنساء فوق الـ ٤٠ إلا أن هناك الكثير من الطرق الأخرى التي تمكنك من الإطمئنان على نفسك وليس هناك مشكلة من الذهاب لطبيب.

ما هي حمالة الصدر المناسبة أثناء العلاج من سرطان الثدي؟

التوعية بمرض سرطان الثدي

ربما أكثر شيء ساعدني في تجربتي هي حملات التوعية التي توجد بالقرب من كل واحدة منا سواء بالمواقع وحتى على السوشيال ميديا فهي أكثر شيء يمكن أن يفيد كل فتاة تعاني من وجود أي مشكلة في الثدي. وإلى جانب هذا فأنني تعلمت في مستشفى بهية كيفية الإنتصار كل مخاوفي التي كانت تمنعني من السؤال ولكن عرفت أنه من المهم عمل كشف دوري وفحص ذاتي في المنزل وفي حال وجود أي مشكلة يجب الذهاب لطبيب متخصص لضمان الإطمئنان بعدم وجود أي مشكلة وأنك لست تعانين من أي مرض.

تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم...