أثناء تربية أطفالك.. لا تقعي في نفس أخطاء "ديبي" بفيلم Your Place or Mine

- التقليل من شأن الطفل 

في مشهد ضمن أحداث الفيلم يتحدث جاك مع بيتر ويخبره بأنه كان يتمنى أن يمارس لعبة الهوكي ولكن والدته ترفض باستمرار والسبب ببساطة هو أنه Too Small!! أي صغير جدًا… ما جعل الطفل يشعر بأنه أقل من أصدقائه جسمانيًا، وهو بالطبع ما أثر على نفسيته بشكل سلبي. لذا إذا كنت أمًا وتفعلين الشيء ذاته مع أطفالك فننصحك بمراجعة نفسك. فلا يعني أن طفلك نحيف أو قصير أنه غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي مثل أصدقائه، فجميعنا مختلفون وهذا لا يعيبنا.

- الحماية الزائدة

ندرك جدًا مدى صعوبة الأمومة ومسئوليتها. ونعلم أنك كأم تريدين حماية أطفالك من كل شيء وأي شيء، ولكن الحماية الزائدة هذه ذاتها قد تضرهم. تعرفين المثل الشائع “ما زاد عن حده انقلب لضده”! الأمر كذلك بالضبط. فحمايتك الزائدة لطفلك مثلما كانت تفعل “ديبي” ستجعل منه شخصية ضعيفة، ستجعل أشياء كثيرة تفوته في طفولته وسيشعر بداخله أنه لا يعيش حياة طبيعية وأنه يتمنى أن يفعل الكثير والكثير وبمرور الوقت سيرى أن حمايتك الزائدة له هي فرض سيطرة لا أكثر، وستنمو بداخله مشاعر سلبية تجاه نفسه وتجاهك. لذا حاولي التقليل من الحماية المفرطة لطفلك، واجعليه يفعل الأشياء التي يحبها طالما أنها لن تضره.

أم عازبة؟ مشاكل تواجهك وهكذا يمكنك التعامل معها

- لا تتجاهلي صمت طفلك…

تجاهلت “ديبي” فكرة أن أصدقاء ابنها أصبحوا يبتعدون عنه وأصبح هو بمفرده، ولم تحاول أن تفهم منه السبب وراء هذا البعد، ولكنها سألته مجرد سؤال عابر. لذا في المرة المقبلة التي تجدين فيها طفلك يتعرض لموقف غريب عن المعتاد ويختار الصمت، حاولي التحدث معه مرة واثنين ومائه، حتى يخرج ما بداخله، أهم شيء أن تتم هذه المحاولات بدون وضعه تحت ضغط أو تهديد بأنه لابد أن يحكي وأن صمته ليس خيارًا.

- لا تتصالحي مع التنمر

عندما جاء “بيتر” ليعتني بـ “جيمي” في فترة غياب “ديبي” اكتشف أن هذا الطفل الصغير كان يتعرض للتنمر، وبدلًا من أن يأخذ موقف صارم تجاه الأمر كأن يبلغ إدارة المدرسة على سبيل المثال، حاول أن يقرب “جيمي” من أصدقائه الذين تنمروا عليه في السابق، دون أن يحل الأمر. قد يكون الأمر بسيطًا لأنهم مازلوا صغار ولكن من يعلم أن “جيمي” في كل مرة سيتعرض فيها للتنمر فيما بعد لن يدافع عن نفسه بل سيشعر أن الخطأ لديه ويحاول التقرب بأي شكل ممن تنمروا عليه؟!

- لا تجعلي عالمك بأكمله يدور حول أطفالك

في مشهد بالفيلم كانت “ديبي” تتشاجر مع “بيتر” وتخبره بأن ابنها هو عالمها بالكامل وأنه جاء وأفسده بدلًا من أن يعتني به، فكان رده “ربما هذه هي المشكلة”. وحقًا قد تكون المشكلة دومًا في أنك تجعلين عالمك كله يدور حول أطفالك، لا تفعلين شيئًا سوى الاهتمام بهم وبأكلهم، دراستهم، ملابسهم، وكل شيء ثم بمرور الوقت لا تجعلين أطفالك يخوضون تجربتهم بمفردهم في الحياة، بل تحاولين دومًا إلصاقهم بك لأنك ترين أنهم عالمك وبالتالي لا تسمحين لأن يكون لهم عالمهم الخاص، وتعلمين ماذا يفعل ذلك؟ يجعل أبنائك يكبرون دون أن تكون لهم شخصيتهم المنفرده بذاتها.

للأمهات: ١٠ معلومات هامة اعرفيها عن الفيروس المخلوي التنفسي

- هل طفلك يعاني من مرض ما؟ حسنًا، لا تذكريه بذلك في كل لحظة

هناك نوعان من الأمهات عندما يتعلق الأمر بإصابة أطفالهم بمرض ما، الأولى تضع قائمة بالممنوعات وتذكر طفلها في كل لحظة أنه مريض ولا يعيش حياة طبيعية كغيره من الأطفال ويجب أن ينتبه لكل هذه الأشياء، والثانية تأخذ بيد طفلها وتحدثه بلطف عن حالته وتخبره ما الذي سيترتب عليه إذا فعل أو تناول شيء ممنوع منه ولماذا عليه تجنبه. الأولى هي “ديبي” في الفيلم أما الثانية فنفضل أن تكون أنت..

- الحرمان ليس الحل أبدًا

لماذا نحرم أطفالنا من مشاهدة التلفاز أو اكتشاف العالم ونحصرهم فقط بين صفحات الكتب وفروضهم الدراسية التي يجب عليهم إنهائها، من قال أن هذا هو الحل لضمان تفوقهم الدراسي؟ أليس العالم مليء بأشياء غير تلك التي درسناها وتعلمناها في الكتب؟ أليس هناك وظائف اليوم لم نكن نسمع عنها في السنوات الماضية. اجعلي طفلك يكتشف الحياة بعيدًا عن الكتب الدراسية، ولكن افعلي ذلك بالطريقة التي تتناسب مع سنه ومرحلته العمرية.

- التملق ليس بوابة للحب!

في محاولة بيتر لإصلاح العلاقة بين جيمي وأصدقائه وجذبهم إليه مرة أخرى، أخبره بأن يذهب لهذين الصديقين الذين ابتعدوا عنه ويخبرهم أن لديه تذكرتين VIP للمباراة وبالتالي سيتمسكون به من أجل حضور المباراة وثم سيصبحون أصدقاء مرة أخرى. ولكن ماذا حدث؟! لقد ذهبوا بالفعل المباراة ولكنهم لم يعودوا أصدقاء مرة أخرى، بل جلس الصديقين معًا طوال المباراة وتركوا جيمي بمفدره! إذًا فتذاكر المباراة لم تعيد الحب والصداقة بينهم من جديد.

- لا تفعلي أمام طفلك ما تنهيه عنه

بأي حق نطلب من أطفالنا أن يكونوا صريحين ويقولون الحقيقة دومًا ونحن أمامهم نفعل العكس. هذا ما كانت تفعله “ديبي” فهي تطلب من طفلها أن يكون كتاب مفتوح وتخبره بأن “بيتر” صديق عمرها منذ ٢٠ عامًا لا تخفي عليه أي شيء، ولكنها بنفس الوقت وأما طفلها تخفي عن “بيتر” الكثير والكثير من الأشياء. ببساطة إذا أردنا ان نربي أطفالنا على قيم محددة يجب أن نطبقها على نفسنا أولًا,

أخيرًا، تذكري دومًا أن الأمومة لا تكمن صعوبتها فقط في تربية طفل أو شخص آخر ولكن أيضًا في تطوير نفسك وتحسينها وتعلم مهارات جديدة من أجل نفسك وأطفالك.