حكاوي فستاني هي أحدث سلسلة مقالات نتحدث فيها عن مواضيع هامة وحقيقية لا يسلط الضوء عليها بقدر كاف. هذه المواضيع تتحدث فيها كل فتيات فريق فستاني من وجهة نظرها وحياتها.
هل فكرتي يوماً أن تشكري قدميك على أنها
تحملك وتسير بك كل يوم؟ وماذا عن عينيك التي تريك العالم بأدق تفاصيله؟ ويديك التي
تنجز أغلب مهامك؟ وماذا عن عقلك الذي يتحمل كل ما يمر عليه؟ بالطبع تشعرين بقدر من الغرابة لما أطرحه عليك من تساؤلات،
ولكن أنا على يقين أنك مع انتهاء سطور هذه المقالة ستدركين ما أعنيه، بل ستتغير
نظرتك للكثير من الأمور، مثلما حدث معي...
في ديسمبر الماضي تغير كل شيء بداخلي، عندما
تمردت إحدى ساقيَ عليَ ورفضت أن تحملني وتسير بي. حينها أجبرت على البقاء دون حركة
لعدة أيام. ولا يمكن أن أوصف لك كم هو شعور سيء، أن تحرمي من أبسط الأمور في حياتك
حتى لو لأيام قليلة. فلم أستطع الذهاب لعملي، أو حتى التجول بحرية في المنزل. هنا
وبهذه اللحظة أدركت حجم خطأي بحق صحتي، ودارت بعقلي تساؤلات عديدة. فلماذا لم
أمنح ساقي قدر من الاهتمام، لماذا لم أفعل أي شيء تجاه صحتي؟ ولماذا تعاملت معها
على إنها أمر مفروغ منه، رغم أن الكثير حرموا منها؟ في الحقيقة لست أنا وحدي من يفعل ذلك، بل أغلبنا،
وربما تكوني أنت نفسك تفعلين ذلك.
فنحن نأخذ صحتنا على أنها أمر مفروغ منه،
نولد ونعيش بها دون أن نمنحها قدر من الشكر والاهتمام أو حتى تقدير قيمتها. نتألم
فنغفل عن ذلك، نتحرك ونجلس بشكل خاطئ، حتى إننا لا نهتم بطعامنا. وكأننا نعاند صحتنا وجسمنا، حتى تأتي اللحظة التي يتمردان علينا فيها، حينها ندرك قيمة كل شيء، بالضبط
كما حدث معي في 2019!
لذلك يمكنني القول الآن، أن من أهم الدروس التي خرجت بها من العام الماضي هو تقدير قيمة الصحة والحفاظ عليها، سواء كانت الجسدية أو النفسية. فهي ليست أمراً مفروغاً منه، بل يمكن بلحظة أن تتمرد علينا وتجعلنا نتمنى لو أننا لم نفعل هذا بحقها. فهي شيء لن يعوض، فليست تماماً مثل وجبة شهية يمكن أن تتناوليها في وقت لاحق، أو نزهة يمكن تأجيلها أو حتى فيلم تشاهديه حينما تحين الفرصة. الأمر بمنتهى البساطة "صحة سلمية = حياة سعيدة". إذاً ما المانع في أن نحقق ذلك! نقدر كل عضو بأجسامنا ونشكره على تحمله لنا وندعو أن يظل قوياً صامداً برفقتنا. وبالتالي ننجز مهامنا بسلاسة فنشعر بالرضا والسعادة في النهاية.
ومع بداية 2020 كان أول شيء دونته أمام عيني
لتظل تراه طوال الاثنى عشر شهراً هو "صحتك أولاً"، وأتمنى أن تفعلي أنت
أيضاً الشيء ذاته...
عام جديد سعيد!
تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم...
مصدر الصورة الرئيسية: إنستجرام @ooh_lily