Zynah.me

حكاوي فستاني: لماذا يقرر الغرباء ما أرتديه يومياً؟!

Author فريدة عبد الملك
حكاوي فستاني: لماذا يقرر الغرباء ما أرتديه يومياً؟!
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

حكاوي فستاني هي أحدث سلسلة مقالات نتحدث فيها عن مواضيع هامة وحقيقية لا يسلط الضوء عليها بقدر كاف. هذه المواضيع تتحدث فيها كل فتيات فريق فستاني من وجهة نظرها وحياتها.

أتذكر عندما بدأت حركة MeToo# وكانت جميع النساء تشارك بها ويروون قصصهن مع العنف ضد المرأة الذي يمارس من قبل الغير عليهن، لم أشعر أنه بإمكاني المشاركة فيها أيضًا. فما الذي أمر به هذا يمكن مقارنته بما يكفي لما نجت منه هؤلاء النساء؟ بعض المعاكسات اليومية المعتادة؟ أو النظر إليَ مرة واحدة في الأسبوع تقريباً كأنني قطعة من اللحم؟ هذا لا شيء، بالتأكيد هذا ليس عنف أو مضايقة جنسية ... أليس كذلك؟

لا ليس صحيحاً. لأنه أولاً وقبل كل شيء، التحرش في الشوارع هو بشكل واضح نوع من الإيذاء والتعدي على الغير. ثانياً، إن مقارنة نفسك بالآخرين والقول إن ما شعرت به لا يمكن تبريره هو شكل من أشكال الإيذاء والإساءة إلى نفسك. ونعم، أنا أتحدث إليكم ... فريدة ... إنه أنا. وبالطبع، أشعر بالإمتنان كل يوم لكوني لم أتعرض لأي شكل من أشكال العنف أو المضايقة التي كان من الممكن أن تضر بي بشدة. 

لكنني أريد أيضًا أن أوضح أنه بصفتي امرأة، ما زلت أشعر بالاعتداء والإيذاء كل يوم بسبب ما أراه والذي يتسرب إلى ذهني ويؤثر على نظرتي لنفسي، ملابسي، طريقة سيري، والقرارات التي أتخذها كل يوم. لذلك، قبل التعمق في الموضوع، أريد أن أوضح أنني أكتب هذا بحيث يكون لكل امرأة يتم تعرضها لأي شكل من أشكال المضايقات في الشوارع، الحق في الشعور أنها تعرضت للعنف والانتهاك وأن تقول MeToo#...

كانت هذه الحركة حول شيء أكبر منا جميعًا، فكانت بمثابة صرخة قوية من قبل كل امرأة في جميع أنحاء العالم، تقول فيها 'كفى!' لأي شكل من أشكال الإيذاء والعنف.

عندما أذهب للتسوق وأحاول ارتداء الملابس، أرى نفسي من خلال نظرة الرجال في الشارع، قبل أن أرى نفسي من خلال عيني. لتسيطر الأسئلة على ذهني، هل ما أرتديه مكشوف؟ هل يبدو استفزازيًا جدًا؟ أين يمكنني ارتداء هذا؟ هل يعتقد الناس أنني أبحث عن الاهتمام؟ يجب أن أحصل على قياس أكبر؟ 

وعندما أستيقظ في الصباح وأنظر لخزانة ملابسي لأختار شيئًا لارتدائه. أفكر أكثر من مرة في المكان الذي سأذهب إليه. هل سيكون طريق طويل بالسيارة؟ أي منطقة سأتواجد بها؟ وعندما أخرج من السيارة، ربما يجب أن أحرص على عدم ترك التنورة تنزلق لأعلى. وإذا وضعت أحمر الشفاه الأحمر، فهل سيكون أكثر من اللازم؟ ربما سأجذب الكثير من انتباه الرجال لأنني أبدو جميلة اليوم .... ربما ينبغي عليّ أن أتخطى كحل العين؟

أصبح هذا الصوت تسجيلًا يعمل تلقائيًا في رأسي... لدرجة أنني لست على دراية أو وعي كافي بمشاكله. يبدو الأمر طبيعياً جداً كأنني ولدت به، فأنا أنثى إذن يجب أن تسيطر هذه المخاوف عليَ طوال الوقت، لأنني بالطبع أريد حماية نفسي. وبالتأكيد لا أريد أن أجري بسيارتي لأن سائق آخر قرر أن يخرج رأسه من النافذة ليلقي ببعض الكلمات المسيئة لأنه فقط يستمتع بذلك، وللأسف هذا يحدث كثيراً، آخرها الأسبوع الماضي...

على الرغم من ذلك، أتذكر بشكل كبير المرة الأولى التي نظر فيها رجل ليَ بشكل مسيء للغاية في الشارع، وكيف أنني بكيت بشدة وشعرت بألم شديد من أعماق قلبي. كنت أنتظر حينها وصول السيارة التي ستقلني إلى منزلي، لذلك كنت أقف على جانب الطريق. كان هذا الرجل ماراً بسيارته، ليمنحني نظرة ثاقبة لم تكن مدتها سوى ثانية ولكني شعرت بأنها سنة، وحتى هذا اليوم لا أستطيع نسيانها أبداً. لأنني شعرت حينها أن الأمر لس إنسانياً بالمرة بل هو إيذاء وانتهاك. لقد كانت نظرته أشبه بشخص جائع ينظر لطعام. لم تتواجه أعيينا ولكن نظرته كانت موجهة نحو منطقة الثدي لأسفل. فأغلبهم يتحاشى النظر في أعيننا ولكن البعض يفعل.

أعرف عددًا لا يحصى من النساء اللاتي يخترن ملابسهن كل يوم وفقًا للأماكن التي سيذهبن إليها وماذا سيفعلن بها وأين سيصفون سياراتهن وما المسافة التي سيسيرون فيها على أقدامهن. هل يمكنك أن تتخيل؟ المشي! حق أساسي من حقوق الإنسان ... و ٨٠ % من النساء اللواتي أعرفهن لا يشعرن بالأمان عند القيام بذلك في معظم الشوارع إذ ما لم يكونن برفقة رجل. في بعض الأحيان أتساءل كيف يكون شعور الرجال عندما يسيرون دون الشعور بملايين العيون تنظر لهم؟!

سأنتهي مع لحظة كانت محورية حقًا بالنسبة لي. كنت أغادر المنزل لأجد أمي تخبرني أنه ربما يجب عليّ أن أغير قميصي الذي يظهر الكثير من ذراعي، وذلك حتى لا يزعجني أحد في الشارع. نظرت إليها وقلت: 'ما أرتديه لا علاقة له بما يحدث، صدقيني، لقد جربت'...

عندما أدركت ذلك، قررت أنه في كل مرة يقول فيها شخص ما شيئًا في وجهي أو ينظر إلي هكذا، أحدق في عينه بقوة مع نظرة خفية من الاشمئزاز، بدلاً من الابتعاد أو الدوران أو النظر بخوف. ولن تصدقي الفرق الذي أحدثه هذا! بعضهم يستدير ويخاف، وأعتقد أن ذلك لأني أذكرهم بأنهم بشر وأنني إنسان أيضًا، إنه أشبه بالصفعة على الوجه لإيقاظهم.


تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم...

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

فريدة عبد الملك

فريدة عبد الملك

أول مرة شاهدت فريدة فيلم " The Devil Wears Prada" كانت تبلغ من العمر 12 عاما فقط، وحينها شعرت بشيء لم تعرف كيف تصفه. شعرت بالإلهام! بداية من الملابس إلى الشعر والمكياج وبالطبع باريس. فقد شعرت أنها تري...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة