حكاوي فستاني هي أحدث سلسلة مقالات نتحدث فيها عن مواضيع هامة وحقيقية لا يسلط الضوء عليها بقدر كاف. هذه المواضيع تتحدث فيها كل فتيات فريق فستاني من وجهة نظرها وحياتها.
اضطررت إلى قضاء بعض الوقت
للتفكير في هذا المقال. لا يعتبر العنف ضد المرأة موضوعًا يمكن الاستخفاف به، وإذا كنت قد
تعرضت للإيذاء من قبل، فأنت تعلمين بالفعل، إنه أمر معقد.
" إنها معقدة"
هذا ما يقوله دائمًا ضحايا العنف. ولكن لماذا نقول ذلك؟ لماذا
يصعب علينا الوقوف في وجه المعتدين علينا ونقول كفى؟ لأنه معقد!
لقد تعرضت للعنف من قبل. أنا أتعرض له الآن، وربما بالأمس. وإذا كنت محظوظًة، فسيصبح اليوم خاليًا من أي عنف. والشيء الأكيد هو أنني أعرف بعض من الناس الذين يمرون بنفس الشيء. كما ترى، العنف شائع ويأتي بأشكال عديدة. فهو ليس فقط بدنياً بل يمكن أن يكون بكلمة أو سلوك أو فعل. لكنني لن أناقش عددًا كبيرًا من الطرق التي يمكن أن يتعرض بها شخص ما لسوء المعاملة. بدلاً من ذلك، سأتحدث عن سبب قبول الشخص للعنف، وغالبًا ما يكون ذلك بسهولة وتلقائية.
يمكن أن يكون الخوف؟
الخوف شيء فظيع ، ولكن بدونه نحن نضل طريقنا أحياناً. يرتبط شعورنا بالخوف ببقائنا الأساسي، كما هو الحال مع جميع أنواع الحيوانات الأخرى. إنه حرفياً في الحمض النووي لدينا. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالعنف، فإن الخوف هو أسوأ عدو لنا.
وقد يكون الخوف من أشياء عدة ربما من لكمة أخرى، أو من حكم وكلام الغرباء علينا أو من أن ينتهي بك الأمر بمفردك دون أسرة أو أصدقاء أو شريك. يمكن أن يكون حتى من سوء المعاملة الشديد.
هل يمكن أن نعتقد أننا نستحق ذلك؟
إنها العلامة الحقيقية للمعتدي عليك لجعلك تصدق أنك تستحق ذلك. هل تعلمين هذه العبارة "لقد دفعتني إلى فعل ذلك"! هذه هي الكلمات التي يرددها أغلب الذين يمارسون العنف على غيرهم. فهم دايماً يتهمونك بأنك السبب في إلحاق الضرر اللفظي أو الجسدي بنفسك.
وبهذه الطريقة يجعلك تشعرين بالخجل من نفسك وتصبحي على يقين أنك أنت المسئولة. من هنا يتحول الأمر لصالح الطرف الآخر ويبدأ في جعلك أكثر خضوعاً وقبولاً بل وتضعف فرص دفاعك عن نفسك ورفضك لأشكال العنف التي تتعرضين لها.
هل تعودنا على قبول الإساءة؟
إننا كنساء، علمنا في سن مبكر أننا أقل شأنا من الرجال، وأننا هنا لمجرد تلبية كل طلباتهم. وبالتالي أصبحنا ندرك جيداً أننا لسنا متساويين معهم في الأدوار. وكأطفال تربينا على أن نطيع شخصيات موثوقة مثل آبائنا أو أشقائنا الأكبر سنًا أو مدرسينا حتى وإن كانوا يسيئون معاملتنا بشكل أو بآخر. وهكذا، فطوال حياتنا ونحن نقبل كل شيء دون رفض أو مناقشة حتى تكيفنا مع هذه الأوضاع. وأصبح عندما نتعرض لأي من أشكال العنف نعتقد أن هذا هو الأمر الطبيعي.
هل العنف في الواقع أمر طبيعي؟
غالباً الشخص المعتدي عليه لا يعتقد فقط أن العنف أمر طبيعي ولكنه أيضاً يتوقعه. سواء كان هذا العنف من شريك، حبيب، أصدقاء. فالطفل الذي يكبر في منزل، يسيء فيه أحد الوالدين للآخر، سيتعرض بنسبة كبيرة للعنف خارج المنزل أو يصبح هو نفسه من يمارس العنف تجاه الآخرين.
هل يمكن أن نعتقد أن الإساءة جسدية فقط؟
'كيف يمكن أن يتعرض شخص ما للعنف ولا يدرك ذلك؟' لأن البعض منا يعتقد أن العنف الجسدي هو النوع الوحيد، وهذا اعتقاد خاطئ شائع. العنف بشكل عام، لا يقتصر على نوع واحد فقط، بل هناك أيضًا العنف اللفظي.
الإساءة اللفظية ليست مجرد بضع كلمات مؤلمة تترك أثراً سلبياً. في الواقع، لقد أثبت العلم أن الإساءة اللفظية تؤدي فعليًا إلى تغيير دماغ الطفل، ولها نفس التأثير على دماغ الإنسان مثل الإيذاء البدني تماماً. وفي حين أن الإساءة اللفظية قد لا تسبب أي كدمات أو خدوش أو تكلفك الآلاف في فواتير غرف الطوارئ، فإنها تترك الكثير من الجروح المفتوحة داخل الشخص.
ثم نتعثر في منطقة الآمان الخاصة بنا...
غالبًا ما تتحول منطقة الراحة أو الآمان التي تم بناؤها على ما يبدو لحمايتنا من أي خطر خارجي، تكشف عن نفسها على أنها أكثر ما يؤلمنا. البقاء في منطقة الراحة الخاصة بك لا يعني فقط البقاء في وظيفة غير مجدية أو تفويت حفلة موسيقية ما بسبب الزحام ولكنه يمتد ليكون أكثر من ذلك.
ربما يصل إلى التسامح مع العنف، لأن القتال ليس فقط قد يكون محبطًا، ولكن أيضًا لأنه قد يكون بلا فائدة أو غير مريح. قد تكون لديك أفكار مثل 'لم يكن يعني ذلك' أو 'كان غاضبًا جدًا'. إن قول هذه الأشياء يعطينا إذنًا لتجاهل الإساءة والآثار الضارة المترتبة علينا.
لذلك من الإنصاف أن نقول إن منطقة الراحة المحددة هذه هي واحدة من أكثر المناطق صعوبة في الخروج منها. ليس فقط بسبب الاضطرار إلى التحدث ومواجهة المعتدي علينا. ولكن أيضًا لأن التحدث ليس هو نهاية الأمر. إن التعافي من سوء المعاملة والتعلم من تجربتك هو رحلة طويلة وقد تكون مرعبة للبعض.
ربما لا نعرف كيفية طلب المساعدة
هذا أحد أكثر الأسباب شيوعًا بين الأشخاص الذين تعرضوا للعنف. وغالباً ما تدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة عندما ييفكرون في طلب المساعدة. منها كيف أبدأ في سرد قصتي والاعتراف بها؟ كيف يمكنني التواصل مع العالم الخارجي؟ كيف سيحكم غيري علي بعد معرفة تجربتي؟ من الذي أذهب إليه للحصول على المساعدة؟ وحتى إذا فعلت ذلك، فهل سيساعدونني بالفعل؟ ماذا يحدث إذا تواصلنا للحصول على المساعدة؟ من أين أبدأ وكيف أوضح مقدار الألم الذي قد تحدثه بضع كلمات أو لكمات؟ ماذا لو تم تجاهل ما أمر به، لمجرد أن هذه الكدمات ليست جميع أنحاء جسمي؟
أم يمكن أن نتعاطف مع المسيء؟!
هل سمعت عن متلازمة ستوكهولم؟ هي ببساطة عندما يتعاطف الشخص مع عدوه أو من أساء إليه بأي شكل من الأشكال. وهو الأمر ذاته عندما يتعاطف ضحايا العنف مع الأشخاص الذين يمارسونه عليهم. ونظراً لأننا لسنا جميعاً أسوياء، يكون هذا دافع آخر لضحايا العنف لخلق مبررات للمعتدين عليهم.
هناك العديد من أنواع العنف، والعديد من الأسباب التي تجعل الضحايا لا يتحدثون بصراحة. قد لا يكون لديك مكان آخر للعيش فيه إذا وفر لك المعتدي ملجأ. يمكن أن تكون الشؤون المالية أو رعاية الطفل السبب. قد يكون هناك العديد من الأسباب التي تجعلك لا تدافع عن نفسك ، وعلى الرغم من أن كل ما سبق قد يكون كافياً لتجعلك تقف صامداً وتقبل الإساءة كواقع ، فإن لديك سبب واحد قوي بما يكفي لإسقاطها جميعًا.. هو أنك لا تستحقين التعرض للعنف.
مصدر الصورة الرئيسية: Unsplash
تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم...