سيطرت الدورات التدريبية، خصوصًا في الفضاء الرقمي على ساحة التعلم الذاتي في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد جائحة كورونا، وبعد أن أصبح التعليم عن بعد واقع أثبت فاعليته في مختلف المجالات. ولكن قد يستغرب البعض أن التعليم عن بعد يفيد أيضًا في التدريب على الأمومة. فما هي كورسات الأمومة، وما أهميتها.
أثر التعلم على تجربة الأمومة
بينت دراسات طبية حديثة، أن النساء اللاتي التحقن بدورات تثقيف الحمل، والولادة، والعناية بالمواليد كن أقل عرضة للمشاكل النفسية المتعلقة بالحمل والولادة مثل كآبة الحمل، واكتئاب ما بعد الولادة. كما أنهن لم يواجهن صعوبات في بدء الرضاعة الطبيعية والاستمرار بها. كما بينت هذه الدراسات أنه عندما تلتزم المرأة بحضور دروس التحضير للولادة تكون تجربة الولادة أقل إجهادًا، لأنها تكون مطلعة مسبقًا على الاحتمالات الممكنة، وتكون على دراية بطرق تسكين الألم الدوائية والطبيعية لكي تختار الأفضل لها.
كورسات توعية بصحة المرأة
تمر المرأة بمراحل حياتها المختلفة بعدة تغيرات بدءًا من البلوغ، ووصولًا إلى سن انقطاع الطمث. حيث تتعرض المرأة لتغيرات هرمونية قد تؤثر بانتظام الدورة الشهرية، وبزيادة الوزن، وغيرها من الأمور المتعلقة بصحة المرأة. لذلك من المهم الحصول على توعية يقدمها خبراء وأطباء عن هذه التغييرات والتعامل معها.
تثقيف الخصوبة
تأخر الحمل، ومشاكل الخصوبة من الأشباح التي تحوم فوق رؤوس الكثيرين، وقد تحول المخاوف، والمعتقدات الخاطئة بين من يعاني من هذه المشاكل، وبين الحصول على المساعدة من خبراء الخصوبة. لذلك تعتبر دورات التثقيف عن مواضيع تأخر الحمل، ومشاكل الخصوبة لدى الرجل والمرأة من الأمور التي تساعد في تخطي مثل هذه المشاكل، وذلك من خلال توجيه الزوجين بالاتجاه الصحيح للحصول على المشورة الطبية السليمة بدلًا من الاستماع لأحاديث الجدات.
دورات تدريبية عن الحمل
مشوار الحمل، التسعة شهور الأجمل، والأصعب في حياة كل امرأة، والذي يبدأ بظهور أعراض الحمل المختلفة، والتغيرات النفسية والجسدية التي تمر بها الأم، وصولًا للمحطة الأخيرة وانتظار الولادة. خلال هذا المشوار الشيق يكون لدى الأم الحامل آلاف الأسئلة، والاستفسارات، والمخاوف، التي تجد إجابتها في كورسات تثقيف الحمل المقدمة من خبراء صحة الحوامل.
إرشاد للاستعداد للولادة
تشكل تجربة الولادة مخاوف كبيرة، خصوصًا لدى الأمهات الجدد، فلطالما اقترنت الولادة بالألم والصراخ خصوصًا في الدراما التلفزيونية. وقد بينت دراسات حديثة الأثر الإيجابي لدروس وكورسات تثقيف الحمل والولادة على الحالة النفسية للأم الحامل، وفاعلية هذه الدورات في تقليل الخوف بشكل كبير، وأيضًا تهيئة المرأة، وزوجها أيضًا لتجربة الولادة لكي تكون خالية من أي توتر وإجهاد قدر الإمكان.
كورسات عن العناية بالمواليد
ها هو صغيرك بين يديك للمرة الأولى، لكن كيف تحملينه بالطريقة الصحيحة؟ ما هي أفضل وضعيات الرضاعة؟ كم يحتاج من الحليب؟ كم ساعة يحتاج من النوم؟ هل يمكن لفه بالقماط؟ لماذا يبكي؟ هذه لمحة ملخصة عن الأسئلة التي تطرحها الأمهات الجدد عن العناية بالمواليد الجدد. فالعناية بطفل حديث الولادة أمر في غاية الصعوبة، ويستهلك الكثير من الوقت والمجهود، وهو من أكثر الأمور التي تحصل عنه الأم على نصائح ممن حولها. بعض النصائح صحيحة وأغلبها خاطئة قد تضر بصحة الطفل وسلامته. لذلك ينصح الخبراء بأن تسجل الأم لأول مرة في دروس تثقيف العناية بالمواليد والحصول على المعلومات السليمة من الأطباء والخبراء.
الخلاصة
عزيزتي، مشوار الأمومة أجمل وأصعب رحلة ستقومين بها في حياتك، وأنت بحاجة إلى الدعم، وللمساعدة، وإلى مشورة الخبراء والمختصين. لذلك لا تنجرفي خلف أقاويل مثل "ملايين النساء قمن بذلك من قبلك"! فكل تجربة تختلف عن الأخرى، ومن المهم أن تخوضي تجربتك، وأنت متسلحة بالمعرفة الصحيحة.