لقد انتهي حديثي الإسبوع الماضي عندما قلت لكم عما فعلته ناتالي معي خلال حفل الخريجين، ومنذ ذلك الحين وأنا اشتعل غضبا بسببها. ربما كان عليَ لكمها على وجها حتى اهدأ. اعلم أنه أسلوب غير لائق لكنني شعرت بأني أريد أن أفعل ذلك. على أي حال، بعد مرور يومين على هذه الحادثة، بدأت فى نسيان الأمر ونسيانها هى شخصيا. لكن فلنواجه الحقيقة، هذا لا يعني أنها لن تظهر فجأة مرة ثانية لتقوم بإزعاجي!
في صباح يوم الإثنين، رن الهاتف وأنا على وشك الوصول للعمل وكان رقم غريب.
أنا: ألو!
صوت الطرف الأخر: كيف حالك؟
أنا: جيدة.. أسفة من أنتِ؟
صوت الطرف الأخر: لا تقولي أنك لم تعرفيني.. أشعر بإهانة.. هاهااها.
أنا: ممممم.. أسفة ما زلت لا اعرف من أنتِ.
صوت الطرف الأخر: أنا ناتالي!
أنا: ياا! كيف حصلت على رقمي؟
ناتالي: من بيلي!! لقد أعطاني إياه.
أنا: اوك. إذا ماذا تريدين؟
ناتالي: أردت أن اعتذر عن أسلوبي السخيف معك فى الحفل. حقا لم أقصد مضايقتك أو قول هذا الكلام. لأكون واقعية، فأنا لا يجب أن أكون ساذجة حتى أظن، أنه عند عودتي أخيراً سأجد بيلي ينتظرني. ما زلت أريده فى حياتي، لكن كمجرد صديق، فأنتم تتواعدون الآن. لذا حتى لا يطول الحديث، فأنا اعتذر منك.
أنا: لأكون صريحة فأنا لم أتوقع هذا منك على الإطلاق.
ناتالي: أنا أعني ما أقوله تماما. وأتمنى أن تسامحيني، وأرغب أيضا فى أن نكون أصدقاء. على أي حال، اُرتب حفلا يوم الأربعاء المقبل وسوف يعني لي الكثير حضورك أنت وبيلي. ارجوكي لا تعتذري. سأقوم بالإتصال بمنى أيضا لتأتي.
أكملت حديثها بأنها تحاول البحث عن وظيفة ممتعة ثم اغلقت السماعة. ما الذي تفعله هذه الفتاة؟ هل هي مصابة بإنفصام في الشخصية، أم ماذا؟! هل عليّ أن أصدقها أم لا؟! أو هل حقا تقول الحقيقة؟ أنا حائرة!
فى اليوم التالي، ذهبت إلى العمل باكرا حيث كان لدي الكثير من المهام لأنهيها. هناك أخبرني عمرو بأن علينا ترتيب عدد من مقابلات العمل مع المتقدمين للوظيفة الجديدة. وها هو للأسف، وقت أخر سيضيع دون أن أتمكن من إنهاء ما علي فعله هذا الإسبوع! قابلنا فتاتين، الأولى أعجبتني ، أما الثانية فلم أجدها مناسبة على الإطلاق. لذا وضت علامة x بجانب اسمها. لسنا بحاجة لمزيد من الأغبياء فى المكتب، يكفينا سحر!
عمرو: لدينا مقابلتين أخرتين ويمكننا بعدها أخذ قرارنا.
أنا: عظيم، بعدها سأتفرغ لإنهاء باقي عملي.
"صباح الخير !" قالها صوت مألوف على أذني فى غرفة الإجتماعات. استدرت لأرى من هذه ولم استطع بعدها إغلاق فمي من وهل الصدمة! ماذا تفعل هذه الفتاة هنا؟ هذا أمر لا يصدق. هذا كثير!!!
ناتالي: هاي لوسي. أنا سعيدة جدا لأنك من سيقوم بعمل المقابلة لي.
القيت نظرة إلى عمرو ثم عاودت النظر إليها مرة أخري، وأنا عاجزة على الكلام وابحث عن كلمات مناسبة للرد عليها، على سبيل المثال، ما الذي أتى بك إلى هنا بحق الحجيم؟ أو هل تقومين بمطاردتي؟ أو لعل هذا هو السبب الذي جعلك تتحدثين معي بلطف على الهاتف أمس. راودتني كل هذه الأفكار فى البداية عندما شاهدتها.
أنا: أهلا، لم أكن اعلم أنك متقدمة للوظيفة، لم تذكري لي أي شئ عن ذلك.
ناتالي: نعم.. رأيت بيلي يشارك بوست إعلان الوظيفة الخاص بك على الفيس بوك، لذا بالطبع لم اتردد فى التقديم فأنت تعلمين أني أبحث عن وظيفة. سيكون أمرا رائعا أن نعمل سويا.. أليس كذلك؟
توقف عقلي، حقا! حاولت قدر المستطاع أن أتعامل مع الأمر بمهنية وبشكل غير شخصي بينما كنت أملأ استمارة مقابلة العمل واعطيها الدرجات التى تستحقها. لكني لم استطيع التمثيل أكثر من ذلك. كفا!
بمجرد أن انتهينا من المقابلة، قالت لعمرو انها تقوم بتحضير حفل صغير بمنزلها وطلبت منه الحضور محاولة بذلك أنا تكون أكثر ودية لتحصل على الوظيفة على ما أعتقد. كان عمرو مترددا في البداية لكن بمجرد أن ذكرت له أنني سأحضر مع بيلي الحفل - الأمر الذي لم أوافق عليه بعد - وافق فى الحال. رائع!
بإنتهاء هذا الموقف، تحدثت مع بيلي فى الحال لأحكي له ما حدث.
أنا: حبيبي، كيف حالك؟
بيلي: جيد، كان يوما عصيبا! وأنت؟
أنا: صدقني، ليس أكثر منى!
بيلي: ماذا حدث؟
أنا: حاول تخمين من جاء للمكتب منذ قليل لإجراء مقابلة عمل.
بيلي: من؟
أنا: ناتالي. هل تصدق ذلك؟ ليس هذا فقط، بل طلبت أن نكون أنا وهي أصدقاء. لم أتوقع أبدا أن يحدث ذلك بعد ما فعلته معي فى الحفل. بيلي، هذه الفتاة تزعجني حقا!
بيلي: حبيبتي، اهدأي قليلا، هى ليست سيئة بالدرجة التى تعتقدينها. قد تكون غريبة فى بعض الأحيان، لكن بمجرد أن تعرفيها جيدا سوف تحبيها.
أنا: وماذا إذا كنت لا أريد ذلك؟
بيلي: لست مجبرة على فعل هذا بالطبع، لكن تذكري أنها واحدة من أعز أصدقائي وبما أنها عادت من جديد، فعليك معاملتها جيدا، على الأقل من أجلي.
فى هذه اللحظة، أدركت أنه لن يكون من السهل إقناع بيلي بمدى الشر الذي تحمله هذه الفتاة، لكنه سيعلم ذلك بمرور الوقت. أتمنى فقط ألا تستطيع إفساد علاقتي مع بيلي قبل أن يدرك حقيقتها.
في يوم الحفل، مر بيلي عليّ ثم على منى ليوصلنا بسيارته. اليوم سوف أكون مصطنعة بالكامل. إذا كان هذا هو المطلوب فها أنا مستعدة لذلك! هى ليس لديها أي فكرة منّ تواجه.
مشينا قليلا ثم لمحت بين الحاضرين بعض أصدقاء الدراسة وعمرو. جاء عمرو ليلقي عليّ التحية وأعطاني حضن كبير بينما كان بيلي ينظر إلينا مندهشا. بعدها جلسنا أنا وبيلي فى الجانب الأخر من الغرفة.
بيلي: ماذا يفعل هنا؟
أنا: ناتالي وجهت له الدعوة بعد مقابلة العمل.
ناتالي: أهاا، إنه شخص لطيف، لم أكن أعلم أن وجوده يزعجك لهذه الدرجة يا بيلي.
أنا: لا يزعجه هذا الأمر. بيلي يعلم جيدا إلى أي مدي اعشقه، واعشقه هو وحده.
غمزت لها وارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهى. أتعلمون ما هى المشكلة؟ أنا وناتالي نتعامل معاً بنفس المبدأ، اقترب من اصدقائك ولكن اقترب من اعدائك اكثر. ولكن يبقى السؤال، تري من سيفوز فى هذه اللعبة في النهاية. وحده الوقت سيجيب عن ذلك!
ظللت أراقبها طوال الحفل. كانت تعتقد أن مغازلتها لبيلي ولعمرو أيضا سوف تثير غضبي وغيرتي، لكننى تعمدت أن أكون باردة وأن أشارك أغلب الحاضرين في المناقشات المرحة والمضحكة. هي من الفتيات اللاتي يحببن أن يكونوا محور الإهتمام بين الحاضرين، لذا فإن سرقة الأنظار منها ستكون فكرة رائعة لإزعاجها.
اقترب مني عمرو وهو يقول: اعتقد أنها مناسبة جدا للوظيفة. أعجبتني!
أنا: أعجبتك كإمرأة مناسبة للوظيفة أم للتواعد معها؟ هاهاها
عمرو: هل يهمك هذا الأمر؟
أنا: أتسائل فقط إذا كانت موافقتك على توظيفها بسبب مؤهلاتها أم لأنه من الممتع أن تكون حولها.
عمرو: لا بالطبع، بسبب مؤهلاتها، ولكن الممتع هو أن أكون حولك!
أحمّر وجهي! لا يفشل عمرو أبدا فى تذكيري كم هو شخصية لطيفة، لكن كمجرد أصدقاء. لا تفهموني خطأ.
أنا: عظيم، إذاً من فضلك، ابقيها فى القسم الذي تتواجد فيه سحر. أحب أن أرى كيف ستكون الأحوال بين هاتين الفتاتين.
عمرو: كنت أفكر في أن تكون مساعدة لك. لكن من الواضح أنك لا تحبيها حتى وإن كنت تحاولين تصنع غير ذلك، فأنا اعرفك جيدا.
أنا: أنا أحاول تجاهل وجودها. هذا كل ما في الأمر.
عمرو: لكن لا يمكنك فعل ذلك، أعتقد أن بيلي يهتم جدا بأمرها. يبدو هذا من الطريقة التى ينظر بها إليها.
أنا: عمرو من فضلك، لن استطيع تحمّل هذه الفتاة. سأكون ممتنة إذا وضعتها فى أي قسم أخر.
عمرو: لكنك بحاجة لأحد يساعدك فى الحساب الخاص بلندن.
أنا: يوسف سيتولى الأمر.
عمرو: نعم ولكنه سيأخذ أجازة لمدة شهر. هل تتذكرين؟
أنا: أوك، الأمر يعود لك، كما تشاء.
عمرو: تبدين منزعجة! لا تقلقي، سأضع عيني عليها، وهذه أيضا مناسبة جيدة لتبقى أعدائك بالقرب منك! فكري فى الأمر واخبريني بقرارك النهائي.
أنا: وهل لدى قرار بهذه الشأن؟
عمرو: بالطبع!
نظرت إلى الجهة المقابلة من الغرفة فوجدتها تضحك بصوت عال مع بيلي. كانوا يبدون وكأنهم يعيشون أجمل لحظات حياتهم، وللحظة شعرت وكأني دخيلة عليهم. هل لديكم أي أفكار كيف أتخلص من هذه الفتاة؟ حقا لا اريدها فى حياتي!