Zynah.me

قصة #59: الحياة تعاش مرة واحدة فقط!

Author لوسي كاتبة على فستاني
قصة #59: الحياة تعاش مرة واحدة فقط!
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

نواجه جميعا لحظات من التردد في إتخاذ قرار ما، ففي لحظة تكون مقبلا على فعل شيء وفي اللحظة التالية تفكر جديا في تغيير قرارك. وهناك أوقات تتنازلين فيها عن أشياء مهمة بالنسبة لك لأنك تقومين بما أردتي فعله فيما مضى وتميلين لتحمل كل جديد لأنك تخافين تغيير الأمور أو التراجع في رأيك. المشكلة الأساسية التي يعاني منها أغلبنا تكمن في أننا نفكر بشكل زائد مرارا وتكرارا في الأشياء فنعقدها أكثر على الرغم من أنها أبسط كثيرا. يقولون العمر يعاش مرة واحدة وأن الحياة قصيرة جدا فيجب أن تقوم بما تحب فعله.


سأعود لهذه النقطة مرة ثانية ولكن مبدأيا لنأخذ مثالا حي بدلا من الشعارات. في بعد الأحيان أشعر أن عمرو هو الرجل الذي سأقضي معه باقي عمري وفي اللحظة التالية أشعر وكأني لا أعرفه إطلاقا. كنت أظن أن به كل ما كنت أبحث عنه في الرجل ووافقت أن أخاطر وأواعد مديري لأنه مختلفا عن أي رجل قابلته من قبل.

أنا: عمرو، ماذا بك؟

عمرو: ماذا بي؟ لا شيء، أنا بأفضل حال.

أنا: لا أنت لست بخير وتوقف عن الإنكار. أنت تتصرف بغرابة منذ اليوم الذي زرت فيه والديك. لقد تحدثنا في هذا الأمر من قبل وعلى الرغم من أنك كنت قاس جدا معي يومها إلا أني قررت التغاضي عن الأمر. إذا لماذا تتصرف هكذا مرة ثانية؟

عمرو: في بعض الأحيان أحتاج بعض الوقت لأعود إلى طبيعتي بالأخص عندما يكون الموضوع حساسا بالنسبة لي كوالداي.

أنا: حقا لا أصدق ما تفعله، حاول ذكر شيئا واحدا خاطئا فعلته لن تتمكن.

شعرت بغضب شديد تجاهه مرة ثانية وفي هذه اللحظة راودتني فكرة الإنفصال عنه. الحياة أبسط كثيرا فلما يعقد الأمور هكذا؟ هم من أخطأوا في حقي وليس العكس وبالرغم من هذا هو غاضب؟ هم يبكي وهم يضحك! تجنبته تماما طوال اليوم في العمل.

بعد العمل مباشرة بدلا من الذهاب إلى المنزل، تقابلنا في بيت حبيبة (أنا، دينا ومنى). قضينا الوقت في جلسة من جلسات النم الشهيرة، فكلا منا كانت تواجه كثير من الدراما في حياتها وتحتاج نصيحة صديقاتها، ولكن في الغالب سنفعل ما كنا ننوي عمله في النهاية.

منى: سأبدأ أنا. حزروا ماذا يحدث معي؟

دينا: تزوجتي من عملك؟

منى: هاهاها! أنا أتحدث جديا! لوسي، أعلم أنه لا يعني شيئا بالنسبة لك الآن وعلى الأرجح كنت تعلمين أني لطالما كنت أكن مشاعر تجاهه.

أنا: دعيني أحزر، بيلي؟ لا تقلقي، هو كله لك.

ماذا كانت تفكر؟ ظلت تقول لنا أنهما تقربوا كثيرا من بعضهما مؤخرا وأنه طلب منها سؤالي إن كنت لا أمانع مواعدتهما رسميا. لم أصدق هذا على الإطلاق، فأنا أعلم أنه ليس معجبا بها فمن أين أتى هذا الإعجاب المفاجئ بينما كان يقول لي منذ قليل أنه سيفعل كل ما بوسعه لنعود مرة ثانية سويا؟ أو من الممكن أنه ظن عندما تشاركني بهذه الأخبار سأشعر بغيرة شديدة وأوليه اهتمام أكثر؟ على كل حال، هذا مثير للشفقة ومرة ثانية أفكر بشكل زائد في شيء لا يستحق أن أفكر فيه من الأساس.

منى: أنت أكثر من يعرفه يا لوسي، هل لديك أية نصائح؟

أنا: أفضل ألا تقحميني في هذا الأمر. لا أقصد أن أكون فظة ولكنه ليس منطقيا أن تعطي حبيبته السابقة لحبيبته القادمة، التي هي واحدة من أقرب صديقاتها، نصائح لمواعدته. كوني واقعية!

مرت بضع لحظات من الصمت ثم بدأت دينا محادثة مفرحة عن حفل زفافها وتخيلها لفساتين الأشبينات.

دينا: يجب أن يكون فستاني الأكثر إثارة! هل سيكون هناك أي رجال جذابة لا نعرفهم؟

حبيبة: لا.

دينا: لما لا؟

حبيبة: هل تتذكرين أنك تريدين التوقف عن اللهو؟

دينا: صحيح، دائما ما أنسى. في الحقيقة أحمد سيأتي الأسبوع القادم لحضور فرح صديقه. يجب أن نتقابل وأتمنى أن أتمكن من الحفاظ على صورة الفتاة البريئة.

أنا: لا، لا تحافظي على صورة الفتاة البريئة، لا تمثيل، فقط كوني على طبيعتك وإذا كان مازال معجبا بك حينها سيصبح رجل محظوظ جدا.

دينا: أنت تعلمي أني كنت أمزح أليس كذلك؟ ماذا بك؟ تبدين حزينة بعض الشيء.

حكيت لهم عن عمرو وأني بدأت أفكر جديا في إنهاء العلاقة معه لفترة ولكن هناك مشكلة عملنا سويا.

دينا: يا له من جبان، كنت أظن أنه مختلف عن الآخرين.

أنا: أنا أيضا! هذه مشاكل كثيرة أنا في غنى عنها. إن كان لا يمكنه التغاضي عن الأمور وأنا لم أفعل شيء خاطئ من الأساس، فماذا سيفعل عندما يتضايق مني لسبب وجيه؟

استمرت الفتيات في التحدث عن هذا الأمر ولكن لم تعطيني أيا منهن نصيحة مفيدة سوى منى.

منى: لوسي، نحن كنساء دائما نعلم الإجابة بداخلنا. عندما نشعر أن هناك شيئا خاطئ يحدث، نبدأ في التفكير كثيرا فيه والإحساس الداخلي يلعب دورا كبيرا هنا. أنت انتقلت من مرحلة التفكير في إتخاذ رد فعل حازم إلى التحدث عن الأمر معنا. هو يضايقك أكثر مما كنت تتوقعي ولا تشعري بأنك تفعلين الشيء الصحيح كما كان الوضع من قبل. لا يجب أن تتنازلي وتقبلي بأشياء لا تعجبك بل افعلي ما يسعدك. الحياة أبسط من هذا بكثير لنعقدها هكذا.

بالنسبة لفتاة على وشك بدأ علاقة مع حبيب أعز أصدقائها السابق، هي ليست غبية مثل أفعالها. أعلم أن هذا تعليق فظ ولكن بما أني لم أتمكن من قول هذا لها مباشرة، كان عليّ أن أقوله في مكان ما.

عندما رجعت المنزل وقبل أن أنام مباشرة، بدأ هاتفي في الرن. تبا، أنه عمرو! من الأفضل أن يعتذر وإلا سيرى جانب آخر مني لم يراه من قبل.

عمرو: هاي لوسي، هل أنت نائمة؟

أنا: لا، ما الأمر؟

عمرو: كنت أفكر في الأمر الذي حدث...

أنا: دعني أقاطعك لحظة، هو ليس "أمر حدث" هو تعامل والدتك معي بطريقة سيئة ورفضك لرؤية هذا بل تلومني أنا.

عمرو: اتركيني أكمل ما اتصلت لأقوله! والدتي مهمة جدا بالنسبة لي، هي أقرب شخص لي على الإطلاق. عندما رأيت أنكما لم تعجبا ببعض جعلني أعيد التفكير في الأمور، لأن إعجابها بك كان سيصبح الضمان الأكيد لي تجاهك.

أنا: نعم؟

عمرو: ما أقوله هنا هو أني أعتقد أننا يجب أن نسير بخطى أبطأ. أنا أريد أن تعجب بك وسأعمل على هذا ولكن مبدأيا لنأخذ خطوة إلى الخلف.

واو! كنت أعلم معنى ما حدث. أدركت حينها أن الذين يفكرون بشكل زائد في الأمور هم من يحبون إتخاذ خطوات حذرة ومحسوبة. لكن الأمر دائما يعود إليك إن كنت ستفكرين مطولا في الأمور والبحث في كل السيناريوهات المختلفة أو عمل تصرف وحسب بناء على شعورك الداخلي. الذين يفكرون كثيرا هم من يضيعون وقتهم حتى يقوم الطرف الآخر بالتصرف ويجلسون هم مندهشون متسائلين لما لم يتمكنوا هم من فعل هذا الأمر.

أنا: وصلت الرسالة، ولكن دعني أقول لك شيئا، إذا كان قرار الإبتعاد قليلا سهل جدا هكذا بالنسبة لك فما سأقوله لن يكون صدمة كبيرة بالنسبة لك. لننهي العلاقة بالكامل! أنا أحب أن تكون الأمور بسيطة وهذا ما كنت أظن أني سأجده عندما بدأت علاقتي بك ولكن اتضح أن الأمور تزداد تعقيدا. حظا موفقا في العثور على فتاة تحظى على إعجاب والدتك، فهي لا مثيل لها. أخيرا، يمكنك اعتبار هذه المكالمة تنبيها باستقالتي في خلال شهر من الآن. أنا خاطرت وبدأت علاقتي بك وأنا أعلم أنها إن لم تستمر سأضطر للقيام بهذه الخطوة. سأرسل لك إيميل رسمي أنت وشئون العاملين بعد قليل. لا يوجد شيء آخر يقال، تصبح على خير يا عمرو.

كان شعور غريب جدا أن أتصرف بقوة هكذا ولكنه كان شعور جيد. حان الوقت لتغيير جذري في حياتي، فهو الشيء الوحيد الذي تحمست جدا له . أشعر وكأني كنت أسير في دائرة مغلقة مرارا وتكرارا، بيلي وعمرو والمشاكل التي لا تنتهي معهما. حان الوقت لأخرج من هذه الدائرة إلى الأبد. أرأيتم؟ أنا لا أخشى التغيير، فهل تخشونه أنتم؟



القصة التالية



القصة السابقة

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

لوسي كاتبة على فستاني

لوسي كاتبة على فستاني

على الرغم أن لوسي ليس إسمي الحقيقي، ولكني كنت دائماً اريد إستخدامه، والآن أصبح لدي الفرصة لهذا. أنا فتاة علاقات عامة، تعشق الأناقة، وتحاول الاستمرار في عالم مجنون مع أصدقائي غريبي الأطوار. قد ترون الح...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة