"ما وراء الطبيعة" أول مسلسل مصري من إنتاج شبكة نتفليكس... كانت هذه الجملة كافية لجعلنا متشوقين ومتحمسين على مدار عدة أشهر. ولن نخفي عليك أننا حاولنا طوال هذه المدة تخيل كيف سيكون شكل المسلسل وكيف ستسير أحداثه، هل ستقدم جميع قصص "ما وراء الطبيعة" للدكتور أحمد خالد توفيق أم سيتم انتقاء بعضها؟ ومن هم أبطال العمل؟ واستمر فضولنا حتى ازداد أضعاف عندما أعلن عن أبطال المسلسل، لنشعر بالفضول القاتل الذي لم يكن بمقدورنا السيطرة عليه بعدها. لذا أصبحنا نعد الأيام انتظاراً للحظة التي سيخرج فيها هذا المسلسل إلى النور. لم يكن بمقدرونا الانتظار أكثر، لذا التقينا بفريق عمل مسلسل "ما وراء الطبيعة" ليجيبون على جميع الأسئلة التي تدور بأذهاننا حتى نتمكن بعدها من مشاهدة المسلسل بذهن صافي خالي من الفضول. لحظة! لن نشعل فضولكم نحن أيضاً، بل سنترككم مع ما أخبرنا به نجوم "ما وراء الطبيعة" في السطور التالية...
١- في البداية حدثونا كيف بدأت رحلة ما وراء الطبيعة؟
عمرو سلامة: رحلة ما وراء الطبيعة بدأت معي منذ سنوات طويلة، أعتقد نحو ٢٧ عاماً. فكان هذا هو أول كتاب أقوم بشرائه بعيداً عن كتب الدراسة. ثم بدأت معي رحلة أخرى في 2006، عندما اشترينا حقوق الروايات لتحويلها إلى مسلسل. فيمكننا القول أن "ما وراء الطبيعة" كان أول عمل تمنيت إخراجه منذ بدأت العمل كمخرج. وانتقلنا في رحلة ثالثة منذ عامين عندما بدأنا العمل بشكل فعلي عليها مع شبكة نتفليكس.
محمد حفظي: رحلتي بدأت في عام 2006 مع عمرو سلامة، عندما كان لدينا هذا الحلم وهو تحويل "ما وراء الطبيعة" لعمل درامي يعرض على الشاشة. ولم يكن لدينا فكرة عن كيفية القيام بذلك. وانطلقنا سوياً برحلة أخرى منذ عامين عندما بدأ تحويل حلمنا إلى أرض الواقع مع شبكة نتفليكس.
أحمد أمين: أنا واحد من أشد المعجبين بسلسلة "ما وراء الطبيعة" منذ أن كنت في الثالثة عشر من عمري. كما أن "رفعت إسماعيل" من الشخصيات المحببة لي بشكل كبير. لذا يمكننا القول أن رحلتي معها بدأت منذ هذا السن. واليوم وأنا في عامي الأربعين بدأت معها رحلة أخرى لتقديم شخصية بطلي المفضل على الشاشة.
آية سماحة: رحلتي مع "ما وراء الطبيعة" بدأت عندما كلمني المخرج عمرو سلامة وطلب مني الذهاب لعمل اختبارات أداء. وحقاً لم أكن أتصور المشاركة فيه، فشخصية "هويدا" مختلفة تماماً عني.
رزان جمال: حسناً، لقد بدأت رحلتي مع "ما وراء الطبيعة" منذ أن عرض علي دور "ماجي". وعلمت حينها أنها شخصية محورية في سلسلة روايات أيقونة بالوطن العربي. وبعدها انطلقت في جلسات العمل ومذاكرة شخصية "ماجي".
٢- كيف كان الانطباع الأول لكم عندما عرض عليكم المشاركة في مسلسل "ما وراء الطبيعة"؟
عمرو سلامة: المسلسل لم يعرض علي، بل كان سعي شخصي مني منذ البداية. فأنا من توصلت للدكتور أحمد خالد توفيق وحصلت منه على حقوق الرواية. وبدأت في رحلة متواصلة لإقناع القنوات وشركات الإنتاج لتنفيذه. لذا عندما بدأت تنفيذه مع نتفليكس كان لدي هذا الشعور، بأن الحلم أصبح حقيقة أخيراً.
آية سماحة: في البداية كان الأمر عادياً وبعدما قمت بتجربة الأداء ومر وقت دون أن يهاتفني "عمرو سلامة" توقعت أنني لم أقبل في دور "هويدا". وبعدها طُلب مني القيام بتجربة أداء مرة أخرى ليعود إليَ الأمل من جديد. وبدأنا بعدها على الفور جلسات العمل.
أحمد أمين: بالطبع كنت متحمس للغاية، ولدي شعور بالمسئولية تجاه المُشاهد. فأنا اليوم أقدم شخصية بطلي المفضل في رواية أيقونية، وهو بالطبع ما يضع على عاتقي مسئولية كبيرة.
رزان جمال: كان لدي شعور كبير بالضغط. فكما قلت هي شخصية محورية في رواية أيقونة وبها العديد من الأشياء التي يجب العمل عليها. بدءاً من اللكنة الأسكتلندية، وحتى طريقة الكلام وستايل الملابس ولون الشعر وغيرها من الأمور. فكان علي أن أعمل في الكثير من الاتجاهات بالوقت ذاتهه. لذا بدأت العمل والمذاكرة بشكل فردي من جهة ومن أخرى مع المخرج عمرو سلامة وفريق العمل.
عمرو سلامة يجيب علينا...
٣- سلسلة "ما وراء الطبيعة" دسمة ولم يكن متوقع تقديمها على الشاشة، كيف تعاملت مع الأمر، وما هي رحلة اختيار القصص؟
كان هناك العديد من المعايير لاختيار القصص التي ستعرض على الشاشة، ولكن كان المعيار الأكبر هو حبي الشخصي لقصص معينة. فكقارئ ومحب للسلسلة طرحت على نفسي سؤال "ما القصص التي تحب أن تراها على الشاشة؟" ومن بعدها حاولت إرضاء "عمرو" المحب للروايات وبالوقت ذاته المخرج. أيضاً، كان هناك العديد من المعايير الأخرى وهو أن المسلسل سيصل للعالمية، لذا يجب أن نقدم قصص مصرية أصيلة وبالوقت ذاته تنفيذياً نستطيع القيام بها ببراعة حتى إن واجهنا بعض التحديات.
٤- نعتقد أن صناعة المسلسل بصرياً، بدءاً من المؤثرات أو الألوان كانت تحدي كبير، حدثنا عند ذلك؟
بالفعل، لقد كانت صناعة المسلسل بصرياً صعبة للغاية. فكان لدينا خطة بصرية محددة نرغب في تنفيذها مهما حدث، وهو ما شكل صعوبة كبيرة. وكان أصعبها هو خلق مصر في الستينات. أيضاً كان التصوير الخارجي في بعض المشاهد صعب للغاية. أيضاً أغلب الاكسسوارات التي استخدمناها صممت خصيصاً للمسلسل وهو بالطبع ما شكل صعوبة إضافية.
أحمد أمين يجب علينا...
٥- الجمهور اعتاد على رؤيتك في أدوار كوميدية منذ البداية، ألم تجد أن هذا التحول تحدي كبير ومقلق بعض الشيء؟
بالطبع، شعرت ببعض القلق عندما عرض علي "عمرو سلامة" تقديم دور "رفعت إسماعيل"، لأنه بعيد كل البعد عما سبق وقدمته من قبل. ولكن أنا طوال الوقت لا أرى نفسي ممثل كوميدي فقط، ولا أقتنع بفكرة وجود تصنيفات، أو ما يسمى بممثل كوميدي فقط، أكشن فقط وهكذا. فالممثل يستطيع تقديم مختلف الأدوار. ولكن بدايتي كانت في الكوميديا لهذا وضعني الناس في هذا القالب. لذا أعتقد أن جميع من انتقدوا تقديمي لهذا الدور، لهم كل العذر لأنهم لم يروني في قالب مختلف عن الكوميديا من قبل. ولكن هذا لا ينفي أن "رفعت إسماعيل" بالفعل مختلف عني، وهو ما تطلب مني إعداد مكثف للشخصية. حتى أننا أجرينا تجربة متكاملة قبل التصوير، حتى نتفق على أن ما وصلنا له صحيح. سواء في طريقة أدائي، نبرة صوتي، ملابسي وهكذا.
آية سماحة تجيب علينا...
٦- كيف استعديتي لشخصية هويدا، وما التحديات التي واجهتك خلال القيام بهذا الدور؟
الشخصية من زمن مختلف تماماً، وبالتالي طباع الناس كانت مختلفة أيضاً حينها. أيضاً من أصعب التحديات كانت علاقة رفعت بهويدا والتي يمكننا القول عنها إنها علاقة استثنائية جداً، وهو ما تطلب مني العودة مرة أخرى لدراسة طبيعة علاقة الرجل والمرأة في الستينات كيف كانت. أيضاً "هويدا" مختلفة عني في طريقة ملابسها، أنا شخص عاشق للملابس الكاجوال أما هويدا فهي أنيقة للغاية وهو ما كان متناسب مع عصرها. أيضاً "هويدا" كانت مدرسة موسيقى بمدرسة أطفال، وهو أيضاً شيء تطلب مني دراسة طريقة التعامل مع الأطفال والتحلي بقدر من الصبر. ما أعنيه أن "هويدا" بعيدة كل البعد عني وهو ما تطلب مذاكرة شديدة لجميع التفاصيل.
٧- أخيراً، مسلسل "ما وراء الطبيعة" من نوعية دراما الرعب، وهي ما نعلم جميعاً أنها غير مرحب بها كثيراً في الوطن العربي، كيف تعاملتم مع ذلك وألم يكن ذلك مقلقاً بالنسبة لكم؟
محمد حفظي: أنا شخصياً لدي عشق لهذا النوع من الدراما، ودائماً لدي يقين أنه بإمكاننا أن نبني على التجارب السابقة، ونحاول أن نتعلم من أخطائها ونقدم تجارب أفضل منها. وكذلك أن نتعلم من خبراتنا نحن كصناع دراما وسينما. ويمكنني القول أنه لولا وجود عناصر تؤهلنا لتقديم هذا العمل بشكل جيد، كنت بالطبع سأشعر بالخوف والتردد من القيام بهذا العمل.
أحمد أمين: قبل سلسلة "ما وراء الطبيعة" لم يكن هناك أدب رعب، ونحن نبني على نجاح هذه السلسلة لذا نتوقع أن يكون المسلسل هو خطوة أولى في دراما رعب حقيقية وناجحة. فكما صنعت هذه السلسلة نقطة تحول في علاقة القارئ العربي بأدب الرعب، فنتمنى أن يصنع المسلسل نقطة التحول هذه أيضاً بدراما الرعب.
رزان جمال: بالنسبة لي لا أعتقد أن المسلسل عمل رعب خالص. ولكنه يحتوي على قدر من التشويق والإثارة. إلى جانب بعض المشاهد الكوميدية نظراً لشخصية رفعت إسماعيل والتي تحتوي على العديد من الأوجه المختلفة منها الكوميدي.