أن تكن نجماً لا يعني فقط أن تحقق نجاحاً ساحقاً بأغانيك أو حتى أن تتصدر صورك أغلفة المجلات وتصبح محور حديث الجمهور. ولكن أن تكن نجماً يعني أن تشكل فارقاً وتغييراً... وهذا ما تفعله النجمة لطيفة. فمنذ بداية ظهورها في الثمانينات وحتى اليوم وهي تعطي لكل فتاة دروساً في تحقيق الذات والنجاح. لذا عندما علمنا أن النجمة لطيفة تشارك سبوتيفاي في دعم المواهب النسائية الشابة بمبادرة "صوتك"، لم يكن منا سوى أن نتحدث معها لنتعرف عليها أكثر وعن دورها في هذه المبادرة. ويمكننا أن نخبرك ببساطة أنكِ ستشعرين بالحماس فور قراءة حديثها المليء بالشغف والإصرار والإرادة. لذا لن نطول عليك كثيراً، وسنتركك لقراءة مقابلتنا مع النجمة "لطيفة" في السطور التالية...
سبوتيفاي تدعم المواهم النسائية العربية الشابة في مبادرة "صوتك"
١- في البداية نود أن نعرف أكثر عن دورك في مبادرة "صوتك" وكيف جاءت مشاركتك في هذه المبادرة؟
بالنسبة لي سبوتيفاي من المواقع الهامة للغاية، وله مصداقية ومكانة كبيرة، لذا كان التعاون معه خطوة إيجابية إلى حد كبير. كما أن فكرة المبادرة هي أكثر ما شجعتني للمشاركة بها عندما عرضها عليَ القائمين على سبوتيفاي. كما أنني سعيدة للغاية باتجاه منصة سبوتيفاي لدعم المواهب الفنية النسائية الشابة في الوطن العربي ودول الشرق الأوسط وما شجعني أكثر هو ثقتي في القائمين على هذه المنصة.
٢- وما الذي ستقدمينه لهؤلاء الفنانات الشابات؟
ما سأقدمه لهؤلاء الفنانات الشابات، سيكون على عدة مراحل مازلنا ندرسها مع سبوتيفاي. ولكن المرحلة الأولى والأهم حالياً هي الدعم المعنوي. أيضاً سأحاول قدر الإمكان أن أنقل لهن خبراتي التي مررت بها كفنانة انتقلت من تونس إلى مصر وأقامت بها وتعاملت مع أساتذة الفن، مثل عمار الشريعي، بليغ حمدي، محمد الموجي، صلاح الشرنوبي، زياد الرحباني، منصور الرحباني، كاظم الساهر وغيرهم. أيضاً سأساعدهن على تخطي بعض الصعاب التي مررت بها أنا في السابق وتمر بها كل فنانة. ومن أهم النقاط التي سأعمل معهن عليها هي طريقة تثقيف الذات في الوقت الحالي. فليس شرطاً أن يكونن دارسات للموسيقى، ولكن أمامهن الإنترنت وملايين المعلومات التي يمكنهن التعلم من خلالها وتثقيف أنفسهن فنياً.
٣- حدثينا عن معايير اختيارك لهؤلاء الفنانات الشابات، وما الذي شجعك على دعمهن؟
اختيار الفنانات الشابات جاء على عدة مراحل، حيث قام المسئولون عن منصة سبوتيفاي بإجراء بحث كبير ومطول عن المواهب النسائية الغنائية في دول الشرق الأوسط، ثم تشاركنا في اختيار بعض الأصوات وبدأت في الاستماع لهن ثم تصفيتهن والاختيار من بينهن. حتى استقرينا على القائمة النهاية التي ستكون في المرحلة الأولى من انطلاق المبادرة. أما أكثر ما شجعني لدعمهن هو كما أخبرتك أنهن أصوات نسائية موهوبة بالفعل، ولهن الحق في الظهور وأن تلتفت الأنظار إليهن. فكما تعلمين في الوطن العربي تواجه الفنانات الشابات صعوبات عديدة بدءاً من الأهل وحتى المجتمع.
٤- كونك امرأة وتعملين بمجال الموسيقى والغناء منذ سنوات طويلة، وواجهت أيضاً تحديات في البداية، كيف تغيرت التحديات التي تواجه الفنانات فيما سبق وحتى اليوم؟
بالفعل واجهت تحديات كثيراً في البداية، فكوني امرأة شابة ترغب في العمل بمجال الموسيقى، وذات ملامح يخبرها الجميع بأنها جميلة ومميز، كل هذا كان يشكل تحديات وصعوبات، والتي ربما هي نفسها التي مازالت تواجه الفنانات الشابات حتى اليوم. فنوعية التحديات لا أعتقد أنها تغيرت كثيراً بالنسبة للمرأة. ولكن دعيني أخبرك أن إرادتي، وأخلاقي، وطبيعة نشأتي، وثقة عائلتي بي، كانوا بمثابة سلاح بالنسبة لي، بالإضافة إلى دعم النجوم الكبار لي مثل الأستاذ بليغ حمدي الذي كان سبباً في مجيئي لمصر، وغيره. كل هذه الأشياء جعلتني أعتمد على نفسي، وأنتج أعمالي. فلن أبالغ إذا أخبرتك أنني الفنانة الوحيدة التي أملك ما أغني سواء كان أغاني أو كليبات.
٥- في رأيك، ما الذي ينقص الفنانات الشابات ليتساووا مع الرجال في الحصول على الدعم الشامل من شركات الإنتاج؟
الإرادة، الذكاء، الثقافة. هذه الأشياء الثلاث يجب أن تتوافر لديهن حتى ينافسن بقوة، وتحديداً الثقافة. فلابد أن يكون لديهن خلفية صحيحة عن الموسيقى، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يوفر لهن الاستمرارية. لذا إن توافرت هذه العوامل الثلاث لدى أي فنانة شابة وموهوبة يمكنها منافسة الرجال بقوة.
٦- هل هناك شيء ما تنتظرين رؤيته في هؤلاء الفنانات الشابات خلال الفترة المقبلة؟
بالتأكيد، أنا أنتظر رؤية إحداهن تمتلك عزيمة قوية وإرادة وحب كبير للموسيقي وللفن بشكل عام، لأنها إن لم تكن تمتلك هذا الحب فلن يمكنها النجاح بأي شكل. فكل هذه الأشياء أنا أنتظر أن أراها لدى هؤلاء الفنانات الشابات.
٧- هل يمكن أن نرى لطيفة في ديو غنائي مع المطربات الشابات على سبوتيفاي؟
بالفعل سيكون هذا متواجداً في المرحلة الثانية من مبادرة "صوتك"، حيث سيتم تنسيق الأمر مع منصة سبوتيفاي، بدءاً من اختيار الفنانة التي ستشاركني الديو ثم العمل عليه وحتى موعد طرحه.
٨- بالحديث عن منصة سبوتيفاي، برأيك هل المنصات الرقمية فرصة جيدة لتحقيق النجاح ودعم المطربات العرب اللاتي لم يجدن فرصة؟
بالتأكيد، لذا أنا أتوجه بالشكر لمنصة سبوتيفاي والقائمين عليها لعملهم على مبادرة "صوتك" والتي تعد خطوة جادة ومميزة في دعم الموهوبات، والتي لم تفكر أي منصة أخرى في عمل شيء مثل ذلك وبهذه الجدية لدعم المواهب النسائية الفنية الشابة.
٩- بالعودة مرة أخرى إلى رحلتك في عالم الغناء، متى اطمأنت لطيفة وشعرت أنها تسير في الطريق الصحيح؟
لن أبالغ إذا أخبرتك أنني شعرت بذلك منذ أول ألبوم غنائي قمت بطرحه، وحقق نجاحاً كبيراً. حتى أنني حينها كنت أول فنانة تضع ثمانية أغاني في ألبوم واحد، رغم أنه كان السائد حينها هو وضع أغنية واحدة في شريط كاسيت. كما أن الشعب المصري كان يساندني ويدعمني بقوة، بالإضافة إلى الفنانين المصريين الذين وقفوا بجانبي وأمنوا بموهبتي، بالإضافة إلى نجاحي في أكاديمية الفنون بدرجة الامتياز. كل هذا جعلني أشعر بالأمان وأنني في الطريق الصحيح.
١٠- خلال رحلتك بالتأكيد تعلمت الكثير، إذا طلبنا منك أن توجهي نصيحة واحدة لجميع الفنانات الشابات، فماذا هي؟
ليست نصيحة واحدة ولكن هناك نصائح كثيرة. فسأقول لكل واحدة منهن "كوني واثقة بنفسك، لابد أن يكون لديك إحساس بالمسئولية لأنه بدون التزام لن يستطيع الفنان تحقيق النجاح، ثقفي نفسك باستمرار".
١١- هل تعتقدين أن القيود المجتمعية المفروضة على الفنانات الشابات، يمكن أن تنتهي ونحن على مشارف 2021؟
دعينا نعترف أنها أصبحت أقل عن السابق، مقارنة مثلاً بالوقت الذي كان بداية ظهوري. ولكن يظل دوماً هناك مناطق في عالمنا العربي ترفض فيها العائلات دخول بناتهن مجال الموسيقى والغناء، لذا أعتقد أنها بحاجة لمزيد من الوقت حتى تنتهي.
١٢- أخيراً، ما الذي تستعد له لطيفة خلال الفترة المقبلة؟
قومت بطرح ألبومي الغنائي "أقوى واحدة" قبل جائحة كورونا بشهرين، لذا أنا أعمل حالياً على تصوير أغنيتين كفيديو كليب، واحدة باللهجة التونسية والأخرى من الألبوم.