أتذكر جيداً المرة الأولى التي شاهدت فيها صورة لفتاة محجبة ترتدي توربان بمظهر أنيق للغاية ويعلو وجهها ابتسامة عريضة، كانت الصورة لحساب مدونة الموضة المحجبة سايرة أو كما تدعى على حسابها بانستجرام Shazaira. كان هذا منذ عامين تقريباً، خلال تجولي على انستجرام. ومن ذلك الحين، كان حسابها يرسم البسمة دائماً على وجهي، لسبب لا أعلمه. فلم تكن أناقتها فقط هي ما تجذبني، ولكن كان هناك دائماً شيئا خفي في صورها، يجعلك تشعر بالبهجة والسعادة. لذا قررت هذا العام أن أتواصل معها، لنتحدث عن رحلتها بعالم الموضة وعن صورها هذه، وإليك ما أخبرتنا به...
تعرفي على مؤسسة Maison Des Turbans أحدث ماركة للمحجبات
١- في البداية، دعينا نطلب منك تقديم نفسك لقرائنا، فماذا تريدين إخبارهم عنك؟
مرحبًا! اسمي سايرة أرشد. وأدعى " شازيرا Shazaira" على انستجرام! أنا كندية مغتربة أعيش بين الكويت ودبي وتورنتو على مدى السنوات الست الماضية. أحب السفر والتقاط ملايين الصور في وقت واحد، ومشاركة الأشياء التي أحبها مع العالم!
٢- ما الذي ألهمك للتعبير عن شغفك بالموضة والسفر على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر المحتوى الخاص بك؟
بدأت التدوين عندما انتقلت إلى الكويت لمشاركة بعض تجاربي مع الأصدقاء والعائلة في وطني. ثم تطور الأمر بشكل طبيعي وانتقلت إلى انستجرام، حيث تمكنت من مشاركة المزيد من الصور التي تعبر عن أزيائي وستايلي الخاص الذي أستمتع به. كنت حينها قد بدأت أيضًا في ارتداء حجابي بستايل التوربان. ولاحظت أن انستجرام على وجه الخصوص كان له وصول أوسع إلى الناس في جميع أنحاء العالم، والذين بدأوا في إبداء إعجابهم بما أنشره. ولطالما قلت أن ما أقوم بنشره هو انعكاس لأشياء أحبها وأريد مشاركتها مع الآخرين. وإذا أعجبوا بها فهذا أمراً رائعاً، وإن لم تعجبهم فهذا جيد أيضاً. ولكن إذا كانت تساعد أو تلهم شخصًا واحدًا، فأنا راضية تماماً.
٣- منذ أن أصبحت مدونة للموضة محجبة، ما هو السؤال الأكثر شيوعًا الذي يطرحه عليك متابعينك؟
أعتقد أنه "كيف يمكنك تحمل تكاليف السفر كثيرًا؟" و"هل يمكنك تقديم فيديو لتلعيم طريقة ارتداء التوربان؟"
٤- من أين أو مِن من تستلهمين الستايل الخاص بك؟
من كل مكان وفي أي مكان! أعتقد أنه على مر السنين طورت فهمًا أفضل بكثير لما يناسبني ويناسب جسدي والستايل الذي أحاول الوصول إليه. رحلاتي وتجربة ثقافات وأزياء مختلفة هي بالتأكيد مصدر إلهام، جنبًا إلى جنب مع مدوني الموضة على انستجرام. الراحة هي أيضًا كلمة السر دوماً عندما يتعلق الأمر بما أرتديه. إذا لم يكن ذلك شيئًا يمكنني أن أعمل فيه طوال اليوم، فلن أرتديه مهما كان مواكباً للموضة وأنيق.
٥- لديك لفة حجاب توربان أنيقة وفريدة من نوعها وحقاً نحن معجبون بها، فهل حاولت الابتكار في الحجاب حتى تصلي لهذا الستايل، أو كيف حدث ذلك؟
نعم بالتأكيد حاولت الابتكار في الحجاب حتى أصل إلى هذا الستايل! بالنسبة لي، كانت مدونة الموضة الكويتية آسيا عاكف، بالتأكيد مصدر إلهام رئيسي للفة التوربان بالإضافة إلى مدونة الموضة دينا طوكيو. لقد كان تطور حجابي عبارة عن رحلة رائعة، من ٣ دبابيس إلى لا شيء. لكني أعتقد أن تجربة ستايلات مختلفة حتى تجدين ما يناسب شخصيتك وملامح وجهك ويشعرك بالراحة هو أمر هام، وهذا ما أوصي المحجبات به دوماً. فكثيرا ما أتلقى رسائل من فتيات جربن ما أقدمه في فيديوهات تعليم لفة التوربان وأرسلن لي صورة يخبرونني أنها لا تبدو بنفس الشكل عليهن. لذا أشدد أنه من الضروري معرفة ما يناسبك، فلكل منا شكل وجه مختلف له متطلبات خاصة.
٦- برأيك ما هي أكبر التغييرات وما الذي لا يزال مفقودًا في صناعة الأزياء عندما يتعلق الأمر بالحجاب؟
أعتقد أن الفجوة التي كانت تواجه الحجاب في عالم الأزياء تتحسن. ولكننا بالتأكيد لسنا في مرحلة يكون فيها الحجاب على قدم المساواة في صناعة الأزياء عندما يتعلق الأمر بالتمثيل الحقيقي. لذا أوصي بكتاب من تأليف حفصة لودي بعنوان 'الحشمة: مفارقة الموضة' الذي يقدم نظرة ثاقبة في عالم الحجاب والاحتشام!
٧- ما الذي تطمحين للمساهمة به في صناعة الأزياء؟
أعتقد مفهوم الإحساس بالحياة الطبيعية. من الممكن أن أرتدي ما أختاره على رأسي وألبس بالطريقة التي أريدها، وأن أكون "طبيعية" تمامًا مثل أي شخص يختار عدم تغطية جسمه أو ارتداء الملابس المحتشمة.
٨- تسافرين إلى كثير من الدول العربية، أي منهن مازالت محفورة بداخلة ولا يمكن نسيانها؟ وما أكثر شيء تعلمتيه من سفرك؟
كل واحدة لها مكانة خاصة في قلبي إلى جانب الأشخاص الذين التقيت بهم هناك والذكريات التي خُلقت. أشعر دائماً أن الكويت بمثابة موطن بالنسبة لي، لأن هذا هو المكان الذي أشعر فيه أنني نشأت حقًا كشخص وقضيت جزءًا كبيرًا من العشرينات بها. إنها الشوارع والأصوات المألوفة وأجد نفسي أفتقدها كثيرًا منذ مغادرتي. الجمال الطبيعي لعمان وطعام الشارع هو المفضل لدي، ولكن لا شيء يقارن أيضًا بمدى جمال البتراء على أرض الواقع. الإمارات العربية المتحدة مكان ساحر حيث يمكنك الانفتاح على ثقافات العالم وأنت في مكانك. ومرة أخرى، هي مكان أشعر فيه وكأنني بالمنزل. إنهم جميعًا مفضلين لدي ولكن هناك شيء واحد تعلمته خلال سفري، وهو أنه لا يوجد شيء يقارن حقًا بكرم الضيافة في الشرق الأوسط والحب الحقيقي والدفء المتأصل في الثقافة.
٩- التصوير الفوتوغرافي والرحلات الخاصة بك تلقي الكثير من الضوء على جمال الثقافة والناس، كيف ومتى نشأ هذا الشغف ورؤيتك لأسلوب التصوير الفوتوغرافي هذا؟
لطالما أحببت التقاط صور للأشخاص عندما أسافر، على وجه التحديد لعرض البلد والشعب بطريقة طبيعية وصريحة قدر الإمكان. بالنسبة لي، هذا هو المكان الذي يكمن فيه الجوهر الحقيقي لجمال الثقافة والشعوب وهو ما أريد مشاركته مع متابعيني. الأسواق والشوارع الجانبية هي بعض الأماكن المفضلة لدي لزيارتها وتصويرها، فقط لأنها جزء كبير جدًا من الحياة اليومية وهي جميلة بطريقتها الخاصة. لا أرغب في تنظيم الصور أو تعديلها لعرض جمال بلد ما، لأن ذلك يبتعد عن الطبيعة النقية للحظة.
١٠- ما الذي ترغبين في منحه لأي شخص عندما يفتح حسابك على انستجرام؟
ابتسامة! هذا ما أريده دائمًا من المحتوى الخاص بي، سواء كان منشورًا أو قصة. فهدفي هو إضفاء الابتسامة على وجه وقلب شخص ما، أو تقديم نوع من الإلهام، أو استدعاء أفكار حول عدم أخذ الحياة على محمل الجد!
مصدر الصور: انستجرام @shazaira