Zynah.me

في شهر المرأة: كاتبات مُتميزات رفعن شعار لا للمستحيل.. وحصدن جوائز أدبية تشيد بأعمالهن

Author نورهان القِرم
في شهر المرأة: كاتبات مُتميزات رفعن شعار لا للمستحيل.. وحصدن جوائز أدبية تشيد بأعمالهن
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

لأنّ مارس هو شهر المرأة، قررنا إلقاء الضوء على النساء المُتميزات في مجالهن. ونظرًا لأن مجال الكتابة الأدبية من المجالات الهامة والمُلهمة، أرغب في تسليط الضوء على أسماء بارزة في عالم الكتابة. كاتبات نجحن في توصيل أصواتهن من خلال الكتابة، وأثّرن في المشهد الأدبي في مصر. حصلن على جوائز تقديرية لأعمالهن، وتألقن في الوسط الأدبي بأفكار استثنائية جعلتهن محّط إعجاب الكثيرين.

كلير سيفين: هكذا شققت طريقي إلى عالم الاستشارات في مجال صناعة الأزياء

تحدّثنا معهن، ونوّد تعريفكم بهن وبرحلاتهن المُلهمة التي استمتعت شخصيًا بمعرفتها، والتعرُّف أكثر على دورهن المُؤثر في المجتمع فيما يقمن به.

نورا ناجي، وهبه خميس، وأريج جمال..

أولًا، طلبنا من كل واحدة منهن تعريف نفسها لقراء فستاني، ولماذا اخترن الكتابة تحديدً؟

الكاتبة نورا ناجي

قالت نورا ناجي: نورا ناجي، ٣٦ سنة… درست هندسة الديكور في كلية الفنون الجميلة، وتخرجت منها في عام 2008. عملت أولًا في مجال الديكور قبل أن أمتهن الكتابة. خلال فترة دراستي راسلت مجلات كالدستور، واضحك للدنيا، للكتابة معهم. وتم نشر عدة مقالات لي قبل أن أعمل كمدير تحرير في موقع يهتم بالأزياء. وجدت نفسي شغوفة بالكتابة، ونشر مقالاتي وألهمتني التجربة، فعاد إلى الحلم القديم بكتابة رواية. ومنها كتبت روايتي الأولى التي ظننتها ستكون الوحيدة في ذلك الوقت.

وقالت هبه خميس: على ما أتذكر، لم أختر شيئًا. لم أختر دراستي في مجال التربية والعلوم البيولوجية، ولم أختر الكتابة بالتبعية. اخترت الدراسة في مجال لا أحبه خوفًا من فقدان شغفي بالفن والأدب، إذا تحولوا إلى دراسة. كتبت أولى كتاباتي عن طريق الصدفة، ثم اخترت العمل بالكتابة لأنها كل ما أعرف. حاولت العمل أولًا بشهادتي في التدريس، لكنني علمت عدم مناسبة التدريس لي، فتتبّعت شغفي للكتابة.

وقالت أريج جمال: إسمي أريج جمال، في البداية درست في كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم صحافة، ثم درست في أكاديمية الفنون لمدة سنة، ودرست اللغة الفرنسية والترجمة على مدار سنوات. وُلدت بالمملكة العربية السعودية، فاتخذت من الكتب صديقًا لي لظروف حياتي شبه المُنعزلة، ومنها أحببت الكتابة. كنت مهووسة بالصحافة بداية من المرحلة الإعدادية، فزاد شغفي باقتناء المجلات وقرائتها. كما أحببت النقد السينمائي و واظبت على حضور عروض الأفلام في مهرجان القاهرة السينمائي، والبانوراما، وبدأت أكتب المقالات النقدية عنها. كتبت في مجلة الجامعة، وكتبت في عملي بالصحافة، ثم بدأت أكتب أول رواية لي. بعد أول رواية بدأت بكتابة القصص القصيرة. ومن هنا، تابعت رحلتي في الكتابة بعد أن كان هدفي الأول هو الصحافة والنقد الفني.

لا تخلو رحلة نجاح من الصعوبات، لذا سألناهن عن أهم الصعوبات التي واجهتهن خلال الرحلة، خاصةً أن الكتابة لا تؤخذ كوظيفة جادة، ويزداد الأمر إذا كانت الكاتبة أم، مثل نورا وهبه.

الكاتبة هبه خميس

أجابت نورا: الحُكم هو أول تحدي يواجة أي امرأة  كاتبة في العالم العربي، فكتاباتها تؤخذ بشكل شخصي، أي قصة أو رواية... يتعامل الناس معي أنني أكتب تجاربي الحقيقية وأني بطلة رواياتي، وهو ما أثّر عليّ كثيرًا في البدايات، خاصةً أني كنت متزوجة في ذلك الوقت وكنت أتعرّض للحُكم من دوائره الاجتماعية وليس منه هو شخصيًا. كان -زوجي السابق- وما زال داعمًا لي. مع الوقت بدأت تجاوز التعليقات السلبية وتعاملت باحترافية أكبر. يُقال أن الأوساط الثقافية دائمًا قاسية على ناسها، سواء في هوليود أو بوليود أو أي بلد.. عانيت كثيرًا من معاداة النجاح. ومع معرفتي التامة بأن كتاباتي تُقرأ بشكل واسع في أرض الواقع، إلا أنه يتم تجاهُل الاحتفاء بها من أصحاب السلطة في الاحتفاليات والأحداث المهمة كمعرض الكتاب.. لكنني تعلّمت التجاهل والاحتفاء بجمهور كتاباتي والقارئ وهو العنصر الأهم. وعن الأمومة قالت: يضطر الكاتب أحيانًا أن يكون أناني، والأنانية عكس فكرة  الأمومة التي تحتاج تفرُّغ كامل لها. قصّرت في حق ابنتي في بعض الأوقات لظروف سفري واشتراكي في كثير من الفاعليات الثقافية، لكنها كبرت والأمور أفضل الآن. تدعمني ابنتي بشكل كامل.
وأجابت هبه: تتعدّد الصعوبات بداية من العائد المادي القليل جدًا جرّاء الكتابة، وصولًا إلى صعوبة شق طريق لي يُمثل شخصيتي وأفكاري. أما عن كوني أم وحيدة مسؤولة بالكامل عن طفل عمره سبعة أعوام، تتركني الأمومة في نهاية اليوم مُرهقة ومُثقلة، لكني لا بُد أن أوازن بين حياتي، و بين أمومتي، وبين الكتابة، وهو ما يُرهقني بالطبع.

ثُم أجابت أريج: الصعوبة الأساسية تتمثّل في الاضطرار لتنويع مصادر العمل والكتابة، للحصول على الاكتفاء المادي. فأنا أكتب كتابة أدبية، وأترجم من الفرنسية إلى العربية والعكس، وأحرر الكتب، كما أكتب المقالات النقدية. واجهت صعوبات في التعامل مع الأشخاص في مجال الصحافة ومجال النقد الفني. كما أواجه صعوبات في النشر الأدبي كما هو الحال لمعظم الكُتاب.

ثُم سألناهن عن تنظيم الوقت، والموازنة بين الكتابة والوظيفة وغيرها من المسؤوليات التي تقع على عاتقهن كسيدات..

صرّحت نورا ناجي: حددت أولويات لحياتي تأخذ معظم يومي: ابنتي، والكتابة، وعملي. أي شيء آخر هو زيادات أتعامل معها بمبدأ التخلّي. أتخلى عن أشياء مهمة مقابل أولويات أو أشياء أحبها أكثر وهكذا… أحاول الموازنة بصعوبة، وأشعر دائمًا بأني متأخرة، فأأكل بسرعة، وأمشي بسرعة، وأتحدث بسرعة، فأطلق عليّ الناس لقب “المستعجلة”. لكنها الطريقة الوحيدة التي نجحت معي لمتابعة شغفي، والموازنة بين مسؤلياتي. في سبيل ذلك، قد أتخلى عن عطلة، وأقلل وقت نومي، وأقلل من خروجاتي مع الأصدقاء.. الموازنة صعبة ومُجهدة وتتطلّب إرادة كبيرة للسعي نحو تحقيق أهدافك.

أبيض.. أسود.. شامبين.. ماذا تخبرك ألوان فساتين الأوسكار 2023 عن النجمات؟

وأضافت هبه: أرى أن تنظيم روتين يومي هو ما ينفعني. بين الأمومة والعمل من المنزل والكتابة، أُرتّب روتين مناسب يبدأ من أول اليوم إلى نهايته. تأتي الكتابة أحيانًا في أول يومي، وأحيانًا أخرى في نهايته. ما يهمني هو المُحافظة على سرقة الوقت والتركيز اللازمين للكتابة.

ثُم وضحت أريج: قد تكون حياتي ثقيلة وصعبة أحيانًا لأني شخص عالي الحساسية -HSP-. لا أحب الروتين لكنني، أحاول أن يحتوي يومي على القراءة والكتابة ومشاهدة الأفلام. كما تُساعدني كتابة يومياتي على تخطي الصعوبات الشخصية.

دائمًا ما يشعر كل كاتب بوجود عمل مُقرّب له ضمن أعماله، ويجد أنه صنع علامة فارقة في مشواره الأدبي خاصةً مع ظهور ملامح تحقيق الذات بحصد الجوائز وشُهرتهم كُكتاب مُتميزين، سألنا عن مشروعهن المُقرّب، وشعورهن نحوه.

قالت نورا ناجي: روايتي الأخيرة " سنوات الجري في المكان" هي علامتي الفارقة. بذلت طاقة كبيرة لتحضيرها، وكتابتها، واستهلكتني عاطفيًا ونفسيًا. تدور الرواية حول أخر عشرة سنوات لجيلي منذ 2011 إلى 2021، والتغيُّرات الزمانية والمكانية التي حدثت في مصر، مع التغيرات الإنسانية أيضًا. بحثت في أشياء متخصصة للإلمام بكل العوالم والأفكار داخل الرواية، فدرست الألوان، والصوت، وغيرهم… لإخراج رواية تليق بحجم المسؤولية التي ألقيتها على نفسي. بالإضافة لأنها أول مرة أكتب فكرة تميل للفانتازيا، حيث تُعبر الرواية عن أناس فقدوا حواسهم خلال تلك السنوات.

ماذا تفعلين إذا اكتشفتي أن أحدًا يقوم بتتبعك أو بمطاردتك؟

بينما قالت هبه خميس:  أظن أن مشروع رواية "مساكن الأمريكان" هو مشروعي الأقرب. فخلال كتابتها، كُنت مُصابة بالاكتئاب وأمُرّ بظروف صعبة، بالإضافة لتوقفي قبلها عن الكتابة لمدة ثلاثة أعوام. دُهشت كثيرًا في البداية من التغيير الذي طرأ على كتاباتي. تحرّرت أكثر واندمجت مع الشخصيات والمكان بدرجة كبيرة، لذا أعتبر الرواية فارقة في حياتي، بسبب ما خُضته وقت كتابتها. وبسبب فكرة الرواية التي ألحّت عليّ لسنوات دون مواجهتها. 
لا أشعر أنني حققت الكثير مما أطمح إليه، فالتحقق بالنسبة لي ليس مرهونًا بالجوائز، أو بنجاح العمل قدر اتخاذ خطوات طويلة في مشروعي الأدبي. خطواتي صغيرة إلى الآن في عالم الكتابة، لكنني أعتّز بها وأمتّن لها.
وأضافت أريج جمال: رواية "أنا أروي يا مريم" شكلّت فارقًا كبيرًا في حياتي خاصة لحصولها على جائزة ساويرس. لكن أرى أن المشروعات الأخرى لا تقل أهمية لأن المشاريع تؤدي إلى بعضها. كانت للرواية تجربة مختلفة لأني بدأتها كجزء من ورشة مع جبور دويهي رحمه الله، وتعرّفت على زُملاء كُتاب وكاتبات من جميع أنحاء العالم العربي. سافرت أيضًا إلى بيروت ضمن برنامج الورشة في وقت ضاغط في حياتي، بسبب دراستي للغة الفرنسية وقتها. تعرّفت على أصدقاء جُدد في لبنان، وكانت تجربة ثريّة، وأثرت على شكل كتابتي.

للكتابة منهجان، منهج البحث والتخطيط المُسبق، ومنهج الارتجال واتبّاع التجربة الشخصية وإطلاق القلم ليُبدع دون قيود.. سألناهن عن المنهج الذي يفضلونه وأسلوبهم في الكتابة.

قالت نورا ناجي: مشروعي يبدأ من الانشغال بفكرة ما، أو الاندهاش من كلمة عابرة، أو مشهد مُعيّن. كنور مُفاجئ لمع في ذهني، تبدأ الفكرة بالسيطرة على تفكيري لمدة لا تقل عن ستة أشهر قبل أن أبدأ كتابتها، أو حتى البحث في الموضوع. أفكر في كيفية صياغة فكرتي، والطريقة المناسبة لعرضها… هل أكتبها في رواية أو مقال أو قصة قصيرة وهكذا. أتخذ قراري بعد وقت كبير من التفكير في البداية والنهاية على الأقل. ثم أبدأ في التخطيط. أخطط لشخصياتي، وصوتها، ولبناء الرواية، وطريقة السرد، حتى تتحرك الشخصيات أمامي كأنها من لحم ودم. أبدأ بعدها بالكتابة والتحرير وليس شرطًا أن أبدأ الرواية من أولها، فقد أكتبها من النهاية، أو من أي نقطة، لأنني بالفعل أملك مخطوطة كاملة أكتب على أساسها.

وقالت هبه خميس: أبدأ الكتابة انطلاقًا من سؤال أطرحه على نفسي، ومن خلال الكتابة، أحاول إيجاد الإجابة عليه. لا أخطط كثيرًا، لكنني أبحث بحثًا دقيقًا ليدعم فكرتي. لا أستند إلى تجاربي الشخصية في الكتابة معظم الأوقات، لأنني أحب رؤية الأمور من منظورها الأوسع.
ثم قالت أريج جمال: الكتابة مزيج بين التخطيط والارتجال. أخطط أولًا، ثُم أنقلب على التخطيط وأترك مساحة للإبداع وهي مساحة أحبها.

معروف أن اختيارات النساء لمجالات مثل الكتابة، يُقابَل أحيانًا ببعض التشكيك أو الرفض لما يفعلنه. خاصةً أن الكتابة فعل شخصي في أغلبها وبها قدر من الانفتاح. فما هي التعليقات السلبية التي واجهتكن؟ وما هي التعليقات الإيجابية أيضًا؟

الكاتبة أريج جمال

قالت نورا ناجي: أشعر بالارتياح والسعادة حين أستقبل تعليق من قاريء أو قارئة حول كتاباتي، يخبرونني بشعورهم بصدق الكتابة، وأنها لمست فيهم تجربة أو مشاعر لم يستطيعوا التعبير عنها، فعبرت عنها أنا بكتابتي. التعليقات السلبية كثيرة نظرًا للذائقة المتفاوتة والأيديولوجيات المختلفة وهي سلبيات طبيعية. ما يؤذيني فعلًا هو الحُكم الشخصي عليّ كإنسانة، لا أتحمّله، وأواجهه بالدفاع عن نفسي .

بينما قالت هبه خميس:  لدهشتي، لم أتلق الكثير من التعليقات السلبية. أنا ناقد صعب لكتاباتي، لذلك، أنتظر قليلًا بعد كل عمل لمتابعة ردود الأفعال حوله. معظم التعليقات مُشجعة، والتعليقات السلبية قليلة وليست سلبية بالمعنى. في النهاية، يجب تقدير كل قاريء حتى لو لم تُعجبه كتاباتي.

وأضافت أريج جمال: لم أتلقى تعليقات سلبية بالمعنى المعروف، ارتبطت التعليقات السلبية أحيانًا بطبيعتي كشخص انطوائي “كنت منطوية أكثر في الماضي”، لأن الكتابة تُساعد أكثر على ذلك. يُمكن أن أتلقى بعض التعليقات السلبية حول كتاباتي، أو تيمات مُعينة اخترت الكتابة عنها لكنه شيئًا طبيعيًا، وهذه هي الكتابة. بالنسبة للإيجابيات، حصلت على الكثير من التشجيع والدعم منذ بداياتي، من أساتذتي في معهد النقد الأدبي والفني، وأساتذتي في كلية الإعلام كمثال. وأشعر بحصولي على دعم غير مشروط.

سألنا أريج أيضًا عن تجربتها في مهرجان أسوان كعضو لجنة تحكيم لأول مرة في جايزة سمير فريد، فأجابت: 

كانت تجربتي لطيفة وثريّة جدًا حيث تعرّفت على أمل مجدي "ناقدة وكاتبة"، والتي أضافت معرفتها لحياتي على المستويات الإنسانية والفنية. تعرّفت أيضًا على أستاذ حسن أبو العلا "رئيس المهرجان"، وأستاذة صفاء مراد "واحدة من مُنظمات المهرجان"، سعدت بتعاملهم الراقي والمحترم. صحيح أنها أول مرة لي كعضو لجنة تحكيم، لكني أكتب النقد منذ أربعة عشر عامًا. اختيارات الأفلام كانت رائعة جدًا، لكن وجود هامش للاختلاف في وجهات النظر بين أعضاء لجنة التحكيم يقودنا إلى عدم الانحياز الشخصي. خُضنا نِقاشات مُثمرة حول الأفلام، و استمتعت بوجودي في أسوان لأني مُحبة للسفر. أحببت وجودي بجانب النيل وأهل أسوان الرائعين.

طلبنا من كل كاتبة توجيه نصيحة لكل بنت أو سيدة ترغب في بداية مشوارها الأدبي.

قالت نورا ناجي: أنصحها بالقراءة في كل المجالات. قراءة الروايات، والشعر، والكتب العلمية، والفلسفة، وعلم النفس، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية، و روايات الجريمة التي أظنها تضبط إيقاع الكتابة. تقرأ حتى كتب التربية، والتنمية البشرية. لا تجبر نفسها على قراءة نوعيات لا تحبها، ولكن التنوع مطلوب ومهم. ويجب أن تتعامل مع بعض القراءات كدراسة إذا قررت فعلًا امتهان الكتابة. لابد أن تهتم باللغة، والنحو، والإملاء، وتستثمر في كورسات التدقيق اللغوي، والدراسة عمومًا، لأنها ستسهل عليها فيما بعد. تتعلم من تجارب الآخرين ومن المتخصصين في ورش الكتابة، ومن أي تجربة تخوضها.

وقالت هبه خميس: لنُصبح كاتبات، علينا أولًا إعادة التواصل مع أنفسنا بشكل مختلف وواعي. ومُحاولة التواصل مع العالم نفسه بشكل مختلف، ومن زوايا أعمق للرؤية. الكتابة طريقة تواصل، اخترتها في البداية لأتواصل مع ذاتي قبل التواصل مع العالم الخارجي. أما الكتابة كمهنة، فعلى الكاتب أن يكتب كثيرًا ويستسلم لشلال الأفكار الذي يجتاحه من وقت لآخر. يجب أن يُنظّم نفسه جيدًا لكي يتمكن من اختيار وسيلة الكتابة التي تناسبه، وأي قالب يريد أن يكون فيه.

واستطردت أريج جمال قائلة: أنصحها بالقراءة المستمرة، والكتابة الدائمة، حتى ولو كانت كتابة اليوميات في ظل الحياة السريعة التي نعيشها. كتابة اليوميات تُساعد في تطوير مهارة الكتابة، وتساعد في الحياة الشخصية والوعي بالأحداث المحيطة. أنصحها بالانفتاح على الأفكار الجديدة، والتحدُّث مع النساء الأخريات. الاطلاع أيضًا على كل أنواع الكتابة في العالم خاصة الكتابة النسائية لأنها فعل مقاومة ضد استبداد الأنظمة، والاستبداد ضد السيدات واستعبادهم.

وحين سألنا عن أحلامهن، وماذا يرغبن في الوصول إليه…

قالت نورا ناجي: حلمي الأكبر الاستمرار بالكتابة والتفرُّغ لها كُليًا في مرحلة ما. أحضر حاليًا لمشروع كتاب Non-Fiction، وهو نوع قريب إلى قلبي وغالبًا ما أقدمه بين كل رواية ورواية.

بينما قالت هبه خميس: تعلّمت ألا أضع أهدافًا بعيدة للكتابة. أفكر في كل مشروع على أنه الأخير، وما زلت أتعامل مع الأمر بطريقة غير احترافية. أصحو من نومي أحيانًا لأبحث عن عمل آخر غير الكتابة. أحاول التصالح مع كتاباتي غير المُكتملة، وأفكر في كيفية التخلّي عن الكتابة لأنها تؤلمني أحيانًا. في أيام أخرى، أحلم بالوصول بعيدًا -للأعلى- بكتاباتي.

ثُم قالت أريج جمال: كل مرحلة لها أحلامها. أحلم حاليًا بالكتابة وتحقيق مشاريع قيد الكتابة.  أكتب في رواية منذ سنوات، وأعيد كتابتها كل مرة لعدم رضائي التام عنها، وأحلم بخروجها للنور.

طلبنا منهن مشاركتنا بهواية أو صفة شخصية غير معروفة عن كل واحدة منهن…

صرّحت نورا ناجي قائلة: يُثير غضبي إحراج أي شخص في وجودي، وعدم احترام الناس لبعضهم وانتهاك الضعفاء. أميل للضعفاء، إنسان أو حيوان. وآخذ ردود فعل عنيفة.

بينما فاجأتنا هبه خميس قائلة: لي هواية يصعب ألا يُلاحظها أصدقائي والمُقربين مني، وهي الغناء. لا أعلم إن كان صوتي مناسبًا أم لا، لكن يتفق الجميع على أنه معقولًا. احترفت الغناء الشعبي مع الشيخ زين في إحدى الفترات، لكني لم أستمر لأنه كان صعبًا عليّ الغناء بلكنات مُتعددة ثقيلة على لساني. ولا أثق في نفسي لدرجة احتراف الغناء، فأنتهز الفرص لأغني أو أدندن مع الأصدقاء.

وأضافت أريج جمال: أحب السفر والتواصل الإنساني مع الناس. أحب اللحظات التي ينفتح فيها الناس ونتبادل الحكي، وأشعر بالامتنان للكون عند وجودي مع أشخاص مختلفين عني، وقدرتنا على خلق مساحات مشتركة للتواصل. التواصل الإنساني هبه حقيقية من الله.

سألناهن أيضًا عن كلمة لكل امراة تقرأ هذا المقال..

بدأت نورا ناجي: أشعر بكِ وأدعمك وأتمني أن تحظى كل امرأة بالحياة السعيدة التي ترغب فيها بدون قيود أو ضغط. السعي خلف أحلامنا صعب ولكن محاولاتنا المستمرة قد تكون بذرة للتغيير من بعدنا.

بينما قالت هبه خميس: اختبري الحياة كما تشائين، طالما أنكِ تستمتعين بكونك امرأة.
وألهمتنا أريج جمال قائلة: أعظم ما في الحياة أن تكتشفي نفسك وتكوني صادقة معها. مهما كانت الصعوبات والأزمات التي تواجهك، ستنتهي وستجدي طريقك. تخفّفي من القيود، وقاومي. قاومي بالكتابة، وبمشاهدة الأفلام، وبالحياة نفسها. لا تسمحي لأحد أن يُحدّد شكل حياتك، لأن أشكال الحياة مُتعددة ولا نهائية ولا تستسلمي لإجبارك على شكل حياة معين بزعم أنه الشكل الأصح.


 

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

نورهان القِرم

نورهان القِرم

أحب قراءة الروايات والشعر، وأمارس الكتابة منذ سنوات. لي بعض الترجمات والأعمال المنشورة ضمن مشاريع جماعية، كما أهوى الرسم والخط العربي وأجد في الطبخ وتصوير الوصفات مُتعة خاصة مؤخرًا.

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

إقرأي ايضا

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة