محاربات ورديات: إصلاح الغزاوي تتحدث عن القوة والخذلان عند محاربة سرطان الثدي

تعرفوا على إصلاح الغزاوي، امرأة تبلغ من العمر ٤٣ عاما وتنظر إلى الحياة بحكمة. عندما طلبت منها أن تشاركني بصفة عن نفسها، قالت أنها انسانة حنينة ولكنها لا تعطي ثقتها لأحد بسهولة. فيما يلي اقرأوا قصة إصلاح الغزاوي. (قصة ٢ من ٤)

أميرة: لماذا قررت الانضمام إلى حركة محاربات ورديات؟

إصلاح: أنا أرى نفسي امرأة قوية بسبب كل ما مررت به في حياتي بالإضافة إلى محاربتي لمرض سرطان الثدي، والناس بحاجة إلى رؤية هذه النماذج أكثر.

أميرة: متى وكيف اكتشفت إصابتك بسرطان الثدي؟

إصلاح: اكتشفت أني مصابة بسرطان الثدي شهر أبريل العام الماضي، منذ أكثر من عام تقريبا. عرفت صدفة بمرضي وحينها كل ما كنت أعرفه عن مرض السرطان هو أن عندما يصاب به أحد، كانوا يأخذون جميعهم نفس العلاج وفي النهاية أغلبهم لا ينجو.

أميرة: إذا ماذا غير رأيك عن هذه الفكرة؟

إصلاح: عندما مريت بها بنفسي. فبمجرد أن علمت أني مصابة بسرطان الثدي لم أشعر بخوف على الإطلاق.

أميرة: لم تشعري بالخوف لأنك كنت لا تزالين في مرحلة الصدمة؟

إصلاح: على النقيض، فالدكتورة التي قابلتها لعمل أشعة قالت لي مباشرة أني مصابة بالسرطان وأنه في مرحلة متقدمة. حينها سألتها كيف عرفت وكان ردها أنه واضح جدا من شكله. سألتها ماذا عليّ أن أفعل  فقالت بكل بساطة أني أحتاج البحث عن طبيب مختص في الأورام. كانت تتعامل معي باستخفاف مما ضايقني. بحثت عن أطباء في الدليل حيث أني لم أعرف أحد في هذا المجال تماما. وكان لي الحظ أن أول دكتور وجدته ارتحت معه وأكملت علاجي بالكامل معه حتى شفيت.

أميرة: من أكثر من وقف بجانبك حينها؟

إصلاح: ست أشخاص تحديدا في البداية، هم أختي وزوجها، وبناتي الأربع. بعد فترة تعرفت على بعض الأصدقاء اللذين مروا بنفس تجربتي وكنا ندعم بعضنا البعض.

أميرة: في رأيك، ما أهمية وجود مجموعات دعم في مؤسسة مثل BCFE؟

إصلاح: هو أمر في غاية الأهمية! فحين تقابلين ناجيات من سرطان الثدي في الحال يعطونك الأمل.

أميرة: كيف كان رد فعلك عندما عرفت أنك مصابة بسرطان الثدي؟

إصلاح: لم أفكر أبدا في فكرة الموت حتى للحظة واحدة. هذا الأمر استمر أيضا أثناء العلاج الكيميائي، وهو شيء أنا أشكر الله عليه.

أميرة: ما أكثر شيء صدمك؟

إصلاح: التوقعات! فهناك أشخاص محددة كنت أتوقع منهم أن يقفوا بجانبي وأنهم سيصدمون أو حتى يشعروا بالقلق حيال ما أمر به. ولكن في الواقع ما حدث هو أنهم لم يبالوا وسريعا ما بدأوا يبتعدون ويتجنبوا السؤال عني. في البداية كنت آخذ هذا التصرف بحساسية شديدة وكنت أقول لنفسي إنهم إن حاولوا التحدث معي مرة ثانية لن أسمح لهم لأنهم لم يقفوا بجانبي في أشد حاجتي إليهم. ولكن بعد ذلك اكتشفت أن أفضل شيء يمكنني فعله معهم هو التحدث معهم بشكل طبيعي ولكن دون السماح لهم بالتقرب. فلن أعاملهم مثلما سبق أبدا أو أترك لهم المجال ليصبحوا من المقربين مرة أخرى وهذا رد كاف لهم لأنهم يعتقدون أننا سنعود مقربين مرة ثانية. في نفس الوقت أنا أعرف أن رد الفعل هذا يختلف من شخص لآخر، وأن الجميع ليس بإمكانهم التصرف هكذا مثلما فعلت أنا. كنت أقول لنفسي لما أحتاج إلى مضايقة نفسي بسبب أشخاص لا يعبأون بي، لماذا أفكر فيهم وأقلق بسببهم؟ من الأفضل أن يكونوا مثلهم مثل باقية المعارف غير المقربين.

أميرة: هذا كلام حكيم. هل هناك أية نصيحة تريدين تقديمها للنساء بشكل عام؟

إصلاح: من تجربتي الخاصة، لاحظت أن هناك تغييرات تحدث في ثديي مثل اللون وأني أشعر بالحكة ولكني كنت أتجاهل الأمر. فأريد أن أقول لكل امرأة أنها تحتاج معرفة جسمها جيدا جدا، لأن حينها ستلاحظ أية تغيرات فيه. أيضا على كل امرأة ألا تخاف من الذهاب لعمل كشوفات دورية لأن كلما اكتشف المرض مبكرا كانت نسب الشفاء أفضل بكثير.

أميرة: ما هو تعريفك للمرأة القوية أو الشخص القوي بشكل عام؟

إصلاح: هناك ثلاث أوجه للقوة في نظري. قوة خارجية مع ضعف داخلي، قوة داخلية مع ضعف خارجي، وقوة داخلية وخارجية في نفس الوقت. أنا كنت أعتقد دائما أني امرأة ضعيفة على الرغم من أني مريت بأشياء أصعب حتى من السرطان في رأيي، ولكني لم أكتشف قوتي الداخلية إلا بعد تشخيصي بالسرطان والطريقة التي تعاملت بها مع المرض. الشخص القوي هو الذي لا يسمح لشيء بالسيطرة عليه. أعرف أن قول هذا أسهل من تنفيذه ولكن عندما تقع عليك أن تقف مرة ثانية. لا تكن ضعيف أمام شخص ما أو ظروف معينة ولا تجعل مشاعرك تتحكم فيك لأن هذا يفقدك قوتك الداخلية.

أميرة: ما هو الشيء الذي تعلمتيه خلال محاربتك سرطان الثدي؟

إصلاح: الحياة لا تتوقف على أحد. وأنك الوحيدة التي بإمكانها مساندة نفسها في الأوقات الصعبة. أنك تحتاجين حث نفسك لتكوني أقوى من الداخل فتكوني مقتنعة كليا أنه بإمكانك تخطي أي ظروف قد تأتي أمامك. إن لم أفعل هذا لنفسي، فلن يستطيع أحد أن يفعله بدلا مني.