"والنبي يا حاجة عايز أنام ربع ساعة بس" من منا لا يعرف هذه الجملة الشهيرة للطفل في المرحلة الدراسية الأولى والتي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، وتعاملنا مع الموقف كأنه "أعجوبة من عجائب الزمن" أو نكتة مثيرة للسخرية. وبالطبع لم نكتفِ بنشره على نطاق واسع ولكن تحويله أيضا إلى كومكس ونكت على هذا الطفل ومن بعده أهله. فعلى الرغم من أن هذا الفيديو يبدو في طبيعته بسيطا ولا يحتاج كل هذا التهكم، إلا أننا لا زالنا نمارس كل أنواع "التنمر" ضد الطفل وأهله حتى وصل الأمر إلى رفضه الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى، حيث علق والد الطفل "مش عايز يروح المدرسة تاني".
مازالت حياتنا محصورة في إلقاء التهم واللوم والانتقاد بل والحكم على الآخرين دون معرفة بطبيعة حياتهم، فلكل من برر تهكمه على الطفل واتهام أهله بعدم التربية، عليك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة: هل لك معرفة مسبقة به، هل تعرفت عليه، هل تعرف ظروف أسرته، هل تعلم ما يواجهه الطفل؟ بالطبع لا فكل ما يهمنا هو بكاء الطفل وقوله كلمة "حاجة" والتي من وجهة نظري لا أرى فيها عيب حيث أن الطفل، مثل كل الأطفال في هذا السن بالذات، انطلق يعبر عن رغبته بصورة عفوية وفطرية وسواء اقتبس هذه الكلمة من التليفزيون أو حتى من أهله، فهذا لا يعيبه، فمن منا من الآباء لا يواجه هذه المشكلة مع أطفاله بشكل يومي. ولكن كل ما كان يحتاجه بدلا من السخرية هو التقويم ومساعدته في معرفة الخطأ والصح من مدرسته أو ربما إعطائه قسطا من الراحة إذا كان يحتاجها بدلا من تصويره والمتاجرة به.
أما بالنسبة لرغبة هذا الطفل في النوم، فهذا أمر طبيعي بنسبة ١٠٠%، من منا لا يواجه صعوبة ومعاناة مع الأطفال في اسيقاظهم صباحا، الأمر الذي لا يقتصر على بلد دون آخر، بل على مستوى العالم. حيث تعمل المدارس قبل بداية الدراسة على التوعية فيما يخص ساعات النوم المناسبة للطفل، بل وتوعية الأهل في هذا الجانب، خاصة أن الأطفال يجدون صعوبة في النوم لأسباب متعددة مثل تناول أطعمة تحتوي على سكريات، وشعور الطفل بالتعب والألم، والخوف والتوتر من أول يوم دراسي وغيرها من الأسباب. وفي النهاية علينا أن نعمل على التوعية بدلا من التنمر.
مصدر الصورة: إنستجرام @brigittederooij