Zynah.me

ماذا يقول الوقوع في حب الأشرار بالمسلسلات والأفلام عن شخصيتك؟

Author جاسمين كمال
ماذا يقول الوقوع في حب الأشرار بالمسلسلات والأفلام عن شخصيتك؟
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
1
Sad
0
Wow
0

"عارفين أنا دائمًا أقع في حب الأشرار بالمسلسلات والأفلام"… كانت هذه بداية حوار دار بيني وبين زملائي في العمل والذن نقلته إلى حوار بيني وبين أصدقاء آخرين وكانت المفاجأة، لست الوحيدة التي تقع في حب الأشرار! نحن كثيرون. وبما أنني لدي جانبي الفضولي الذي لا يرضى سوى بإجابات مقنعة، فقد انطلقت برحلة بحث تحت عنوان “لماذا أقع دائمًا في حب الأشرار سواء بالمسلسلات والأفلام؟"، أعترف أنني عندما وجدت أن هذا السؤال مطروح بمختلف مواقع البحث، ارتحت قليلًا على الأقل تأكدت أنني لست الوحيدة، وبما أن رحلة البحث هذه تزامنت مع جلسة نفسية أون لاين بيني وبين طبيبي الخاص لذا كانت هناك فرصة لأطرح الأفكار التي تراودني عليه، وفي الحقيقة سواء من خلال طبيبي أو من الأبحاث والدراسات المنتشرة هنا وهناك، وجدت إجابات مرضية لي أو لأي أحد يشعر مثلي والتي فسرت بعض الردود التي سأطرحها عليكم اليوم… مستعدون؟! فالسطور القادمة ربما تحمل المفاجئات وربما نكتشف أننا نعاني من خلل ما- من يعلم!

ملاحظة: هذه السطور ليست دعوة للوقوع في حب المجرمين، الأشرار أو القتلة المتسلسلين!

- الخروج عن المألوف!

 " لقد تربيت على فعل الأشياء كما يقول الكتاب، لم أتخيل نفسي يوم مغامرة أو خارجة عن النص المرسوم لي منذ الصغر" كانت هذه إجابة إحدى صديقاتي، والتي تابعت حديثها قائلة “ عندما أرى الشخصيات الشريرة وهم يخرجون عن المألوف أشعر بالانبهار بأن هناك أشخاص يستطيعون بذكاء وشجاعة كسر المألوف، فالأفلام والمسلسلات تجعلني دومًا أراهم أبطالًا مميزون، لديهم شجاعةوقدرة على كسر أي قيود”… 

في الحقيقة إجابة صديقتي هذه تفسير منطقي، فبحسب أطباء الصحة النفسية وما توصلت إليه أغلب الدارسات والتي أكدت أن هذا بالضبط ما يسعى إليه المؤلفون وصناع الأفلام، وهو رؤية الأشرار على أنهم “أبطال” يفعلون ما لم تستطع أنت فعله، لذلك دون أن تدري تقع في حبهم! فعلى الرغم من إدراكنا لأن ما يفعلونه خطأ، إلا أننا دون أن ندري نجدهم يعوضوننا بشكل ما عن نقاط الضعف المتواجدة بشخصيتنا، لذلك نحبهم!

- حياتهم الصعبة تجعلني أتعاطف معهم!

عندما طرحت السؤال على شقيقي، أجابني “ لديهم تاريخ وحياة صعبة كانت السبب في أن تجعلهم هكذا، أشعر بالتعاطف معهم، وأتخيل لو أنه هيأت لهم ظروف أفضل كانوا بالتأكيد سيكونون أشخاص أفضل” وتابع “ الأفلام والمسلسلات والروايات دائمًا ما تجعلني أرى الصعاب التي واجهها الشخص الشرير في حياته قبل أن يصبح ما هو عليه، فمن تنمر، لعنصرية، لحرمان، لظلم واضطهاد وغيرها، كيف لا أقع في حبه وأتعاطف معه!”… للأسف هذا شيء آخر يتلاعب به صناع الشخصيات الشريرة على عقولنا، فهم يجعلوننا دون أن ندري نتعاطف معها ونشعر بأنها أجبرت ونتخيل أننا لو كنا مكانها كنا سنريد أيضًا من يتعاطف معنا، لذلك ينتهي بنا الأمر ونحن نريد أن يفوز “الشرير”.

“الأشرار في المسلسلات والأفلام يوفرون ملاذًا آمنًا لنكتشف الجوانب الأكثر غموضًا في شخصياتنا دون إلحاق الضرر أو الأذى بأنفسنا أو بمن حولنا”- ريبيكا كراوس، مرشحة الدكتوراه في جامعة نورث وسترن

- أحبهم أم أخاف منهم..؟

الأمر المدهش الذي اكتشفته خلال رحلة بحثي هذه وبناء على الدراسات العلمية أنه من الممكن أن يكون ما أشعر به ليس حبًا أو انجذاب بل خوف!! لا داعي للدهشة. فبحسب إليز بانفيلد، أستاذة علم النفس، فإن الناس أحيانًا يخلطون بين الخوف والجاذبية لأنهم يثيرون الاندفاع نفسه للمواد الكيميائية (الإندروفين والأدرينالين) إلى أجسامنا، وهي المواد التي يفرزها الجسم عند الحب. هذا الإندفاع القوي يسبب خلل ما ويجعلنا لا نميز ما إذا كنا نحبهم أم نخاف منهم!

- الأشرار يجعلون منا أبطالًا

كيف ستعرف أنك طيب دون أن ترى شرير بعينيك؟! وجود الأشرار في حياتنا يصنع منا أبطالًا، فمثلًا هل كنت سترى باتمان بطلًا في حال عدم وجود الجوكر؟! لذا بشكل غير مباشر يجعلوننا نحبهم ونشعر بضرورة وجودهم، لأنه بدونهم لن تكون هناك رواية أو فيلم أو مسلسل. فكل منا يحب أن يرى نفسه شخص جيد وبطل في نظر نفسه، وهذا بالضبط ما يمنحه لنا الأشرار في الأفلام.

“الوقوع في حب الأشرار بالأفلام ليس شيء يستدعي القلق طالما أننا مازلنا قادرون على فصله عن الواقع”

- لديهم مهارات لا أمتلكها!

عندما شاهدت مسلسل Inventing Anna كنت أشعر بالتعاطف الشديد معها، رغم أنني كنت مدركة تمامًا و ١٠٠٪ أن ما تفعله لا يمكن وصفه سوى بالجرائم المتسلسلة. ولكن أعترف أن ما جعلني أقع في حبها، هي الشخصية التي قدمت بها، ذكاء حاد، ثقة كبيرة بالنفس، مهارة فائقة تجعلها تتخطى أي موقف بسهولة، قدرة على التطور، مجموعة من العوامل تجتمع في شخصية واحدة، تجعلني طوال الوقت منبهرة بها لأنها تمتلك مهارات لا أمتلكها جميعًا معًا أو بنفس القدر الذي تمتلكه.

- أحبهم لأنهم "أسوأ مني"…

“عندما كنت صغيرة كان والدي دائمًا ما يقارنوني بغيري وأشعر دائمًا أنني الأسوأ، فلابد أن أذاكر أكثر لأن صديقتي أشطر مني، ولابد أن أنحف لأن صديقتي جسدها أفضل، وهكذا، لذا كبرت وأنا أشعر أنني الأسوأ دومًا، لكن رؤية الأشرار على الشاشة تجعلني أطمئن لأنه يوجد ما هو أسوأ مني بالعالم، فهذه الأشخاص ليست وهمية بل هناك مثلهم في الواقع، ووجودهم يؤكد أننا لسنا الأسوأ" كان هذا تعليق إحدى صديقاتي، والتي أكدت أنها تحب الشخصيات الشريرة وترتبط بهم، لأنهم يشعرونها بالثقة في نفسها وبقدر من الطمأنينة بأنها ليست السيئة دومًا.

وفي الحقيقة هذا التعبير يعتبر دقيق للغاية، فبحسب دراسة أجرتها الدكتورة مارجريت برون فاج، المحاضرة في جامعة كينت والتي تفسر الأمر قائلة “في الحياة الواقعية، نحن جميعنا معيبون ونخشى الاعتراف بعيوبنا ونشعر أننا الوحيدون المعيبون أخلاقيًا، لذا رؤية الأشرار على الشاشة، تجعلنا نشعر أننا لسنا الأسوأ وأن هناك أشخاص معيبون أخلاقيًا أكثر منا”

- أشعر بنوع من الألفة معهم

تعليق آخر قاله صديق لي وهو “ أشعر بالألفة والمودة تجاههم” وتابع “الأمر ليس تعاطفًا ولكن تعلمين أنا في حياتي أغض النظر عن عيوب أصدقائي وأحاول تقبلها، وبطريقة ما يجعل صناع الأفلام والروايات الأبطال أصدقائنا وربما أكثر، لذا هذه الألفة والمودة تطور وتصبح بيني وبين البطل الذي أعتبره نوعًا ما صديق طوال مشاهدة المسلسل”.

قد يكون هذا جانب صغير للغاية من تفسير لماذا نقع في حب الأشرار بالمسلسلات والأفلام، ولكن الشيء الأكيد والمشترك والذي أكده الباحثون ومتخصصو الطب النفسي، هو أن الطريقة التي يتم رسم وتقديم الشخصية الشريرة بها هي ما تجعلنا نطور هذه المشاعر تجاهها لأنها تضغط على نقاط الضعف والجوانب المظلمة في شخصياتنا، فقديما لم يكن شائع أن يتم تقديم البطل الشرير فهدف أن تقع في حبه، لذا كنا نريد دومًا هزيمته وانتصار الخير، ولكن اليوم وبطريقة ما أصبحت هذه الشخصيات تصاغ بطريقة تجعلنا نقع في حبها ونكون في صفها.

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
1
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

جاسمين كمال

جاسمين كمال

كانت ومازالت الكتابة هي وسيلتي الوحيدة للتعبير عن نفسي وأحلامي وآلامي.. في سن صغير اكتشفت بداخلي حبًا عميقًا للكلمات المكتوبة، ولم أرغب أبدًا في حصر نفسي بالكتابة في مجال معين، فلدي شغفي بمختلف الأشيا...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

إقرأي ايضا

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة