Zynah.me

لماذا النساء هن ضحايا الميديا بمختلف أشكالها؟

Author جاسمين كمال
لماذا النساء هن ضحايا الميديا بمختلف أشكالها؟
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

في الأسابيع الماضية شاهدت إحدى المسلسلات على شبكة نتفليكس والذي كان يدعى " Intimacy"، ولا أبالغ إذا أخبرتك أنه كان من أفضل المسلسلات التي شاهدتها ليس بسبب جودة التصوير والإخراج ولكن بسبب القصة التي تناولها؛ حول عدد من النساء يتم تسريب صور وفيديوهات حميمية لهن، أبرزهن امرأة مرشحة لرئاسة إحدى الأحزاب ولكن فجأة يتم تسريب فيديو حميمي لها على مختلف الشبكات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ليتم ابتزازها والضغط عليها بهذا الفيديو. هنا وجدت نفسي أطرح سؤالًا، لماذا يتم ابتزاز النساء بحياتهن الخاصة، أو الانتقام منهن بنشر صور وفيديوهات خاصة للغاية؟ فسواء اختلفت أو اتفقت عما يفعلنه في "حياتهن الخاصة" فلا يحق لك اختراقها أو ابتزازهن بها، أليس كذلك! ولكن بعد تفكير وجدت أن "الميديا" ساهمت بشكل ما في أن تكون النساء ضحايا لما يسمى بـ "الانتقام الإباحي"...

 

 

هل سمعت عن "الانتقام الإباحي"؟

بدون مصطلحات معقدة، ولكن يكفي أن أخبرك أن الانتقام الإباحي هو تحديدًا ما نراه اليوم، حيث يتم تسريب صور وفيديوهات حميمية للمرأة بدون إذنها، ويتم هذا عن طريق اختراق هاتفها وسرقة محتواه، أو تصويرها بدون علمها. والغرض من الانتقام الإباحي بنهاية الأمر هو ابتزاز المرأة والضغط عليها، سواء لهدف ما أو حتى بدون هدف محدد!

 

 

١ من كل ١٤ امرأة تقع ضحية " الانتقام الإباحي"...

في دراسة أجريت عام 2020 تحت اسم Revenge Porn تم الكشف عن أن واحدة من بين كل ١٤ امرأة تتعرض لما يسمي "الانتقام الإباحي" حيث يتم نشر صور وفيديوهات لهن بدون إذنهن، كما أن واحدة من كل ٧ نساء تحت سن الـ ٣٥ تتعرض لهذه الجريمة أيضًا. والمدهش في الأمر، أن هذه النسبة نشهدها تتزايد عام بعد الآخر في مختلف أنحاء العالم، فهي ليست مقتصرة على مجتمع بعينه.

 

 

هل النساء فقط هن من يتعرضن لـ "الانتقام الإباحي"؟

حسنًا، أعلم أن هذا السؤال يتبادر لذهن الكثيرين الآن، ولكن ببساطة لا ليست النساء فقط بالطبع ولكن للأسف النساء هن النسبة الأكبر لضحايا هذه الجرائم، مثلها مثل التحرش الجنسي، والعنصرية في أماكن العمل وغيرها. فبالفعل هذه الجريمة يقع ضحاياها من النساء والرجال، ولكنها في الأساس بنيت على التحيز الجنسي. ففي مجتمعات لا يلام فيها الرجل على أي شيء يفعله، بينما تلام المرأة على أبسط الأشياء، فمن المنطقي أن تمارس هذه الجريمة ضدهن بنسبة أكبر. وبحسب الدراسات التي أجريت على نطاق موسع فإن ٩٠٪ من ضحايا الانتقام الإباحي هن النساء.

 

 

إذًا، كيف تساهم الميديا في انتشار هذه الجريمة ضد النساء؟

من الطبيعي والمنطقي أن تكون الميديا بوسائلها المختلفة مركزًا للدفاع عن حقوق الجميع، دون تحيز دون عنصرية. ولكن للمفاجأة! عندما يتم تسريب فيديوهات أو صور حميمية للمرأة، نراها سريعًا على المنصات المختلفة!! فكما أخبرتك أن هذه الجريمة بنيت على أساس "تحيز جنسي"، فالجاني يعلم جيدًا، أن الميديا لن تكون في صف المرأة وبمجرد نشر صور أو فيديوهات حميمية، سنراها في لحظات في كل مكان. وهذا الأمر ليس حديثًا، فقبل انتشار السوشيال ميديا وسيطرتها بهذا الشكل، كانت الفيديوهات المسربة تصل للقنوات أولًا، ولكن اليوم تسير الأمور بالشكل العكسي، حيث يتم تسريبها على مواقع التواصل الاجتماعي ثم نراها على القنوات. أعلم، أنه قد يكون من الصعب السيطرة على منصات التواصل الاجتماعي، فبالنهاية هؤلاء مجرد أشخاص يختبئون خلف الشاشات، ولكن كيف يكون من المنصف أن ما يفعله هؤلاء الأشخاص يتم اتخاذه وترويجه لنراه على مختلف المواقع والقنوات وصفحات الجرائد، ويتم محاسبة الضحية على فعلها، بدلًا من محاسبة الجاني! لا، أنا لا أبالغ تمامًا وهناك العديد والعديد من الأمثلة على ذلك...

 

 

سانا مارين، رئيسة وزراء فنلدنا

منذ أيام تم تسريب فيديو لرئيسية وزراء فنلدنا وهي ترقص في إحدى الحفلات الخاصة مع أصدقائها، ليتم تداول هذا الفيديو على نطاق واسع، ليتم بعدها اتهامها بالإفراط في اللهو والحفلات واتباع نمط حياة لا يتناسب مع منصبها. على الرغم من أنه في السابق كانت هناك إشادات بأدائها! لتصبح فجأة متهمة ومضطرة للدفاع عن نفسها لعدة أيام، والاعتذار عن هذا الفيديو، رغم أنه من المفترض أن يكون الاعتذار من الشخص الذي قام بتسريب الفيديو من الأساس وليس منها، لتخضع بالنهاية لاختبار مخدرات لتثبت خطأ الاتهامات التي وجهت إليها! هل كانت فعليًا مضطرة لذلك؟ أليس من المفترض أن يكون لها حياة خاصة بعيدًا عن العمل؟ هل أصبح من الطبيعي أن يتم اختراق حياة النساء الخاصة وابتزازهن بها!

 

 

تسريب صور آلاف النساء والفتيات في آيرلندا، عام 2020

وبالعودة لعامين واجهت الكثير من الفتيات والنساء في آيرلندا هجومًا حادًا ضدهن، بعدما تم تسريب صور وفيديوهات خاصة لهن على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وتم ابتزازهن مقابل دفع مبالغ مالية ضخمة. لتواجه هؤلاء النساء الخزي المجتمعي من جهة والابتزاز من جهة أخرى.

 

 

جينيفر لورانس، كيت أبتون، أريانا جراندي وغيرهن، عام 2014

وبالعودة لعام ٢٠١٤، نتذكر الحادئة الأشهر على الإطلاق عندما تفاجئت العديد من النجمات ومن بينهن جينيفر لورانس، كيت أبتون، أريانا جراندي، بتسريب صور حميمة لهن على مواقع الإنترنت، حيث كان يتم تسريب صورة جديدة كل ساعة من قبل هاكرز قاموا باختراق هواتفهم وحواسيبهم، وظلت هؤلاء النجمات يعانين من أزمة نفسية إثر هذه الحادثة لوقت طويل، خاصة بعدما ألقت المواقع الإلكترونية والقنوات والبرامج الضوء أكثر عليهن والبعض تسائل أين التقطت هذه الصور ولماذا احتفظن بها من الأساس!!

وبالطبع، لا يقتصر الأمر على هذه القصص فقط، ولكن هناك آلاف القصص، فمثلًا بمصر نسمع يوميًا عن شخص يبتز حبيبته أو زوجته السابقة بصور وفيديوهات ويهددها بنشرها إذا لم تفعل ما يرغب به وهكذا.

الغريب في الأمر أنه رغم التوعية بأن "الانتقام الإباحي" هو جريمة ويجب محاسبة مرتكبها، إلا أن الميديا تساهم في الترويج لها بشكل أو بآخر، فتارة بالحديث عن الأمر وتوجيه أصابع الاتهام تجاه الضحية، وتارة بتداول الصور والفيديوهات على نطاق واسع، وبالطبع كلما كانت الضحية في منصب قيادي، كان الأمر أشد شراسة، لأنه هنا يتم لومها لأنها لم تحترم منصبها ومكانتها، رغم أنه مرة أخرى "حياتها الخاصة"، وتكون مهددة بمواجهة عقوبات أو إجبارها للتخلي عن منصبها وغيرها.

ومع الفارق، إذا كانت هذه الصور أو الفيديوهات المسربة لرجل، لا يتم التعامل مع الأمر بجدية، بل يتم ذكره على الهامش ولا حتى يتم مناقشته، فعلى مدار سنوات سمعنا عن رجال مشاهير وفي مناصب قيادية، تم تسريب صور وفيديوهات لهم، ولم يواجه أحدهم عقوبة واحدة أو يتخلى عن منصبه أو حتى يواجه الخزي المجتمعي، بل يتم التعامل مع الأمر على أنه لم يكن. .

مصدر الصورة: Jackie Lay

 

 

إذًا، كيف يمكن للميديا أن تدعم النساء ضحايا الانتقام الإباحي؟

١- عدم تداول الفيديو أو الصور المسربة بأي شكل والإبلاغ عنها.

٢- عدم محاسبة الضحية وتوجيه أصابع الاتهام لها.

٣- عدم الضغط على الضحية من أجل الظهور والدفاع عن نفسها والتحدث عن الأمر.

٤- التوقف عن طرح أسئلة مثل "لماذا التقطت هذه الصور"، "هل كانت تعلم أنه يتم تصويرها"، "كيف فعلت ذلك"، "هل هي من أرسلت هذه الصور".

٥- مساندة المرأة والاعتراف بأنها "ضحية" وليست "جانية".

أخيرًا، تسريب صور أو فيديوهات حميمية هو أمر جميعنا معرضين له في مرحلة ما من حياتنا، مهما اتخذنا كل سبل احتياطاتنا، ولكن الأهم أن نعلم أننا ضحايا ولسنا جناة!

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

جاسمين كمال

جاسمين كمال

كانت ومازالت الكتابة هي وسيلتي الوحيدة للتعبير عن نفسي وأحلامي وآلامي.. في سن صغير اكتشفت بداخلي حبًا عميقًا للكلمات المكتوبة، ولم أرغب أبدًا في حصر نفسي بالكتابة في مجال معين، فلدي شغفي بمختلف الأشيا...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

إقرأي ايضا

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة