دائماً ما نقول أن لكل مكان عمل مزاياه وعيوبه، وأنه لا يوجد مكان عمل كامل لكن عليك الحذر من مكان أو بيئة العمل السامة. فهي ستبدأ في التأثير على أدائك وعلى حالتك النفسية وعلاقاتك خارج العمل. بل إن الأمر يمكن أن يصل بك في بعض الأحيان إلى الإستقالة حتى ولو لم تجد بديل لهذا العمل. إن الأمر هنا صعب حقاً! فنحن ننصح الجميع كخبراء موارد بشرية بعدم ترك العمل أبداً قبل أن يكون لديك بديل آخر. ولكننا نعلم أيضاً أن من أهم أسباب ترك العمل بدون بديل هي بيئة العمل السامة. لذا قررت اليوم أن أجيبك على أكثر سؤال شائع وهو، كيف أعرف أنني في بيئة عمل سامة؟
١٠ علامات تخبرك أنك في بيئة عمل سامة
١- انتشار دائم للشائعات والتجمعات في بيئة العمل
بالطبع كلنا نقدر تفاهم وانسجام أعضاء فريق العمل مع بعضه لكن حينما يتحول فريق العمل لمجموعة من "الشلل" التجمعات، فتأكد أن هنا سيتحول جو الشركة العام لجو سام، يسوده التنمر بين أفراد المجموعة ومن هم خارجها. سيختارون بعضهم دائماً في المشروعات لن يسمحون بدخول غرباء بينهم. دائماً ما يكون هذا الجو بيئة خصبة للإشاعات وضرب الآخرين في ظهورهم والنميمة. ستجد أن التنمر سيتعدى دائرة العمل ليدخل في دائرة حساباتك الشخصية على وسائل التواصل الإجتماعي. سيكون الأمر مرهق حقاً حيث ستكون كل كلمة دائماً محسوبة عليك. مما يعطيك شعور دائم بعدم الراحة حتى في التعبير عن نفسك على وسائل التواصل الإجتماعي خارج نطاق العمل.
٢- الغيابات غير المبررة والأجازات المرضية والدوران العالي للعمالة وعدم وجود الحافز
فالجميع هنا يحاول الهروب إما بالإستقالة السريعة فور اكتشاف بيئة العمل غير المريحة والسامة، أو بالغيابات المتكررة والأجازات المرضية المتكررة فهي وسيلة للهروب من أعباء بيئة العمل السامة. حيث بالفعل يشعر من يعمل في بيئة عمل سامة بالتعاسة مما قد يؤثر على صحته النفسية وفي بعض الأحيان يؤثر ذلك على صحته البدنية فقد يؤثر ذلك على القولون أو الضغط أو بالشعور الدائم غير المبرر بالإرهاق. كما قد يؤثر عليك عدم وجود الحافز بين الموظفين، فلا تنافس شريف ومنافسة في الأداء إنما يسود الإحباط والتكاسل. فبدلاً من تأثير زملائك الإيجابي تنتشر الروح السلبية فيكون تأثيرهم عليك سلبي فتفقد الحافز للعمل أو الإنتاج من أساسه.
٣- التخبط وعدم القدرة على اتخاذ القرار
ستجد المديرين وكبار الموظفين غير قادرين على اتخاذ القرار لأن الأمر لا بد أن يمر على الإدارة العليا للموافقة على أي قرار، حتى ولو كان الأمر بعرض الموضوع شفهياً أو مكتوباً للحصول على الموافقات اللازمة. فلا يوجد نظام إداري بل أحياناً يكون النظام موجود لكنه شكلي ولابد من الرجوع لصاحب العمل أو المدير الأكبر في المكان وهذا بدءاً من البديهيات والأمور اليومية حتى أكبر الأمور. فهناك دائماً مركزية في اتخاذ القرار وتعدي ذلك قد يعرضك للتنمر والمسائلة بل وللخصومات المالية أحياناً.
٤- يكرهون كل من لديهم روح رواد الأعمال
فبيئة العمل السامة لا تحب المبادرون ولا يفهموهم. لا يقدرون أبداً احساسك بالمسئولية وبأنك جزء من الشركة ولا يقدرون أي مبادرة تقوم بها أو أنك تتعامل بأن هذه الشركة شركتك. كما لا يؤخذ أبداً بآراء الموظفين ولا مقترحاتهم بل يتم التقليل منهم. فلا يشعر الموظف أبداً بالإنتماء ولا بالمسئولية. كما يتم التدخل في أصغر الصغائر والتفاصيل فلا يشعر الموظف أبداً بالاستقلالية أو بالقدرة على الإبداع.
٥- ساعات العمل
في بيئة العمل السامة يكون الاهتمام بعدد ساعات العمل دون الاهتمام بماذا تم في تلك الساعات، يهتمون بمن أمضى ساعات إضافية في العمل حتى لو كان ذلك بدون مردود فعلى على العمل. مع عدم وجود توازن بين متطلبات العمل وحياتك الشخصية. بل ستجد نفسك مجبر على العمل في أجازاتك السنوية أو الأسبوعية أو العمل بعد ساعات العمل من المنزل في وقتك الخاص.
٦- هناك دائماً معاملة تفضيلية
دائماً ما يكون هناك قواعد في العمل لكن يتم دوماً كسرها لمحاباة بعض الموظفين من المقربين أو ممن يحابون صاحب العمل. فالقاعدة لا تكسر لتقدير زيادة في الإنتاجية أو أداء متميز، إنما هي خاضعة فقط للأهواء دون أسباب أو نتائج ملموسة. بالطبع هذا دائماً ما يؤثر بشكل سلبي على الجميع خاصة أصحاب النتائج الإيجابية المستحقين الحقيقيين للتقدير.
٧- دور سلبي للمدير
في بيئة العمل السامة ستجد دائماً مديرين يقومون بما هو مطلوب أو أقل مما هو مطلوب من ناحية العمل لكن لن تجد أبداً قادة. لن تجد القائد الذي يتحمل المسئولية عن فريق العمل، لكن ستجد المدير الذي يحمل الموظفين الأخطاء و يذكرهم دائماً أنهم غير أكفاء. لن تجد القائد الذي يشرح لك الشئ الصحيح ويعطيك التدريب العملي المناسب ويكون لك خير دليل. ستجد دائماً من لا يقدر عملك ويلومك لأتفه الأسباب ويعاقبك على سوء الأداء دون العمل على فهم الأسباب وتقديم الحلول للموظفين. بل قد تجد من يقلل دائماً من شأنك ويتعامل مع الجميع بطريقة لا تحمل أي احترام مثل تجاهلك التام عند الإشادة بفريق العمل، رغم دورك الجوهري أو عمل اجتماع لمشروع وتخطيك أو تجاهلك حتى لا تظهر للآخرين بمظهر جيد. فأن يكون في فريق العمل مجتهدين هو دائماً مصدر تهديد لهذه النوعية من المديرين. لن تجد أبداً المجال للتدريب أو التعلم ونقل الخبرات ولا يوجد مجال لتطوير مهارات الموظفين سواء بشكل عملي عن طريق تكليفهم بأعمال جديدة بغرض اكتساب خبرة جديدة أو بدورات تدريبية.
٨- يوجد دائماً استراتيجية للتعامل مع من يقرر ترك العمل
فهو إما خائن أو لم يكن يعمل بشكل جيد والإدعاء بأنهم كانوا على وشك طرده أو أنه لا يستحق هذا العمل المتميز. دائماً هناك إشاعات حول من يقرر ترك العمل ولا توجد مقابلات معه قبل ترك العمل من أجل اتخاذ أي إجراءات تصحيحية في بيئة العمل. فهم لا يهتمون ودائماً ما يكون لديهم معين لا ينضب من المتقدمين. وهناك دائماً ما يقدمونه من مرتب عال أو مسمى وظيفي لإغراء المتقدمين للتغاضي عن أسباب الدوران الوظيفي لنفس الوظيفة عدة مرات خلال العام.
٩- قيم الشركة موجودة على الموقع فقط!
فهي مجرد شعارات، ففي الواقع العملي لا قيمة للقيم في التعامل مع الموظفين أو الموردين أو حتى العملاء، فما يهم هو مصلحة الشركة ممثلة في صاحب العمل أو المدير التنفيذي المسئول عن إدارة الشركة. ستجد هذا التضاد دائماً مما سيشعرك بالحيرة والغضب.
١٠- مشكلة دائمة في التواصل
فالتواصل غير الفعال هو من أهم مشكلات بيئة العمل السامة . فستجد التواصل دائماً غير كافي أو غامض وأحياناً مربك سواء كان هذا التواصل لفظي أو كتابي. فنجد مثلاً عدم الوضوح المستمر في الرسائل الموجهة للموظفين أو أعطاء رسائل متناقضة للموظفين، مما يخلق جو من التخبط الدائم، مع عدم الاستماع للغير. فأبحث دائماً عن التواصل بين فريق العمل في الشركة الواحدة وهنا ستدرك إذا كانت بيئة العمل بيئة سليمة أم معيبة فالتواصل أكبر دليل لتمييز بيئة العمل.
أخيرًا، إذا وجدت أن الحماس لعملك الجديد قد انتهى لأي من الأسباب السابقة، فأعلم أنك في بيئة عمل سامة وكلما أسرعت بالخروج منها كلما كان هذا لمصلحتك. فهذه البيئات لا تنصلح أبداً، لأن أي إصلاح فيها يستدعي دائماً تغيير من القمة.
مصدر الصورة الرئيسية: مسلسل Emily in Paris