Zynah.me

قصة #69: منذ عام مضى...

Author لوسي كاتبة على فستاني
قصة #69: منذ عام مضى...
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

نادرا ما يحدث هذه الأيام أن تجلس مع أحد ويحدث تواصل بينكما بشكل عميق سواء كان صديق، غريب أو حتى شخص أنتِ واقعة في غرامه. لا يحدث هذا الأمر كثيرا أليس كذلك؟ كان لي الحظ السعيد أن أجلس في حوار رائع كهذا، أخرج المرأة الحكيمة بداخلي، ونحن نعلم جيدا أن هذا لا يحدث كثيرا.

دانا: أكره السطحية الشديدة لدى الناس.

أنا: نعم، أنا أتفق معك كليا.

دانا: إذا لماذا أنت تعرفين أكثر بكثير عما أعرفه عنك؟

أنا: قولي لي، ماذا تريدين أن تعرفي؟

دانا: كبداية، أشعر أنك أتيت لدبي كي تهربي من شيء. ما مدى صحة كلامي؟

أنا: إلى حد ما أنت محقة. كنت أريد أن أبدأ بداية جديدة دون دراما، ولكن يبدو أنها تنجذب إلي أينما ذهبت. هي في طبيعتي! فأنا لا أفكر مليا وأتصرف بناء على مشاعري وهو ما يجعل الأمور تسوء كثيرا في بعض الأحيان.

دانا: إذا ليس هناك سببا محددا؟

أنا: لا، فقط كما قلت لك؛ للابتعاد عن الدراما.

أردت أن أحكي لها أكثر، ولكني أعتقدت أنه يجب أن أكون حكيمة فيما يخرج من فمي لاحقا. سبق وأن قلت لها أني أكره الدراما، لذا أنا لست بحاجة إلى إعطائها كل التفاصيل الدقيقة بعد. كسرت الصمت فجأة وقالت: "هل تعرفين ما هي المقولة المفضلة لدي على الإطلاق؟"

أنا: ما هي؟

دانا: هي مقولة للكاتب سي إس لويس "أليس مضحكا أن يمر اليوم وراء اليوم ولا شيء يتغيّر؛ ولكن عندما تنظر إلي الوراء تجد كل شيء مختلف."

نظرت إليها بتعجب للحظة، فكأنها كانت تقرأ أفكاري. منذ بضعة أيام كنت أفكر في نفس الشيء تحديدا. كنت أسأل نفسي عن الأشياء التي تغيرت بالفعل في حياتي عندما قررت أن أنتقل إلى دبي. لم أتمكن من العثور على إجابة لهذا السؤال إلا عندما قارنت هذا العام بالعام الماضي. لقد تغير الكثير جدا، حتى أني أشعر وكأن أشياء محدودة جدا هي التي بقيت كما هي!

دانا: أنت تشردين بذهنك كثيرا، أليس كذلك؟

أنا: طوال الوقت! كنت أفكر في مدى صحة هذه المقولة.

دانا: أين كنت من عام مضى؟ لا أقصد المكان ولكن حياتك، كيف كانت مختلفة؟

أنا: كل شيء كان مختلفا. أعتقد أن في مثل هذا الوقت تقريبا العام الماضي بدأت مواعدة شاب جديد. لم يكن أي شخص، بل كان مديري. أعرف أن هذا لا يعد أذكى شيء يمكن أن أفعله، ولكن كما قلت...

دانا: لا تقلقي لن أحكم عليك. ثقي بي، فأنا أيضا فعلت أشياء غبية كثيرة. ماذا حدث؟ هل هو السبب وراء مجيئك إلى هنا؟

فكرت في الأمر قليلا قبل أن أعطيها جواب. شعرت بحنين حتى وإن كنت الأمور سيئة جدا حينها. عمرو ومن قبله بيلي. أشتاق له كثيرا!

أنا: هو ليس السبب الأساسي. تواعدنا لعدة أشهر ثم بدأت الأمور تصبح غريبة جدا. كنت أظن أننا متفقين جدا معا، ولكن كما تعرفين، فالمشاكل تحدث والخطط تتغير. أنا معتادة على هذا لأنها ليست المرة الأولى.

دانا: هذا هو الكلام المهم. كنت أشعر أن هناك المزيد من الدراما. لحظة، ماذا تقصدين أن هذه ليست المرة الأولى؟ هل واعدت مدير آخر لك؟!

أنا: لااااا هذا ليس ما قصدته. عمرو، مديري السابق، كان دوما اختيار أمامي ولكنني لم أسعى إليه لأني كنت في علاقة عاطفية مع أعز أصدقائي. أو أعز أصدقائي السابق إن كان لهذا معنى. لم أفكر في عمرو مطلقا سوى بعد أن انفصلت عن حبيبي بيلي.

دانا: هل قلت للتو "حبيبي بيلي"؟

أنا: أنا لا أفكر جيدا اليوم. مشاعري تغلبني وهذه المحادثة تزيدها قوة.

دانا: يمكننا التوقف هنا إن أردت.

أنا: لا، لا يوجد داع. أعتقد أنه عندما تتمكني من التحدث بحرية أخيرا وتشعرين أنك لست مستاءة من مشاعرك وطريقة تفكيرك في الأمر، حينها فقط ستكونين قد نسيت الماضي وتخطيتيه.

دانا: هذا حقيقي.

أنا: إذا لنعود إلى بيلي. كنت مجنونة بهذا الشاب ولطالما شعرت بمشاعر تجاهه. وفي يوم ما، حولنا الصداقة التي كانت تربطنا إلى علاقة عاطفية.

بدأت الكلمات تخرج من فمي دون أن أدرك. كانت تفيض ولم أتمكن من إيقافها، وكأنها كانت تجري بسرعة أكبر من أفكاري، كانت بحاجة للخروج. فجأة شعرت ببرودة شديدة. لم يكن بسبب الطقس، ولكنه كان شعور غريب. لم أشعر أني بخير على الإطلاق. كانت المشاعر تهيج بداخلي ولا أعرف السبب.

حينها أدركت! كلما كان يسألني أحد فيما سبق عن أحوالي، أو كيف شعرت بعد انفصالي عن بيلي مباشرة، لم أتمكن يوما من إخبارهم عما أفكر أو ما حدث لي بالتحديد لحظة أن اكتشفت أنه يخونني أو حتى عندما عرفت أنه سيتزوج ناتالي. حاولت إخراج هذه الأفكار من داخلي والكتابة بالتأكيد ساعدتني كثيرا. في كل مرة، كنت أشعر بالبرد مثل الآن ولم أعرف يوما لماذا ظهر فجأة هكذا. ولكن الآن أعرف!

هل تعرفون ذلك الشعور عندما تنتابك القشعريرة لسبب ما، وأن هذا السبب هو شعورك بأن هناك شيء خطأ؟ هذا هو الإحساس الذي ستشعرون به مباشرة قبل أن تكتشفون شيئا صادما، وقد يغيرك للأبد. قشعريرة باردة يتبعها قلب ثقيل وكأن الصدمة التي ستتلقونها أكبر بكثير عن قدرة استيعابك. لحظة يصحبها خيبة الأمل ولكن بداخلك ستشعر أخيرا بالراحة لمعرفتك السبب وراء هذا الإحساس الغريب المستمر طوال هذا الوقت. في هذه اللحظة تحديدا، يحدث أشياء عديدة؛ صدمة، ذعر، راحة، خيبة أمل، إخلاء مساحة كبيرة في داخلك ثم بناء حائط قوي.

استعادة ما حدث مرة ثانية أثناء حديثي مع دانا أربكني بعض الشيء. هل كان هذا الشعور بسبب اشتياقي لبيلي أم جرحي؟ أفضل طريقة يمكنني بها شرح الموقف هو أن البرد القارس الذي تشعرين فيه بداخلك مرة ثانية هو حدسك الذي يذكرك ألا تشتاقين لشيء جرحك كثيرا في الماضي. نحن كبشر، نميل إلى التغاضي عن السيء والتماس الأعذار للآخرين لمجرد أن نشعر أكثر بالراحة. ولكن يجب أن نسمع دائما لهذا الصوت الذي بداخلنا، حدسنا، وأن نتذكر هذا الشعور الصادم.

بعد أن اختبرت هذا الشعور بنفسي، لا أعتقد أن هذا الشعور من الممكن أن ينساه أحد مطلقا. سواء اعترفت بهذا أم لا، فقد يكون هذا أفضل شيء حدث لك على الإطلاق، لأنك أخيرا أطلق سراحه. تذكروا هذا عندما تسوء الأمور! هذا هو رأيي وأقدمه لكم...

هل تتذكرون كيف كانت حياتكم منذ عام مضى؟


القصة التالية



القصة السابقة

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

لوسي كاتبة على فستاني

لوسي كاتبة على فستاني

على الرغم أن لوسي ليس إسمي الحقيقي، ولكني كنت دائماً اريد إستخدامه، والآن أصبح لدي الفرصة لهذا. أنا فتاة علاقات عامة، تعشق الأناقة، وتحاول الاستمرار في عالم مجنون مع أصدقائي غريبي الأطوار. قد ترون الح...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة