حكاوي فستاني: هكذا رأيت الرجال منذ طفولتي وحتى اليوم!

هل تعلمون لعبة الألغاز؟ لقد كانت لعبتي المفضلة منذ الطفولة. فلم أكن أترك لغزاً يمر أمامي دون حله، مهما مر من الوقت. ولكن رغم ذلك هناك لغز محير بالنسبة لي منذ سنوات وحتى اليوم، وأعتقد أنه سيظل كذلك دوماً... وهو الرجال. نعم، لا داعي للإندهاش. فنحن شركاء بهذه الأرض تجمعنا الكثير من الأشياء مع الرجال، ولكننا حقاً لا نفهم ماذا يريدون؟ كيف يفكرون؟ هل يروننا كما نحن أو أنهم يرونا كما هم يريدون أو يرسمون بخيالهم؟ هل نحن نراهم بالشكل الصحيح أم بالشكل الذي يرغبون بالظهور به أمامنا؟ العديد من الأسئلة التي دوماً تكون بلا إجابة. واليوم وأنا على مشارف عامي الـ ٢٧ أعترف أنني مازلت غير قادرة على حل هذا اللغز...

من هي المرأة؟ ومن هو الرجل؟

قديماً في المدرسة، أخبروني أن الفتاة مخلوق جميل، يجب أن يكون صوتها منخفض، لا تتحدث بكلمات بذيئة أو سيئة، تتبع قواعد الإتيكيت في كل شيء، أن تكون رائحتها جذابة طوال الوقت، ولا يمكن أن تتخلى عن أناقتها في أي وقت مهما كان السبب، ويجب أن تعتمد على نفسها في جميع الأمور فهي ليست كائن ضعيف. وأنه لا فرق بينها وبين الرجل. ولكن الرجال هم شركاء في هذه الحياة، يجب احترامهم وتقديرهم، مثلما نحترم أنفسنا ونقدرها. في المنزل، أخبرتني أمي الشيء نفسه تقريباً، مؤكدة ومشددة أنه لا فرق بين الفتاة والصبي. حتى أنها ربتني أنا وشقيقي الأصغر مني على هذا. فأصبحت أرى الرجل شخص لطيف ومتعاون. فنحن نفعل الشيء نفسه، نذاكر، نتعلم، ننظف المنزل، نتناقش في كافة الأمور، نساعد والدتنا على حد سواء. فلا يوجد فرق سوى في المظهر والتركيب الجسماني.

إذاً، الرجل هو شخص متعاون لا يختلف عن المرأة في شيء، ليس أقوى منها، ولا يستطيع فعل شيء لا يمكن للمرأة فعله، ولا يفكر بطريقة أفضل منها. بل هو يقدرها لأنها تكمله وهي كذلك.

لحظة! لم يستمر الأمر كثيراً ولم يحل اللغز بعد. لقد كان العالم مختلفاً ولم يتوقف عند ما أخبرتني به المدرسة أو أمي. فعندما واجهت العالم، وجدت الرجال يفرضون سيطرتهم، يتحكمون في كل شيء، يعتقدون أنهم الأقوى دوماً والأذكى، بل هناك وظائف حكر عليهم فقط، لم يكن الرجال مثلما كنت أرى في السابق! بل وهناك نساء يؤمن بذلك ويعتقدن أنهن الطرف الأضعف دوماً، والأقل في كل شيء!!

إذاً، كيف ترى المرأة الرجل وكيف يرى الرجال النساء؟

أعلم أن هذا السؤال عام للغاية، ويختلف من شخص للآخر ولا يمكن تلخيص إجابته في سطور. ولكني سأجيب عليه بشكل مختلف، كيف أنا أرى "أنا" الرجال وكيف أعتقد أن الرجال يرونني.

اليوم، بعدما تعاملت مع عدد كبير من الرجال، أعتقد أنني أصبحت أراهم بشكل أفضل...

فهم مثلنا تماماً، لديهم قلب ويشعرون ولكن يرفضون التعبير، لديهم عقل مثلنا، ليسوا الأقوى ولكنهم يوهمون أنفسهم بذلك، عقولهم مشوشة بين ما "تربوا عليه" وبين ما "يرغبون فيه". لا يكرهوننا ولكنهم يعتقدون أنهم لهم حق السيطرة لأنهم تربوا على ذلك. يعتقدون ويتعاملون على أساس أنهم "أطفال كبار"، وعلينا نحن أن نقوم بدور أمهاتهم. يرون النساء من خلال ملامحهن فقط ولا ينظرون إلى عقولهن. يؤمنون بأن النساء ليست سوى مجرد جسم جميل ووجه جذاب! يعتقدون أن لهم الحق في كافة الأمور وذلك فقط لمجرد اقتناعهم بأن المرأة "لا تستطيع".

صدقاً، أعتقد أن الرجال بحاجة لمواجهة أنفسهم بالحقائق، ويتخلون عما تربوا عليه، ويرونا مثلما نحن عليه ويظهرون وجههم الحقيقي، حتى نراهم بشكل أفضل!