لا شك أن العلاقة الحميمة جزء لا يتجزأ من السعادة في الحياة الزوجية، فهي وسيلة مشروعة للتقارب العاطفي والجسدي بين الزوجين. ومع ذلك، قد تواجه بعض النساء صعوبة في ممارسة العلاقة الحميمة بسبب الشعور بألم شديد أثناء الإيلاج، وهو ما قد يكون ناتجًا عن التشنج المهبلي (Vaginismus)، وهو حالة طبية لا تدركها الكثيرات. في هذا المقال، سنتعرف بالتفصيل على التشنج المهبلي، أسبابه، أعراضه، وكيفية علاجه.
ما هو التشنج المهبلي؟
التشنج المهبلي هو تقلص أو انقباض لا إرادي لعضلات الثلث الخارجي من المهبل وعضلات قاع الحوض المحيطة به. يحدث هذا التشنج أثناء محاولة الإيلاج، مما يمنع إتمام العلاقة الحميمة أو يجعلها مؤلمة للغاية.
هذا الانقباض لا يكون بإرادة المرأة، بل يحدث كرد فعل تلقائي نتيجة عوامل جسدية أو نفسية، وهو ما قد يؤدي إلى توتر العلاقة الزوجية بسبب عدم القدرة على ممارسة العلاقة بشكل طبيعي.
أعراض التشنج المهبلي
تعاني النساء المصابات بالتشنج المهبلي من عدة أعراض، أبرزها:
١. ألم شديد أثناء الجماع يختلف في شدته من امرأة لأخرى، ففي بعض الحالات يكون محتملاً، بينما قد يصل في حالات أخرى إلى حد استحالة الإيلاج تمامًا.
٢. عدم القدرة على استخدام الفوط الصحية الداخلية (التامبون) أو إجراء فحص طبي مهبلي بسبب انقباض العضلات المفرط.
٣. الإحساس بحرقان أو وخز عند محاولة الإيلاج.
٤. توتر وقلق نفسي مصاحب لمحاولة العلاقة الحميمة.
٥. رفض لا إرادي للممارسة الجنسية رغم الرغبة بها.
أنواع التشنج المهبلي
ينقسم التشنج المهبلي إلى نوعين رئيسيين:
١. التشنج المهبلي الأولي:
- يحدث منذ بداية الحياة الزوجية.
- غالبًا ما يكون ناتجًا عن الخوف الشديد أو قلة المعرفة حول العلاقة الحميمة.
- قد يكون نتيجة تجارب سابقة مؤلمة أو أفكار سلبية مرتبطة بالجنس.
- في بعض الأحيان، يكون السبب نقص التوعية الجنسية أو التوقعات غير الواقعية.
٢. التشنج المهبلي الثانوي:
- يظهر فجأة لدى النساء اللواتي سبق لهن ممارسة العلاقة الحميمة دون مشاكل.
- قد يكون نتيجة تجربة مؤلمة مثل ولادة صعبة أو جراحة في منطقة الحوض.
- قد يرتبط ببعض الحالات الطبية مثل الالتهابات المهبلية أو الجفاف المهبلي.
- يمكن أن يكون ناتجًا عن مشكلات نفسية أو توتر في العلاقة الزوجية.
أسباب التشنج المهبلي
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى حدوث التشنج المهبلي، منها:
- أسباب نفسية مثل القلق، التوتر، الخوف من الألم، أو تجارب سابقة مؤلمة.
- أسباب جسدية مثل التهابات المهبل، الجفاف المهبلي، أو اضطرابات الحوض.
- تجارب سلبية سابقة مثل الاعتداءات أو التربية الصارمة التي تربط الجنس بالخوف أو العار.
- عدم المعرفة الكافية بالجسم والعلاقة الجنسية مما يؤدي إلى توتر مفرط.
- مشكلات في العلاقة الزوجية مثل نقص التواصل أو عدم الشعور بالأمان مع الشريك.
علاج التشنج المهبلي
لحسن الحظ، يمكن علاج التشنج المهبلي بعدة طرق تعتمد على السبب الأساسي للحالة، ومن بين العلاجات الفعالة:
١. العلاج النفسي والتثقيف الجنسي
- فهم طبيعة العلاقة الحميمة ومعرفة أن الألم ليس جزءًا طبيعيًا منها.
- التعرف على تشريح الجسم وكيفية استرخاء العضلات.
- العلاج السلوكي المعرفي لتغيير الأفكار السلبية المتعلقة بالجنس.
٢. تمارين كيجل وتمارين التمدد
- تساعد تمارين كيجل في تقوية عضلات قاع الحوض وزيادة التحكم فيها.
- استخدام تمارين التمدد المهبلي (Dilators) يساعد في تقليل الحساسية تجاه الإيلاج.
٣. العلاج الدوائي
- يمكن استخدام مراهم موضعية مرطبة لتقليل الجفاف المهبلي.
- في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مهدئات خفيفة أو أدوية استرخاء العضلات.
٤. العلاج الزوجي والتواصل مع الشريك
- من الضروري أن يكون الزوج داعمًا وصبورًا، حيث يلعب دوره دورًا مهمًا في تخفيف القلق.
- تجربة تقنيات الاسترخاء والتدليك لتعزيز الشعور بالأمان.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب التوجه إلى الطبيب المختص إذا كان التشنج المهبلي:
- يمنع إتمام العلاقة الحميمة تمامًا.
- يسبب ألمًا شديدًا يؤثر على جودة الحياة.
- يؤثر على العلاقة الزوجية ويؤدي إلى توتر دائم.
لا يجب الشعور بالإحراج من طلب المساعدة، فهذه حالة طبية شائعة ويمكن علاجها بسهولة عند تلقي الرعاية المناسبة.
ختامًا
التشنج المهبلي ليس مجرد مشكلة جسدية، بل هو تفاعل معقد بين العقل والجسم والمشاعر. المفتاح الرئيسي للتغلب عليه هو التوعية، الدعم النفسي، والتواصل مع الشريك. إذا كنتِ تعانين من هذه المشكلة، فلا تترددي في طلب المساعدة الطبية للوصول إلى حياة زوجية سعيدة وصحي.