بيلي: هذا يكفي، أنا لا أستطيع الإحتمال أكثر من هذا!
أنا: ما الذي لا تستطيع إحتماله؟ علاقتنا؟
بيلي: لا، الكذب عليك. أشعر بلخبطة طوال الأسبوعين الماضيين، أنا حقاً لا أستطيع الإحتمال أكثر من هذا.
أنا: هل هذا كل ما لديك لتقوله لي؟ هل تعرف كيف جرحتني؟ ليس هذا فقط، بل أن يكون الجرح من أعز أصدقائي والرجل المفضل لدي على الإطلاق، يمكنك أن تضاعف هذا الرقم مئة مرة!
بيلي: أنا أسف، أشعر وتأنيب ضمير كبير، حقاً هذا شعور سيء للغاية.
وهكذا بدأ يحكي لي بيلي كل شيء من منظوره هو، فهو لم ينسى ناتالي تماماً وكان يحاول على قدر إستطاعته أن يتجنبها منذ أن عادت، ولكنها كانت عازمة على أن تكلمه دائماً وتغازله مما أعاد مشاعره القديمة مرة ثانية. بينما كان يتحدث شعرت بأني أريد أن أصفعه على وجهه وأقول له أن يفيق قبل أن يخسر أفضل فتاة عرفها في حياته، أنا بالطبع وليس هذه ال******! أكمل حديثه وقال لي أنه يحبني بشدة أيضاً ولكنه لم يتمالك منع نفسه من التفكير في ناتالي وأنه كان مشتت جداً فيما كان يجب أن يفعله.
أنا: حسناً على الأقل أنت صادق الآن! ولكن هذا يكفي، أنا لا يمكنني أن أكون جزء في مثلث الحب هذا.
بيلي: لاااااا، أرجوك لا تقولي هذا! أنا أتحدث معك كأقرب أصدقائي الآن، أنت لا تتخيلين ما أشعر به.
أنا: وأنت لا تعلم شعوري الآن أيضاً، لذلك يكفي هذه الدراما عن عدم الشعور بالآخر.
بيلي: عندك حق! أنا أسف، أنا حقاً أشعر بشعور بشع بالأخص لأني جرحتك.
أنا: حسناً، حظ سعيد مع ناتالي، أنا ليس لدي الإستعداد لأكون مع رجل إن لم يكن متأكداً أنه يريد أن يكون معي.
قد تتسائلون لماذا أتصرف بقوة هكذا، ولكن في الحقيقة، كان كله واجهة لأني كنت على وشك الإنهيار في البكاء ولكني لن أتمكن من فعل هذا أمامه. كنت أريد أن أعود إلى حجرتي لأبكي قدر ما شئت ثم أقوم بلكم أي شيء! هذا حتى لا يصف مشاعري المحطمة.
بيلي: أرجوك لا تتركيني الآن، أنا محتاج لك وأعدك أن سأصحح الأمور. فقد أعطيني بعض الوقت لإستيعاب كل شيء.
أنا: لماذا عليّ أن أفعل هذا؟ أنت لا تستحق.
بيلي: أنت تعرفي كم أنا مشتت الآن أكثر من أي شخص أخر، وأنت أقرب صديقة لي، يجب أن تعرفي أني أقول لك الحقيقة. كل ما أطلبه منك هو بعض الوقت لأفكر بشكل سليم وأقوم بتصحيح الأمور.
أنا: فكر إن كنت تريدني أم تريد ناتالي.
لم يعرف كيف يجيب عليّ فأكملت وقلت له: "أنا لا أستطيع إكمال هذه المناقشة، ولهذا فقط سأذهب دون أن أقرر ماذا علينا أن نفعل. أنا أحتاج مساحة أيضاً، ولكن من فضلك لا تتصل بي إلا عندما تكون واثق مما تريد، أو سأتصل أنا عندما أقرر أنا أيضا."
أسرعت بالسيارة إلى منزلي، طلبت من أمي أن تقول لأي شخص قد يتصل بي أني نائمة، وأغلقت هاتفي أيضاً. هذا يكفي، أنا حقاً لا أريد أن أتحدث إلى أحد على الإطلاق. قمت بالإبلاغ في العمل أني مريضة ليومين، فأنا لا أطيق أن أراها أمامي وإلا كنت بالتأكيد سأقوم بضربها. شعرت أنه سيكون أفضل لي أن أمكث في المنزل وحدي وأقرر بنفسي ما الأفضل لي. لسبب عجيب، كنت كل حين وأخر لا أتمالك نفسي سوى أن أفكر في الأمور من منظور بيلي أيضا. إن لم يكن أعز أصدقائي، لما كنت سأشعر بجرح عميق هكذا ولما كنت إهتممت بما يشعر به هو. لا يجب أن أهتم، أليس كذلك؟ قد تعتقدون أني شخصية ضعيفة لأفكر في هذه الأمور، ولهذا السبب قررت أن لا أشارك أحد بما حدث أيضاً، سواكم أنتم. ولأنكم لا تعرفون من أنا، فلا يوجد أي إحراج هنا، ولكني لن أتمكن من مواجهة دينا، حبيبة أو منى. إذا علموا ما فعله بيلي معي وأني لم أنهي علاقتنا بعد، لن يتركوني، بالأخص لأنه من المفترض أني القوية بينهم.
لم أعتقد أنه من اللائق أن أأخذ يوم ثالث أجازة، على الرغم من أني كنت في حالة نفسية سيئة جداً ولكن كان يجب أن أتمالك نفسي. لقد كان عمرو متفهماً بما يكفي ليعطيني يومين أجازة دون أن يسأل عن السبب، فلا يجب أن أطلب المزيد. كانت عيناي منتفختين من كثرة البكاء فإضطررت أن أضع مكياج ثقيل لأخفيه.
بمجرد أن دخلت المكتب، عرف يوسف أني لست على ما يرام، فقد كان واضحاً من الطريقة التي نظر إليّ بها. حبست نفسي في مكتبي وقررت أن أطلق طاقة الغضب التي بداخلي في العمل، فمن الممكن أن أنسى لثواني قليلة كم الجرح الذي أشعر به. تلقيت مكالمة من عمرو يطلب فيه عمل إجتماع سريع عن مشروع كنا نعمل عليه منذ فترة. عندما دخلت غرفة الإجتماعات وجدت ال****** تجلس هناك بجانب سحر، يوسف وأخرين من زملائنا في العمل. لم أبتسم لأحد وحاولت أن أجلس بعيداً عنها قدر إستطاعتي. كلما كانت تفتح فاهها أردت أن أصفعها أو أسرع خارجاً، فأنا لم أرى في حياتي أحداً يحمل كل هذا الشر بداخله. الكلمات لا تعبر حتى كم هي شيطانية، تتصرف برقة ودلال ولكن قلبها أسود يملئه الكراهية! بدأت أتخيل للحظات حتى أعادني سؤال عمرو إلى الواقع.
عمرو: هذا ليس ما طلبه العميل، أليس كذلك يا لوسي؟
أنا: أسفة، أنا مرهقة قليلاً اليوم. هل يمكنك إعادة السؤال؟
عمرو: أعتقد أن ناتالي بعثت الدعوات لقائمة خاطئة. هل يمكنك التأكد؟
حاولت أن أكون هادئة وبحثت عما كان يسأل عنه على الإيميل وتبين أنها أخطأت ودون أن أتحكم في نفسي على الإطلاق، وجدت نفسي أقول: "كيف يمكنك عمل خطأ غبي مثل هذا يا ناتالي؟ لا أصدق أن مهمة بسيطة جداً مثل هذه يمكنك أن تفسديها! كانت طلبات العميل واضحة جداً ولكنك لم تتمكني من الإستماع لها وفعلت ما تعتقدينه صحيح مثل العادة! إذهبي حالاً إلى مكتبك وأصلحي ما أفسدتيه. يوسف، من فضلك تأكد أنها ستقوم بالمهمة كما يجب هذه المرة."
يوسف: بالتأكيد يا لوسي.
لم تعلم ناتالي إذا كان يجب أن تذهب حقاً إلى المكتب لأني قلت لها أن تذهب، فنظرت إلى عمرو وعندما أشار لها برأسه أسرعت من غرفة الإجتماعات على مكتبها وهي تبكي، أو هذا ما أتمناه. خرج يوسف بعدها بعدة ثوان وعلى وجهه إبتسامة كبيرة. بمجرد أن إنتهينا من مناقشة ما نحتاجه للمرحلة القادمة وكنا على وشك المغادرة، طلب مني عمرو أن أنتظر قليلاً.
عمرو: ما المشكلة؟
أنا: لا شيء.
عمرو: لا تقولي لا شيء، أنا لم أراك غاضبة هكذا من أحد وعلى الرغم من معرفتي أنك لديك أسبابك الخاصة لكي لا تحبينها، ولكن لوسي التي أعرفها لن تتصرف بهذه الطريقة.
أنا: أنا أعرف هذا، أسفة أنك رأيتني بهذا الشكل ولكني حقاً إكتفيت من هذه الفتاة، فأنا أجدها أمامي في كل مكان أذهب إليه.
عمرو: الآن تأكدت أن هناك مشكلة ما، ماذا حدث؟
لسبب ما أحسست برغبة أن أحكي له، أنا أعلم أنه لن يحكم عليّ مثلما تفعل البنات. قد يكون من الأفضل أن أحكي ليوسف، ولكن عندما أصر عمرو، وعدته أني سأحكي له أكثر لاحقاً، فأنا بحاجة لأركز على العمل بدلاً من المشاكل الشخصية. قررت أخيراً أن أفتح هاتفي، فوجدت الكثير من الإيميلات التي لم تكن مهمة، بالإضافة إلى الكثير من رسائل الواتس أب من العديد من أصدقائي وعدة مكالمات من دينا وحبيبة، يبدو أنهم قلقون! لم يكن هناك شيئاً من بيلي، ولا حتى كلمة أسف. هذا بالتأكيد يدل على أولاوياته، فهي ليست أنا، وهذا يحزن جداً. تمنيت أن تختلف الأمور، فمن الممكن إذا أغلقت هاتفي مرة ثانية وفتحته، قد أجد شيئاً منه. تفكير تمني وضعيف، ولكني أقوى من هذا.
عند إنتهاء اليوم، مر عمرو على مكتبي وأصر أن نتعشى سوياً، فقد حجز بالفعل ولن يقبل الرفض. إبتسمت وفكرت أن هذا قد يكون أفضل لي كي أكف التفكير قليلاً أو أخرج كل الغضب الذي بداخلي عن طريق التحدث معه عما حدث.
عمرو: الستيك هنا رائع، سيعجبك، كما أنه لا يبدو أنك كنت تأكلين جيداً.
أنا: الستيك إختيار رائع.
قمنا بطلب الطعام، ثم سألني عمرو عما يحدث.
عمرو: أنا لا أريد الضغط عليك لتقولي لي، فقط إن أردتي أن تتحدثي، وإن لم تريدي، فأنا متفهم وهناك الكثير من الأشياء التي يمكننا التحدث عنها.
لم يحتاج لإقناعي كثيرا لكي أتحدث، فأنا كنت بحاجة حقاً للتحدث مع أحد عن هذا. إستمع جيداً لكل تفاصيل ما حدث ولم يتحدث على الإطلاق حتى إنتهيت تماماً.
عمرو: هل تريدين مني أن أستمع فقط أم ستسمحين لي أن أعطيك نصيحة أيضاً؟
أنا: بالتأكيد، تفضل.
عمرو: خذي وقتك وفكري جيداً، فأنت وحدك من يجب أن يقرر ما تريدين فعله، إذا كان يستحق أن تحاربي من أجله أم من الأفضل أن تتركيه الآن. أنا لا أعتقد أنك ضعيفة، بل أعتقد أنك قوية جداً لأنك لم تصفعي ناتالي حتى الآن، فهي تستحقها حقاً!
ضحكت على ما قاله عمرو، فأنا أعجبني الطريقة التي صاغ بها كل شيء، وللحظة لم أشعر أني ضعيفة فيما أفعله. هو صديق رائع ويجب أن أتحدث معه أكثر، فالرجال يحكمون على الأخرين أقل كثيراً من النساء، هذا أكيد! سمعت صوت مألوف ينادي اسمي، وإلتفت لأجد حبيبة مع صديقها الحميم الذي يكبرها كثيراً.
حبيبة: لا أصدق أني محظوظ هكذا لأقابلك.
أنا: نعم فأنا مررت بيومين حافلين.
حبيبة: هل تستأذنونا لحظة يا رجال؟ أحتاج للتحدث إلى لوسي. (كانت تتحدث إلى عمرو ورفيق)
إبتعدت أنا وحبيبة عن المائدة وفي الحال وجدتها تسألني: "هل أنت بخير؟"
أنا: نعم، أنا أفضل قليلاً الآن!
حبيبة: لا أصدق ما فعله هذا ال**** بك.
أنا: ماذا تعنين؟
حبيبة: لوسي، توقفي عن التظاهر، فأنا أعرف القصة بالكامل، دينا قالت لي كل شيء.
أنا: وكيف تعرف دينا ما حدث؟
حبيبة: قلقت عليك عندما لم نتمكن من التواصل معك، فقامت بالإتصال ببيلي وهو حكى لها كل شيء.
شعرت بالخيانة منه مرة ثانية، فهذا أمر بيني وبينه، نعم هم أعز أصدقائي (هو لم يعد بعد!) ولكن هذا لا يعني أنه يمكنه أن يقول لهم أي شيء.
أنا، نعم أنا لم أريد التحدث مع أحد.
حبيبة: ماذا قررت أن تفعلي؟
أنا: لا شيء بعد، أنا مشتتة وأحتاج وقت للتفكير.
حبيبة: ماذا هناك للتفكير فيه؟ كيف يمكنك السماح لرجل أن يعاملك هكذا؟ حتى وإن كان بيلي! أنت أقوى من هذا وتحتاجين لإنهاء كل شيء الآن!
أنا: هذا قراري أنا، وعندما أكون راضية عن هذا القرار، سأنفذه!