يقولون أن
الشيء الذي لا يقتلك يقويك، أليس كذلك؟ هذا ما تقوله دينا لنفسها دوما. فمنذ قررت التخلى عن اللهو بالعلاقات وهي تجد صعوبة بالغة في العثور على رجل يعاملها
بجدية. فمن الصعب تغيير فكرة الناس عنك لأنهم يتمسكون برأيهم السابق ويرفضون
تغييره. أعرف أننا نعيش في الشرق الأوسط حيث يميل الرجال إلى الفتاة البريئة التي
لم يسبق لها الدخول في علاقة من قبل، ولكن هذا حقا ظلم! هم يلهون طوال الوقت لأنهم
رجال ولا أحد يحكم عليهم بالسوء. حان الوقت لتغيير هذا الأمر نهائيا، فمن يوافقني
الرأي؟
دينا: لوسي، هل سمعت ما قلت؟
أنا: نعم حبيبتي، أنا فقط أفكر فيما قاله الرجل الأخير. إذا هو لا يمانع مواعدتك ولكنه لا يرغب في أن يكون ذلك بصفة رسمية؟ يا لهو من ***!
دينا: هو حقا كذلك. ربما كان من الأفضل أن استمر في اللهو فقط، فيبدو أنني لست من النوع الذي يدخل في علاقات جدية!
أنا: من قال هذا عنك؟ أي شخص يمكنه الدخول في علاقة جادة ولكن الأمر يتوقف على العثور على شخص يحبك ويقدرك كما أنت.
دينا: هل عمرو هكذا؟
أنا: نعم، أو على الأقل هكذا كان. أنا لست متأكدة الآن.
دينا: ماذا تقصدين؟ قولي لي أكثر.
أنا: الأمور بخير بيننا، دون حدوث شيء كبير مؤخرا ولكني بدأت اكتشف شخصيته أكثر فأكثر. أعلم أني أعرفه منذ فترة كبيرة ولكن هناك أشياء تلاحظينها فقط عند الدخول في علاقة لفترة.
دينا: وهل أعجبك ما قمت باكتشافه حتى الآن؟
أنا: لست متأكدة، سأرد عليك لاحقا في هذا الأمر.
دينا: هذا لا يطمئن، لما لا تشاركيني أكثر؟ قد أستطيع مساعدتك.
أنا: لسبب ما بدأ يظهر جانبه المتحكم والذي يحثك على فعل الأشياء دون رغبتك. منذ أن حكى لي عن زوجته السابقة وأنا أشعر أنه يخشى فقداني ولهذا أصبح متحكم أكثر وكأنه يمتلكني. أو قد أكون أبالغ أو أتوهم.
دينا: لا أعتقد أنه وهم، فالنساء لديها شعور داخلي بهذه الأشياء وهو لا يخذلهن أبدا. إن كنت تشعرين بهذه الأشياء، فهي بالتأكيد بها شيء من الصحة.
أنا: أعتقد أنك محقة ولكن لننتظر فقط ونرى ماذا سيحدث. فلن أخسر شيء أليس كذلك؟
لم أكن منشغلة كثيرا بتغير عمرو في معاملته لي بل بمشكلة دينا ومشاعرها، فكما قلت لكم من قبل، هي تتعامل بقوة ولكن أنا أعلم أنها تتألم من الداخل. بالأخص أنها سمعت هذا الكلام الوقح من عدة رجال وليس واحد فقط. تعجب بأحد وتقرر إعطاء الفرصة لنفسها معه ثم يتضح أنه يفكر بنفس الطريقة التي تحكم عليها. أتمنى لو أني استطيع مساعدتها في العثور على أحد يقبلها كما هي. حاولت كثيرا التفكير في أحد يناسبها وفجأة تذكرت رجل قد يكون مناسبا. من؟ رجل كان معجبا كثيرا بدينا منذ المراحل الأخيرة في المدرسة حتى أنه صدم جدا حين عرف أن دينا ارتبطت بحبيبها السابق. ماذا كان اسمه؟
أنا: دينا، هل تتذكرين الشاب الذي كان معجبا بك أيام الدراسة؟
دينا: هل تقصدين أحمد غريب الأطوار؟
أنا: لم يكن غريب الأطوار، لا تقولي هذا عليه.
دينا: أسفة. ماذا عنه؟
أنا: ابحثي عنه على فيسبوك، فأنا أشعر بفضول شديد لأرى شكله الآن وماذا فعل بحياته. قد يكون أصبح رجلا يمكنك مواعدته.
استغرقنا وقتا لا بأس به في البحث عنه ولكن بمجرد أن وجدناه شعرت أن دينا قد تراه بشكل مختلف عما سبق. لم يعد رفيع جدا كما كان بل ذو بنية جيدة. بدا من صوره أن لديه ذوق جيد في الملابس. هل ذكرت لكم أنه درس في هارفارد ولديه عمل خاص به في الولايات المتحدة الأمريكية؟ نظرت إلى دينا وكان واضحا عليها الذهول. برافو لوسي!
أنا: هل رأيت؟ لطالما قلت لك ألا تحكمي عليه.
دينا: كنا أطفال حينها، وكان الجميع سيئين الطباع.
أنا: حسنا، إن كان هذا الجواب يريحك.
دينا: ماذا أفعل الآن؟
أنا: الآن هو وقت سحرك الخاص. لقد وجدت لك رجل رائع كان متيم بك وسيستطيع رؤية جمالك الحقيقي (أتمنى) دون أحكام فأنت اكتفيت من هذا الأمر.
دينا: هل أضيفه أم تضيفيه أنت؟
أنا: لمذا قد أضيفه أنا؟ هو كان معك أنت في المدرسة.
دينا: حسنا، سأضيفه. (ضغطت على "أضف صديق")
قبل طلب الإضافة بعدها بقليل واسترسلا في الحديث حتى أني شعرت بأني دخيلة بينهما لأنها تجاهلتني تماما. جيد! أشعر أني أنجزت شيئا بغض النظر عن امكانيتها في جذب انتباهه أم لا فأنا سعيدة أنها ستنسى الكلام السلبي الذي كانت تسمعه في الفترة الأخيرة.
شعرت أن هذا هو الوقت المناسب لأعيد تركيزي على عمرو، فحدثته على الهاتف لأننا لم نرى بعض منذ فترة لانشغاله في رحلة عمل طوال الأسبوع الماضي وشعرت حقا أني أفتقده كثيرا.
عمرو: صحيح، أمي تريد مقابلتك. هل خططت لشيء يوم الثلاثاء القادم؟
صراحة كنت متحمسة جدا بالرغم من أنه قال لي بوضوح أن والدته ليس من السهل إرضائها، ولكني كنت مستعدة للتحدي. ففي النهاية، لما قد لا تعجب بي؟
عمرو: هل قلت شيئا؟
أنا: لا، قلت فقط أني متحمسة لرؤيتها.
عمرو: أعتقد أني سمعتك تقولين شيئا مثل لما لا تعجب بي. هل ما سمعته صحيح؟
تبا! هل قلت هذا بصوت عال؟ يبدو أني كنت منهكة جدا حتى أني كنت أتحدث مع نفسي. نعم، هذا يحدث كثيرا.
أنا: لم أقصد هذا الكلام بطريقة سيئة بل بضحك. في الحقيقة أن قلقة بعض الشيء.
عمرو: لا تقلقي من شيء فأنت رائعة. فقط ارتدي ملابس أنيقة وستكونين بخير.
ماذا قال؟! ارتدي ملابس أنيقة؟ أعتقد أن هذه طريقة فظة بعض الشيء، أليس كذلك؟ أنا ذكية بما يكفي لأعرف أني يجب أن أقدم نفسي بشكل جيد أمام والدته، هو لا يحتاج تنبيهي بهذا الأمر.
على أية حال، سأقول لكم كل التفاصيل الصغيرة عن مقابلة والدته وكل ما سيحدث. ولكن قبل أن أترككم سأقول لكم شيئا واحدا، نبحث جميعنا عن رجل واحد يحبنا كما نحن، دون أحكام أو محاولات لتغييرنا ويستمتع بالأشياء الصغيرة التي تميزنا عن غيرنا، أليس كذلك؟ ولكن كيف نتوقع عثورنا على شخص بهذه المواصفات بينما نجد نحن صعوبة بالغة في تقبل الآخرين كما هم. توقفوا عن محاولة تغيير من تحبونهم، فإما تقبلوهم كما هم أو تستعدوا لتغيير أنفسكم كما تحاولوا تغييرهم.