إحدى مشاكلي الكبرى مع زوجي فيصل، حتى قبل الزواج، أنه كان يريد مني ترك شغلي. أصر عدة مرات أن أعمل معه بدلاً من ذلك في شركته. كنت ضد هذه الفكرة جداً في الأول ولكن بسبب كرهي للمناقشات الكثيرة، وافقت في النهاية. أعرف عدد كبير من المتزوجين أسسوا شركاتهم مع بعضهم، وهم يعلمون جيداً كيف يفصلوا حياتهم الشخصية من المهنية. لكن الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لي، ففيصل كان مديري ويضعني دوماً تحت الميكروسكوب ويتدخل أكثر من اللازم. بدأت أشعر أنه متسلط ولم يعجبني ذلك على الإطلاق. وفي نفس الوقت قامت عدة شركات في تقديم عروض عمل مغرية لي وكانت في مجالي، العلاقات العامة، ولكن فيصل كان يشعر كل مرة بأنني سأتخلى عنه؛ ويسبب ذلك مزيداً من المشاكل بيننا. لم أكن أريد الاستمرار في العمل معه وبدأ الموضوع أن يؤثر فيّ بطريقة سلبية.
ثم قررت أن اتخذ قراراً إيجابياً بدلاً من الإستسلام للأمر الواقع. قررت أن أفتح شركتي الخاصة في مجال العلاقات العامة. طبعاً كما توقعت، لم يرحب فيصل بالخبر، وأخذ يشكك في قدراتي في إدارة شركة بمفردي. أنا أعلم أن الموضوع ليس سهلاً على الإطلاق ولكني أنوي التعلم وإكتساب الخبرة خطوة بخطوة. شغفي بمجال العلاقات العامة كبير وكنت أريد أن أستمر العمل فيه. كما أ،ي أردت أن يكون لي استقلال مادي بعيد عن فيصل تماما ولكني بالطبع لم أقل له هذا.
أما بالنسبة لعلاقاتي بالآخرين، فهم دائما يتطلعون إليك سواء في وضعك الحالي أو في خطواتك المستقبلية، دائما يسألون الكثير. ترى عمن أتحدث؟ عن أفراد العائلات العربية وعن صديقات والدتي. ففي يوم عقدت والدتي تجمع لكثير من أصدقائها في المنزل وقد دعتني ولم أستطع أن أرفض طلبها، ولكن لسبب لم أعلمه بعد، كنت أنا محور الاهتمام. وكان السؤال الأول من عمتى، متى ستنتقلي أنت وفيصل إلى منزلكم الجديد؟
أنا: ما زلنا نقوم بتجهيزه، هذه الأمور تحتاج إلى الكثير من الوقت.
عمتى: هذا كثير، لقد مرت سنة بالفعل!
وبدأت عمتى الثانية سؤالي، عن توقع الحمل وموعد قدوم الطفل الأول. نظرت إلى أعلى، لاحظت والدتي ذلك فتدخلت على الفور وقالت أننا لسنا مستعدين في هذا الوقت، ثم أخبرتهم أنني أريد أن أبدأ عمل خاص بي. كثير من الأسئلة أنهالت علي، وذلك جعلني أدرك أنهم دائما يتدخلون في حياتك. دائما هناك سؤال متى... فإذا كنت أرى الآن شخص فمتى سيكون ميعاد الفرح، ثم يأتي أين ستعيشون، ومتى سيأتي الطفل الأول؟ وإذا كان لديك طفل فسيكون السؤال الثاني على الفور، متى سيكون له أخ أو أخت. المشكلة أن التدخل بالتأكيد مقبول من الأهل ولكن الأقارب الذين تريهم مرة كل بضعة أشهر أو أصدقاء الأهل ليس له معنى.
فهم لا يفعلون ذلك من أجل الاهتمام بك أو للقلق عليك ولكنهم يحثونك لفعل ما تعودوا عليه وما تمليه عليهم ثقافتهم. أنا سعيدة بوضعي الحالي، وأحاول أن أضبط الأمور واحدة تلو الأخرى مع الوقت وبدون أي تسرع. في النهاية أنا من سيعيش هذه الحياة بكل قرار سأخذه وليس هم. هل يحاول الكثيرون التدخل في حياتك أيضاً؟
أراكم في القصة القادمة يوم السبت القادم في الساعة 11 صباحاً بتوقيت القاهرة.