أخيرا جاء يوم خطوبة حبيبة، وهذا يعني شيئا واحدا، أنني سأتمكن من العودة لحياة هادئة مرة أخرى بعد أن ترتاح حبيبة قليلا بإتمام حفلة خطبتها. لم أستطع النوم جيدا فى عطلة هذا الأسبوع، فلقد استمرت حبيبة في الإتصال بي طوال الوقت وأيقظتني من النوم باكرا صباح يوم الخطوبة. سأحتمل الأمر من أجلها! أراهن أنها لن تستطيع فعل هذا مع منى أو دينا. فأنا أعلم جيدا أن دينا لن تسمح لها بذلك، أما منى فلن تكون خالية فى أي وقت. بيلي كان ضمن المدعويين للخطوبة، لذا كنت أشعر بالقلق والتوتر حيال هذا الأمر، فأنا لا أعلم كيف ستسير الأمور بيننا هناك، ولكن على أي حال يجب أن أبدو رائعة فى الحفل حتى يندم على عدم بقائه معي لفترة أطول!
وصلت لمنزل حبيبة فى الصباح الباكر، وكل شئ هناك كان فوضويا. جميع الموجودين هناك يتحركون هنا وهناك بداية من بيبا وأمها والخادمات... اهدأو يا بشر... اهدأو قليلا من فضلكم!!!
أنا: آنستي، أنا فى خدمتك ماذا تريدين منى أن أفعل؟
حبيبة: مضحكة جدا! أنا لا اعرف من أين أبدأ حتى.
أنا: أوك، اتركي لي الآمر. فقط اهدأي قليلا ثم خذي حمامك واستعدي لخبير المكياج ومصفف الشعر.
حبيبة: متأكدة؟
أنا: نعم بالطبع!
حبيبة: أحبك كثيرا... أنت أفضل صديقة!
ذهبيت إلى أم حبيبة لأراجع معها التحضيرات المطلوب إعدادها ولكى أجعلها تهدأ قليلا. بدأنا بعمل ديكور للمكان بأكمله، ثم اتصلت بالاشخاص المسئولين عن الطعام للتأكيد عليهم أن يحضروه فى الموعد المحدد. وبعد ذلك اتصلت بمنى ودينا لأؤكد عليهم الوصول فى الساعة السابعة مساء، حيث تكون حبيبة قد انتهت من وضع المكياج وعمل شعرها.
أنا: الفستان الوردي رائع عليك ولا يجعلك تبدين سمينة كما كنتي تعتقدين!
حبيبة: نعم لقد كنت متوترة قليلا... لأ أصدق أنى سأصبح مخطوبة أخيرا... انتظرت هذا اليوم لمدة طويلة.
أنا: حقاً ؟
حبيبة: نعم أنا لست جميلة مثلكم يا لوسي ولا يمكنني الحصول على أى رجل أريده.
أنا: بالطبع لا... أنت أرق فتاة بيننا نحن الأربعة وتستطعين الحصول على أي شخص تريديه، أنت فقد لا تعلمين قيمة نفسك. انظري أيضا إلينا الثلاثة. أنا دخلت فى علاقة عاطفية فاشلة، دينا تكره الرجال كليا، ولا يبدو أنها سوف تستقر قريبا وأخيرا منى التى تزوجت من شركتها!
حبيبة: هاهاهاها لوسي أنت دائما تجعليني أضحك.
وصل خبير المكياج ومصفف الشعر فى نفس الموعد، وهو ما جعل حبيبة تشعر بمزيد من التوتر، فالأول جاء متأخرا جدا والأخر جاء مبكرا جدا. طلبت من خبير المكياج أن يبدأ مع حبيبة ثم أخذت مصفف الشعر بعيدا لأحضر بعض الحلوى الذيذة له ولنتحدث قليلا. بعد نصف ساعة سمعت حبيبة تناديني للحضور إلى غرفتها.
حبيبة: ما رأيك؟
أنا: تبدين رائعة!
حبيبة: حقا؟
أنا: نعم جدااا... سيكون رفيق سعيدا بك للغاية... هاها
كان تصفيف شعر حبيبة هو الخطوة التالية فى مراحل استعداها للحفل، ثم بعدها ستقوم بارتداء الفستان وأخيرا سأتفرغ أنا قليلا لنفسي. لقد كان مظهري سيئا للغاية ولكن كل شئ يهون من أجل حبيبة. لقد كنت سعيدة جدا من أجلها... بعد ساعات قليلة حان الوقت لأرتدي ملابسي. اشتريت فستان أحمر مثير يظهر منحنيات الجسم دون أن يبدو مظهري مبالغا فيه ونسقت معه حذاء عال من كريستيان لوبوتين.
دينا: لقد جئنا يا بنات... أشتقتم إلينا؟
أنا: بالطبع لا
دينا: نحن هنا على أيا حال سواء أشتقتم إلينا أم لا... ولو أنى أعلم أنكم اشتقتم إلينا!
منى: كيف نساعدكم؟
أنا: منى، هل يمكنك مساعدة والدة حبيبة؟ ودينا انتظري فى الخارج لتحية الناس فسيبدأون فى المجئ الآن..
حبيبة: اللعنة!
دينا: لماذا؟ لقد أوشكت على الإنتهاء تقريبا ... كفاك مبالغة من فضلك.
منى: بيبا تبدين رائعة.
جميعنا بدا رائعا، خاصة حبيبة، فقد كانت واثقة جدا من نفسها وهو فى حد ذاته إنجاز هائل. الجميع فى المكان، وأنا انتهيت من وضع مكياجي وتصفيف شعري ثم قمت بإستكمال مساعدة بيبا قليلا ثم هممنا بالخروج للحاضرين.
رفيق بالتأكيد كان أول الأشخاص المنتظرين لمجئ العروس، ويليه باقي الضيوف الذين عزموا على الإقتراب من العروس واحدا تلو الأخر. كان البيت ممتلئا للغاية وجيمع الحضور بدو رائعون. لقد كنت متحمسة جداااا، حقا ليس لديكم أي فكرة كم كنت سعيدة بهذا اليوم.
رأيت بيلي يقف فى أحد جوانب المكان مع بعض الأصدقاء وهنا قررت أن أبادر بالخطوة الأولي وأذهب بنفسي لإلقاء التحية عليهم.
أنا: هاي يا شباب... كيف حالكم؟
كان الجميع متحمس لرؤيتي إلا هو. فقد حاول كليا أن يتجنب النظر في عيني، الأمر الذي كان جيدا بالنسبة إليّ. بالطبع كانت المواجهة شبه محرجة ولكني تحدثت إليهم قليلا ثم ذهبت لأقف مع أمي وأبي.
أنا: أمي... تبدين رائعة وبالطبع أنت يا أبي.
أبي: أنت كذلك يا ملاكي الصغير.
جاءت سيدة غريبة تحيّ أمي وقالت شيئا ما كان يجب عليها أن تقوله: "لوسي الدور القادم عليك، أنا لدي الكثير من العرسان لك".
أمي: حقا؟ هذا جيد لأنه لا يبدو أن دورها سيكون قريباً.
ابتسمت بطريقة مهذبة وانتظرت حتى انشغلت السيدة فى الحديث مع أبي ثم نظرت إلى أمي قائلة: "حقا؟ هل تظنين أننى عانس يا أمي" ؟
أمي: أنا لم أقل ذلك، لكن ما المشكلة فى أن يكون لديها شخص مناسب لك.
أنا: حسنا، لقد جرحت حديثا من علاقة فاشلة... لا تربطي الأشياء معا. عندما يحين الوقت المناسب سأتولى أنا أمر إيجاد الشخص المناسب لي.
بمجرد أن وقعت عيني على والدة حبيبة، أسرعت إليها تظاهرا بأني أريد أن أتفقد ما إن كانت تحتاح للمساعدة أم لا... ولكن الحقيقة لم أتحمل كلام أمي وهى تشعرني وكانني عانس.
أنا: هل تريدين أى مساعدة يا طنط؟
والدة حبيبة: شكرا لوسي. ساعدتينا بالفعل كثيرا حبيبتي.
أنا: تعلمين أن حبيبة مثل أختى.
والدة حبيبة: هل يمكن ان أقول لك شيئا؟
أنا: أكيد!
والدة حبيبة: أنا لست سعيدة بارتباط حبيبة ورفيق. هو تقريبا فى نفس عمري. ربما أصغر منى ببضع سنوات، لكنك تفهمين قصدي!
أنا: ولا أنا فى البداية، ولكن حبيبة أكدت على أنه شخص رائع - وهو يبدو كذلك - وطالما أنه سوف يجعلها سعيدة، برأئي ليس السن هنا مشكلة.
والدة حبيبة: نعم... لقد وافقت فقط لأنها أصرت على الإرتباط بهذا الشخص وغير ذلك كانت لتحزن كثيراً... لسبب ما لا تشعر حبيبة بأنها تستحق أفضل من ذلك... إنها فتاة جميلة ولكنها لا تشعر بذلك.
أنا: أفهم ماذا تعنين، ولكن دعينا نأمل أن تكون قد اتخذت القرار الصائب. ولولا أنه يحبها ويعاملها بطريقة رائعة، لما كنت سأكون راضية عنه. الآن دعك من كل هذه الأفكار ولنستمتع بيومها الخاص.
بعد أن رحل الأهالي تقريبا، بدأنا فى الرقص مع العروس كالمجانين. هل قلت لكم من قبل أنى أرقص كالفتاة المجنونة؟ أقصد بطريقة إيجابية بالطبع، لكن الرقص يجعلني حرة. رقصت دينا بشكل مثير أما منى فرقصت كالإنسان الألي، ولكن لا بأس، من أنا حتى أحكم علي الأخرين؟ لم يرقص بيلي معنا ولكن كلما نظرت إليه، بدا وكانه يراسل أحدا على الهاتف، ربما تكون ناتالي، ولكن من سيهتم؟
بعد وقت قليل أخذت حبيبة بيد بيلي ليرقص معنا فى الزحام، وتلقائيا وجدت نفسي ابتسم له لكنه لم يبتسم لي. ربما أكون قد أخطأت عندما حاولت التعامل بلطف معه. لكن لا بأس، هى مجرد إبتسامة، فمهما حدث نحن أصدقاء منذ الطفولة. انتهت الليلة بعد أن تحولنا جميعا لأناس مجنانين، لقد استمتعنا حقا بهذا اليوم. عندما حان الوقت ليعود كلا منا إلى منزله، أعطيت حبيبة حضن كبير وقلت لها كم أنا سعيدة لها، بالطبع قلت لرفيق نفس الشئ. هل أخبرتكم بأنه يرقص مثل فتى فى منتصف العشرينات؟
كان بيلي ذاهبا إلى الباب، وكنت اعلم أنه رأني، وللحظة اعتقدت أنه سوف يذهب دون إلى يقول لي وداعا، ولكن من الواضح أنه غير رأيه واستدار للخلف.
بيلي: باي لوسي!
أنا: أتمنى أن تكون قد استمتعت اليوم.
بيلي: نعم نوعا ما... وسعيد لرؤيتك سعيدة.
أنا: تصبح على خير يا صديقي.
أعلم أن كلمة " صديقي" تزعجه كثيرا، لذا كنت مصرة على إضافتها فى الحديث.
عدت إلى المنزل وارتميت على السرير ثم وجدت الموبايل يرن بصوت رسالة من عمرو يسألنى كيف كان الحفل. لذا قمت بالإتصال به.
أنا: هااااي، سعيدة لإهتمامك بالسؤال عني. لقد كان الحفل رائعا واستمتعت كثيرا، لكن بيلي كان موجودا، لا يزال هناك نوعا من الحرج.
عمرو: هذا طبيعي، فهو لا يزال يفكر بك.
أنا: نعم، على أيا حال، كيف كان يومك. هل ذهبت إلى أي مواعيد غرامية أخرى مشوقة؟
عمرو: خرجت مع نادين اليوم مجدداً ولكنها مادية نوعاً ما!
أنا: حسناً إن كنت تبحث عن فتاة مادية، يمكنك الخروج مع سحر، فهي رائعة عندما يتعلق الأمر بالمال.
عمرو: بالطبع، سحر موظفتي المفضلة...
أنا: حقاً؟
عمرو: بالطبع لا، كما أني لن أدخل في علاقة مع أي أحد في المكتب.
أنا: لما لا؟
عمرو: هناك بالطبع دائماً من سأغير رأي بسببها، لكني عادةً لن أفعل ذلك.
أنا: حسناً فلن يكون بينك وبين يوسف علاقة؟ هاهاها
عمرو: هاهاها لا شكراً، هل تشكين في رجولتي؟
أنا: أكيد لأ، لكني أمزح معك.
عمرو: طيب، أنا أعرف أنك متعبة، فقد كان يومك طويل وأسمع أن رئيسك في الشركة سخيف جداً، فهو لا يعتقد أنك مرحة وأنتي نصف نائمة.
أنا: أخبره بأن ليس هناك داع للقلق، فأنا سأكون نشيطة جداً في الصباح. تصبح على خير يا عمرو.