“المعالج النفسي هو الشخص الذي يساعد الناس على تذكر أنهم يستحقون.” - بيربيتوا نيو
في أيامنا هذه أصبح الذهاب لطبيب أو معالج نفسي شيء ضروري وليس رفاهية كما كان يعتقد البعض في السابق. فمع التعرض لضغوطات يومية وإيقاع حياة سريع أصبح اللجوء إلى المساعدة شبه حتمي من أجل الحفاظ على استقرارنا والمضي بحياتنا بشكل صحي وسليم. ولكن هل فكرت من قبل أن طبيبك النفسي الذي تذهب إليه ربما يضرك أكثر مما ينفعك أو حتى أنه لا ينفعك بالمرة؟ أعلم جيدًا أن الطبيب النفسي هو مساحة الأمان التي نلجأ إليها حتى نبوح كل ما بداخلنا دون الخوف من أي عواقب أو أحكام. وأنا أؤمن بذلك وشجعت العديد من حولي على المواظبة على جلسات العلاج النفسي، ولكن! رغم كل هذا هناك بعض الأشياء التي إذا فعلها طبيبك أو معالجك النفسي، فلن يكون أمامك سوى الابتعاد عنه فورًا، لأنه ببساطة، يضرك. لم يكن لي علم في السابق بهذا الأشياء، ولكن مع الوقت ومع المواظبة على جلسات العلاج النفسي، بدأت أتسائل متى يجب أن يبتعد الفرد منا عن طبيبه النفسي، فهو بالنهاية بشر، أي يعني أنه معرض لارتكاب أخطاء بمهنته قد تضرني بشكل فادح. وبعد سؤال عدد من المتخصصين انحصرت الإجابات في الآتي…
أشياء إذا فعلها طبيبك النفسي… ابتعدي فورًا
هل يتابعك طبيبك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
من الأشياء الغريبة التي سمعتها مؤخرًا من عدد من المحيطين بي أن طبيبهم النفسي يتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وأحيانًا يلومهم على شيء قاموا بكتابته ويمدحهم على شيء أعجبه وهكذا. الأمر في البداية كان بالنسبة لي أشبه بالمراقبة، لم يكن مجرد سماع الفكرة أمر مريح بالمرة، وربما هذا الشعور هو ما دفعني لسؤال أحد المتخصصين عما إذا كان هذا جائز أم لا. أتذكر جيدًا تعبيرات وجه وردة فعله عندما سألته، حتى أنه كرر سؤاله أكثر من مرة “متأكدة إنه دكتور أو معالج نفسي؟!”. كنت متعجبة من ردة فعله التي وضحت لي فيما بعد. فببساطة علاقتك مع طبيبك ليس علاقة صداقة إنها علاقة احترافية، ولا يحق للطبيب اكتشاف معلومات أو أشياء لم تبوحي بها بنفسك خلال جلستك، لذا فإن متابعته لك عبر واسئل التواصل الاجتماعي هي أشبه بمحاولة تجسس عليك حتى وإن كان بعلمك. حتى أن هذا الأمر يعتبره المتخصصين إشارة حمراء تنذر بضرورة تغيير الطبيب.
تسوقي أون لاين مع موقع زينة في مصر التابع لفستاني، أكثر من ١٠٠٠ مستحضر تجميل و ٥٠ ماركة ✨💄
الحكم على قناعاتك الدينية ومنحك نصائح دينية
للأسف هذا الأمر منتشر إلى درجة يمكن ألا نتخيلها، فهناك عدد لا بأس به من الأطباء يقحمون القناعات الدينية في الجلسة العلاجية ويمنحك نصائح بناء على المنظور الديني. فتجدي طبيب يخبرك بأنه من الضروري أن تصلي أو تبدأي في الدعاء، وطبيب أخر يتعجب من قناعتك الدينية ويحاول فرض أخرى عليك. فبغض النظر عن قناعاتك الدينية وحتى إيمانك بالصلاة والدعاء، فهذا بشكل قاطع ليس من شأن الطبيب، فهو ليس رجل دين بينما هو معالج نفسي، وإقحامة للدين في الجلسة العلاجية هو أيضًا شيء يضرك أكثر مما ينفعك.
ماذا يقول الوقوع في حب الأشرار بالمسلسلات والأفلام عن شخصيتك؟
هل وقع طبيبك في حبك أو حاول القيام بعلاقة عاطفية/ جنسية معك؟
إذا كانت إجابتك نعم، فنحن لا نملك شيء سوى أن نقول لك ابتعدي عن هذا الطبيب فورًا. فببساطة غير مسموح بأي شكل من الأشكال أن يقوم طبيبك بلمسك أو التحدث معك بإيحاءات جنسية أو يعبر لك عن عواطفه تجاهك، فكل هذه الأشياء من الممنوعات، ومجرد حدوثها يعني أن هذا الطبيب غير جدير بالثقة ويتوجب تغييره بشكل فوري.
"٩ لـ ١٢ % من الأطباء والمعالجين النفسين سنويًا يقومون بتواصل جنسي مع مرضاهم" دراسة أجرتها شبكة TELL عام 2018
يخبرك بما يجب أن تفعله بالضبط أو بما تريد أن تسمعه
الطبيب أو المعالج النفسي لا يخبرك بما يتوجب عليك فعله، بل إنه يساعدك في التفكير بشكل أفضل واتخاذ قرارات حكيمة مدروسة، فهو يحاول طوال الوقت إزالة الغبار أو أي شيء يشوش على تفكيرك، ولكن ماذا إن فعل ذلك؟ ببساطة هو يعيق نموك وتطورك. فبدلًا من أن يعلمك الصيد قام بإعطائك سمكة، فهو لم يعلمك التفكير والتحليل بشكل صحيح ولكنه اختصر عليك الطريق وأخبرك بما يتوجب عليك فعله. قد يبدو هذا في البداية مريحًا لك ولكن على المدى الطويل هو يضرك. الأمر ذاته إذا أخبرك بما تريد أن تسمع، فهذا ليس دوره، فلا يتوجب عليه إرضاءك وإخبارك بما تريد سماعه، بل يتوجب عليه المساعدة في نموك النفسي والعقلي حتى تصل لما تريد حقًا. لذا إذا كان طبيبك يفعل أي من الأمرين، فأنت تعلمين جيدًا ما يجب عليك فعله حياله.
هل طبيبك يتحدث عن نفسه كثيرًا؟
دعينا نتفق على شيء، هناك تكنيكًا يستخدمه الأطباء أو المعالجين النفسيين لبناء الثقة مع المريض وهو مشاركة بعض الأشياء عن أنفسهم معك خلال الجلسة، ربما خبره ما مروا بها أو موقف ما، وهذا أمر جيد لا خلاف عليه. ولكن عندما تصبح الجلسة بالكامل تتمحور حول طبيبك أو أنه يشاركك جميع المعلومات عنه فهنا تكمن المشكلة. فمرة أخرى هذه علاقة احترافية، لذا لا شأن لك، بمعرفة أمور شخصية ما عن طبيبك أو عن حياته بالكامل، فهذا يعتبر اختراق للحدود التي يجب أن تكون متواجده طوال الوقت.
طبيبك لا ينتبه لك خلال الجلسة…
أعترف كانت هذه مشكلتى في أول زيارة طبيب نفسي لي في حياتي، لم أشعر حينها أن الطبيب يستمع لي باهتمام، وهذا كان شيء مزعج وموتر لي خلال الجلسة، لأنني لم أشعر بالتقدير والاهتمام الكافي، لذا خرجت من هذه الجلسة بقرار أنه يجب علي تجربة طبيب أخر. وبالفعل وجدت طبيبًا أخرًا كان مستمع جيدًا لي. لذا يقول المتخصصون إذا كان طبيبك لا ينتبه جيدًا لكلامك ولا يمنحك الاهتمام الكافي، يرد على الهاتف أثناء الجلسة، يطلب منك اعادة الكلام أكثر من مرة لأنه لم يكن منتبهًا، يتجاهل نقاط وأسئلة هامة، فقومي بتغييره فورًا.
كيف ساهمت الدراما في التوعية بالصحية النفسية في السنوات الأخيرة؟
طبيبك يحاول بناء علاقة معك خارج حدود الجلسة
طبيبك ليس صديقك… هذا ما يجب فهمه جيدًا، فالعلاقة هنا احترافية. لذا ببساطة لا يمكن أن تكونوا أصدقاء وتحدث بينكما مكالمات هاتفية، أو مثلًا يرغب في بناء عمل أو شراكة معك، أو تقديم عرض عمل لك وغيرها فأي شيء خارج حدود الجلسة يعتبر انتهاكًا للعلاقة الاحترافية وتجاوزًا للحدود التي يجب أن تكون متواجدة. لذا إذا حدث ذلك ففكري جديًا في تغيير الطبيب.
هل يسألك الطبيبك عما تشعري به أو “الفيد باك” الخصا بك بعد انتهاء الجلسة؟
قد يبدو الأمر بسيطًا بالنسبة لك ولا تجدينها مشكلة إذا لم يسألك طبيبك عما تشعري به عن انتهاء الجلسة، ولكن للمفاجأة هذا شيء مهم! ليس بالضروري أن يكون السؤال مباشرًا ولكن من الضروري أن يهتم طبيبك بشعورك في نهاية الجلسة وبما تفكرين أو كيف وجدت الجلسة أو أن التمري الذي أعطاكي إياه كان سهلًا أم صعبًا وهكذا، لأ هذا يساعده في فهمك أكثر وفي مدى تطور الأساليب التي يستخدمها معك، فربما لا يعمل بعضها ويجب عليه تغييره في الحال. ولكن إذا لم يهتم بكل هذا فهو لن يطور أساليبه معك وربما لن تتقدمي خطات في علاجك كما تطمحين.
طبيبك يفعل أشياء غير قانونية!
للأسف بعيدًا عن الأشياء غير الأخلاقية التي ربما يرتكبها الطبيب أو المعالج النفسي، فقد يفعل أيضًا أشياء غير قانونية. مثل إجراء تجارب وأبحاث عليك دون إذنك، مزاولة المهنة دون رخصة، عدم الإبلاغ عن حالة الاعتداء على الأطفال، الغش في التأمين إذا كان طبيبك تابع للتأمين الصحي وغيرها. وهنا أيضًا يتوجب عليك تغيير طبيبك.
في الحقيقة لا ينحصر الأمر فقط على هذه الأشياء ولكننا حاولنا أن نجمع لك أبرزها والتي نعتبرها إشارات حمراء لا مزاح فيها، كل ما نريدك أن تعرفيه أنه نعم العلاج النفسي ضروري ولكن من الضروري أيضًا ألا تتعرض لأي نوع من الخداع، وإذا شعرتي أنه يتم التلاعب بك أو أنك لا تستطيعين الحكم على الأمور فلا بأس في استشارة أحد المقربين منك.