التربية في عصر الذكاء الاصطناعي: نصائح وحيل لتقنين وقت الشاشات مع أطفالك وتجنُّب أضرارها

أتخيّل نفسي كأم في عصر الذكاء الاصطناعي وسيطرة السوشيال ميديا على حياتنا، وأفكر في كيفية تربية طفل سوي وسط كل هذه المُشتتات. لا يمكنني منع طفلي من مواكبة العصر الذي نشأ فيه، ولا يمكنني تركه لتربيه الشاشات أيضًا. وخاصةً عندما يتعلق الأمر بأوقات التصفُّح العادية والتنقُّل بين مختلف التطبيقات لوسائل التواصل الاجتماعي. كيف يمكنك كأم أن تبقي على اطلاع، وأن لا تنفصلي عن عالم طفلك، وتشجعيه على إقامة عادات صحية في وقت مبكر من عمره؟ وكيف يمكنكِ وضع حجر الأساس في علاقته بالتكنولوجيا لتركه فيما بعد ليتخذ قراراته بنفسه؟ سأقدم لكِ اليوم بعض النصائح والحيّل التي يمكنك الاستعانة بها في تربية أطفالك في عصر تحكمه الرقميات والذكاء الاصطناعي، فتابعي معي. 

١٠ نصائح لرحلة آمنة وممتعة مع أولادك في الصيف

إليكِ بعض النصائح والحيل للتربية في عصر تحكمه التكنولوجيا

 تقنين وقت الشاشة

كما اتفقنا من قبل، لا تريدين أن يُعاني طفلك في كبره لمواكبة زملائه، ومواكبة مهاراتهم التكنولوجية. ولا تريدين أيضًا أن يُصادق الأجهزة فقط. لذلك، فإن الاعتدال ضروري جدًا. خصصي وقت معين لاستخدام الشاشات، مع مراقبة المحتوى الذي يشاهده أو يستخدمه طفلك. واحرصي على منع استخدام أية أجهزة أثناء تناول الطعام، وقبل النوم، وغيرها من الأوقات التي تحددينها معه. 

كوني مثالًا لهم

للأمهات العاملات: ١٠ نصائح للموازنة بين عملك ودورك كأم

الأطفال مُقلدون بارعون، وما تفعليه أمامهم هو المرآة التي يكتسبون خبراتهم من خلالها. لذلك، احرصي على إظهار العادات الصحية التي تحبين زرعها فيهم. فلا تمنعيهم مثلاً من تصفُّح الشاشة وقت الطعام، وتقومين أنتِ بمتابعة عملك أثناء تناول وجبتك. واحرصي على التواجد كُليًا خلال وقت العائلة، والمشاركة في أنشطتهم دون تشتت بمتابعة رسائلك أو هاتفك. 

علّمي نفسك

عندما ظهر الفيس بوك، وتويتر، وغيرهم.. أتذكر أنّ معظم الآباء والأمهات لم يستطيعوا فهمهم، وغالبيتهم، لم يستطيعوا حتى محاولة الفهم وكانت هناك فجوة كبيرة بين الشباب مستخدمي الإنترنت، وأهلهم. ومع نمو أطفالك، سيبدأون في استكشاف التطبيقات المختلفة التي ستكون جديدة عليكِ تمامًا كأم من جيل مختلف، فلا تقعي في هذا الفخ. ابقِ على اطلاع بأحدث الاتجاهات التكنولوجية، واعرفي مخاطرها، وتعلّمي استخدامها لتستطيعي مساعدة أطفالك في الحفاظ على سلامتهم العقلية والنفسية. 

علّمي طفلك أن يوازن بين أنشطته

تعرّفي على طرق لاستثمار أموالك والمحافظة على قيمتها في مواجهة الغلاء

شجعي طفلك منذ صغره على المشاركة في أنشطة مثل: الرياضة، والفن، والموسيقى، والقراءة. فكلما ساعدتي طفلك على ملء أوقاته بأنشطة مختلفة، كلما قلّت حاجته لاستخدام الشاشات وقت أطول. كما أنه سيبحث عن اهتماماته عبر الإنترنت، وبذلك، يستفيد من إيجابيات التكنولوجيا بشكل أكبر، وتنمو ثقتك بحكمه على الأمور الضارة والنافعة له مع الوقت. 

تحدّثي معهم

ابنِ جسر من التواصل الفعّال مع أطفالك عن أنشطتهم اليومية، وشجعيهم على التحدُّث معكِ بصراحة متى أخطأوا. بهذه الطريقة، ستضمنين رجوعهم إليكِ إذا واجهوا أي شيء غير مريح عبر الإنترنت. كوني مساحتهم الآمنة لطرح الأسئلة، ومناقشة أي مخاوف لديهم.

إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا

حددي بعض أجزاء المنزل كمناطق خالية من التكنولوجيا، مثل: غرف النوم، وطاولة الطعام. يساعدك هذا التقنين في تقوية الروابط العائلية، وتقليل وقت الشاشة، بالإضافة إلى منحك مساحة لتجاذب أطراف الحديث معهم دون مشتتات. كما أنهم سيبحثون عن أنشطة أخرى، مثل: القراءة قبل النوم مثلًا. 

ارصدي استخدامهم

تابعي استخدام جهاز طفلك، وأجرى التعديلات اللازمة حسب الحاجة. وإذا لاحظتِ أنهم يبالغون في وقت الشاشة، أو يشاركون في سلوكيات غير مسموحة، فربما حان الوقت لوضع حدود أكثر صرامة، وإجراء حديث جاد وصريح حول العواقب المحتملة. 

لا تستخدمي وقت الشاشة كثواب أو عقاب 

من الأخطاء التي لا يتنبه لها الكثير من الآباء والأمهات هي وضع وقت الشاشة كثواب أو عقاب لتصرفات أطفالهم. هذا السلوك لا يضرهم فقط، بل يشجعهم أيضًا على التحايل على قوانين المنزل، أو خداع الأهل للحصول على وقت أكبر للشاشة. احرصي على فصل وقت الشاشات عن أي مكافآت، أو عقاب لأن ذلك سيمنحهم حرية أكبر ولن يحدد سلوكياتهم للحصول على الموبايل أو اللابتوب فقط. 

وأخيرًا، اعلمي أن التربية هي تحدّي لكِ، وأنك تراقبين أفعالك أولًا لتكوني نموذجًا لأطفالك. فاحرصي على كونك مثال جيّد أولًا، ثم ابني لغة حوار أساسها ثقتك في أطفالك لتكوني مرجعهم الأول عند ارتكاب أي خطأ. 

مصدر الصور: بنترست