نورهان القِرم 
جميعنا نعلم أن ساعات العمل المعتادة تنتهي عادة عند الخامسة مساءًا، لكنها لا تنتهي أبدًا عند الأم العاملة. فالأم العاملة تبدأ يوم عمل مسائي مع أطفالها إذا كانت تعمل من المكتب، وتعمل بوظيفتين بالتوازي إذا كانت تعمل من المنزل. وعلى عكس الشائع عن النموذج النمطي للأم العاملة التي تدور في دائرة مُفرغة، لا يجب أن تخافي من ذلك إذا كنتِ امرأة عاملة تتطلع إلى الإنجاب، أو إذا كنتِ عائدة للعمل بعد إجازة رعاية طفلك، أو إذا كُنتِ بالفعل أُمًا عاملة. يمكنك اختيار أسلوب الحياة الذي تُفضلينه، وليس فقط لاضطرارك للعمل. ولمساعدتك في التركيز على حياتك بشكل إيجابي، وتذكُّر أولوياتك… سنذكّرك بأهم النصائح التي ستساعدك على موازنة حياتك بين العمل والأمومة دون فقدان جودتها، والحصول على حياة سعيدة قدر الإمكان.
الهرشة السابعة: مشاكل الزواج بعد الإنجاب ليست مبالغة وهذا ما تحتاجه المرأة من زوجها
إليك ١٠ نصائح للموازنة بين عملك ودورك كأم
١- تخلّصي من عقدة الذنب
يتم الحُكم على الأم العاملة بقسوة في مجتمعنا، حيث تُتهم بالتخلي عن أطفالها بينما يكون الأب هو المُعيل الرسمي للأسرة. فإذا كُنتِ تشعرين بالذنب بشأن حفاظك على حياتك المهنية بجانب الأمومة، تذكّري الإيجابيات. أنتِ تساهمين في بناء دخل إضافي للأسرة يساعد أطفالك في المستقبل، وتتمتعين بتأمين صحّي لعائلتك، وتُعلمين أطفالك قيمة تنظيم الوقت، وتحصلين على مستوى تعليمي واجتماعي أفضل لأطفالك.
٢- ابحثي عن الحيَل الموفرة للوقت
كيف ستتمكنين من الموازنة إذا كان أسلوب حياتك هو نفسه أسلوب الحياة لأم غير عاملة؟ لن تحققي التوازن المطلوب إلّا إذا تعلّمتي المرونة وأضفتِ عادات تُحقق لكِ أقصى استفادة من الوقت. بإمكانك استخدام بعض الحيَل الموفرة للوقت مثل: طلب البقالة أونلاين، والتحضير المُسبق للوجبات، وإنجاز المُكالمات في طريقك للعمل، والاستماع إلى شيء ترفيهي أثناء استراحة الغداء، والتخطيط لملابسك وتحضيرها أسبوعيًا، وغيرها. سيساعدك التخطيط على اجتياز الكثير من العقبات اليومية وتوفير الوقت لرعاية أطفالك وقضاء وقت مهم معهم.
٣- ابحثي عن مُقدّم رعاية ليساعدك مع أطفالك
إذا كنتِ تعملين من مقر خارجي، فبالطبع ستحتاجين إلى مُقدّمة رعاية تأتمنيها على أطفالك. يُفضّل اللجوء لمقدمي الرعاية من العائلة مثل: الأب (في حالة عمله من المنزل)، والجدّة، والعمة، والخالة، وهكذا… وإذا كان هذا الاختيار غير مناسب لأي سبب، فيمكنك توظيف مقدمة رعاية منزلية، أو اللجوء للحضانات الخارجية. في كل الأحوال، لابد من طلب المساعدة. وبالطبع ستنتبهين لكل وسائل الاطمئنان على طفلك والتواصل الدائم مع مقدمي الرعاية أثناء وجودك في العمل.
اختاري الآيلاينر الملون حسب لون عينك وبشرتك.. ومن أين تشتريه؟
٤- تحدّثي إلى مديرك بالعمل
المدير الجيّد سيتفهّم معنى كونك أمًا عاملة، لكن هذا سيتطلب منحك المزيد من المرونة في وظيفتك. كأم، ستكونين أول شخص مطلوب لأخذ طفل مريض من مدرسته، وستكونين مسؤولة عن توصيلهم للتمارين والنشاطات المختلفة، ومن المتوقع أن تمرين لتوصيلهم بعد المدرسة. تأكدي من الحديث مع مديرك والاتفاق معه على شكل مُرضي لمواصلة عملك بكفاءة مع الالتزام نحو أطفالك ووضعهم كأولوية. المدير الداعم عنصر أساسي لنجاحك خلال هذه المرحلة.
٥- قلّلي المُشتتات
كأم عاملة، وقتك ثمين، وقيمته أعلى من المتوقع من أغلب الناس. لذلك، حاولي التركيز على أولوياتك وعدم الانجراف إلى الأنشطة التي تضيع ساعات من وقتك بلا هدف مثل: الاستسلام لمشاهدة التليفزيون لوقت كبير، أو التواصل الاجتماعي المُفرط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية كفيسبوك وتويتر وغيرهم… احترسي أيضًا من مُقاطعات زملائك لوقت عملك، وركزي على أخذ استراحات محددة حتى لا يضيع وقتك دون إنجاز المهام المطلوبة. ركزي وقتك في المنزل على أطفالك وعائلتك بدلًا من التركيز على مهام جانبية يمكن تأجيلها.
٦- لا تنسي شريكك
عادة ما يتغير شكل الحياة بعد الإنجاب، ولكن، سر الحصول على حياة سعيدة هو الحفاظ على علاقة صحية بين الأزواج. الشريك الجيّد سيساعدك على تأسيس فريق قوي قادر على مواجهة صعوبات الحياة. لذلك، لا تهملي وقتك الخاص مع شريكك، وحافظي على قضاء وقت جيّد مع زوجك سواء في خروجة عشاء أو رحلة أو التمتُّع بإفطار هاديء في الويك إند، وغيرها من النشاطات التي تساعدكم على التواصل كشريكين.
٧- حافظي على وقت العائلة
عندما تكونين مشغولة طوال الوقت، تصبح كل لحظة مع عائلتك مهمة. لذلك، خططي جيدًا إلى الأنشطة التي يمكنك عملها مع أطفالك مثل: مشاهدة فيلم أسبوعي، أو قضاء يوم بحديقة مفتوحة، أو تحديد ليلة للألعاب المنزلية، أو الذهاب في نزهة صباحية وغيرها… وإذا كان لديكِ أكثر من طفل، يمكنك إشراك الأطفال الأكبر سنًا في التخطيط لذلك.
التعاطف: ما هو، وما أهميته في العلاقات العاطفية، وكيف تُطورينه مع شريكك داخل العلاقة؟
٨- تجنّبي محاولة القيام بكل شيء
بالنهاية، لديك طاقة كبيرة كأم، لكنها محدودة على بعض الأشياء في أوقات معينة. تقبّلي حقيقة عدم قدرتك على القيام بكل شيء بنفس الكفاءة طوال الوقت، فأحيانًا عليكِ التركيز فقط على عملك وأسرتك، وأحيانًا سيكون لديك الوقت الكافي للخروج مع أصدقائك بانتظام، والاشتراك في نشاطات، والذهاب للجيم. ستفعلين كل شيء، لكن بالتتابع وليس بالتوازي.
٩- أينما كُنتِ، كوني واعية باللحظة الحالية
مع تطوّر وسائل التواصل، ووجود إيميل العمل على الموبايل… أصبح التركيز أمرًا صعبًا. فأنتِ تستقبلين رسائل العمل طوال الوقت حتى بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، وتخططين ليومك التالي، وتفكرين في أطفالك… حاولي الفصل بين المهام والتركيز على اللحظة الحالية فقط. التفكير في العمل وقت العمل سيساعدك للحصول على إنتاجية أكبر. والتركيز على أسرتك عندما تكونين معهم سيجعل أوقاتكم العائلية أسعد وأفضل.
١٠- حافظي على وقتك الخاص
لا تنسي نفسك. كيف يمكنك رعاية الآخرين إذا استزفتِ كل طاقتك؟ تحتاجين للوقت الكافي لإعادة شحن طاقتك، والحفاظ على صحتك العقلية والنفسية. لذلك، احرصي على إيجاد الوقت اللازم لممارسات للرعاية الذاتية مثل: القراءة، تمارين اليوجا، التأمل، الكتابة، الذهاب للجيم، مقابلة الأصدقاء.
في النهاية، تذكّري أنكِ تقومين بعمل رائع، وتقدمين قدوة جيدة لأطفالك. فأنتِ تبذلين قصارى جهدك لإسعاد عائلتك.
مصدر الصور: بنترست
