“أتعاطف معه”، غالبًا ما ترتبط هذه الجملة بموقف صعب يمر به أي شخص في محيطك الاجتماعي، فتجدي نفسك في حالة من التعاطف نحو ما يمر به. وقد يمتّد الأمر لمحاولاتك لمواساته، أو مساعدته. لكن، هل فكرتي في التعاطف مع شريكك؟ أو في تعاطف شريكك معك؟ ما أهمية التعاطف في العلاقات العاطفية؟ وهل هو ضروري لاستمرار العلاقة؟ يُعّد التعاطف من أهم المهارات الإنسانية التي نتسلّح بها في مواجهة صعوبات الحياة. ولأن أساس الحياة الصحيّة هو العلاقات، لنتعرّف معًا على تعريف التعاطف بشكل أعمق. وأين تكمن أهميته حين نتحدث عن العلاقات العاطفية تحديدًا؟
الهرشة السابعة: كيف تتخطين الخلافات مع شريكك بطريقة صحية؟
التعاطف: ما هو، وما أهميته في العلاقات العاطفية، وكيف تُطورينه مع شريكك داخل العلاقة؟
ما هو التعاطف؟
التعاطف هو القدرة على رؤية الأشياء من منظور شخص آخر والشعور بمشاعرهم. وقد يؤدي وضع نفسك في مكان شخص آخر إلى التصرف بتعاطف وفعل ما في وسعك لتحسين وضعه. من خلال القيام بذلك، يمكنك تقليل محنة الشخص الآخر وكذلك ضيقك من مروره بالمحنة. إذا كان يعاني زوجك من مشكلة بالعمل مثلًا، ستتعاطفين معه، وستحزنين لحزنه… ربما لا يكون بإمكانك حل المشكلة، ولكن على الأقل ستشعرينه بالراحة لقدرته على التنفيس عن مشاعره بأريحيه، وستتقبلين شعوره بالحزن. ولا يقتصر التعاطف فقط على المشاعر والحداث السلبية بالضرورة، فعندما تشعرين بفرحة الآخر وتفرحين لفرحه أو تضحكين معه… فهذا أيضًا امتداد إيجابي للتعاطف والقدرة على مشاركة الشعور مع الآخر.
أهمية التعاطف في العلاقات العاطفية
تخيلي علاقة عاطفية بلا تعاطف؟ سيسيطر عليها الجمود، ويدور كل واحد في فلكه الخاص غير عابيء بشريكه أو بمشاعره. التعاطف يُعمّق علاقتك بشريكك، ويجعلكم شريكين في الحلو والمُّر. التعاطف سيؤثر بشكل إيجابي على شعوركم بأنكم مسموعون ومُقدّرون من الطرف الآخر. وأساس العلاقات هو التفاهم والقدرة على التواصل بشكل فعّال. لذلك، فإن التعاطف يقّوي علاقتك بشريكك، ويُشعركم بالسعادة وجودة الحياة المشتركة بينكما.
كيف تُطورين التعاطف في علاقتك بشريكك؟
ممارسة التباطؤ
الهرشة السابعة: مشاكل الزواج بعد الإنجاب ليست مبالغة وهذا ما تحتاجه المرأة من زوجها
إذا كنتِ مشغولة جدًا في عملك وفي إنجاز المهام المنزلية، وشريكك مشغول جدًا في عمله ومُنغمس في توفير الاحتياجات اليومية للمنزل، فلن يلاحظ كلًا منكما احتياجات الآخر. وتتكرر هذه الملحوظة بشكل كبير في العلاقات حيث لا يدري كل طرف بما يحدث في حياة شريكه، ولا يدرك مشاعره الحالية. لذلك، يجب أن تكون ممارسة التباطؤ ضمن اتفاقكم معًا لتحسين جودة حياتكم المشتركة. اتركوا العمل في العمل، وقوموا بإنجاز مهام مشتركة معًا في المنزل، واتركوا الأجهزة المحمولة عند تناول الطعام، وأخيرًا، تحدثوا معًا قبل النوم عن أحداث يومكم ومشاعركم خلالها. بهذه الطريقة، ستتدربون معًا على ملاحظة مشاعر بعضكما البعض، وتطورّان الطريقة المناسبة للتفاعل معها بالتجربة.
ممارسة الاستماع الفعّال
كيف تتجنبين فقدان استقلاليتك بعد الزواج وماذا تفعلين إذا وقعتي في هذا الخطأ بالفعل؟
كم مرة اتهم أحدكما الآخر بأنه لا يسمعه؟ يمكن أن تسمعي شريكك وتقولين عبارات مثل: أفهمك، وأشعر بك، وأدرك سبب غضبك. لكنك في الحقيقة لا تشعرين حقًا بأي منهم. وهذا الشعور يصل للطرف الآخر حتى ولو لم تكن نواياكِ سيئة. والعكس صحيح تمامًا. لذلك، يجب أن تتدربا معًا على الاستماع الفعّال لتحقيق التواصل والدعم المطلوبين. ويقول المتخصصون أن تحقيق ذلك قد يتطلب شهورًا وسنوات لتحقيقه بالشكل المطلوب. ويجب أن يفهم الشريكين ذلك، ويعملا معًا نحو تحقيق التواصل والدعم المُرضيين لكليهما.
العمل على نفسك
ولإظهار الدعم، يجب أن يكون شعورك عن نفسك جيدًا. فإذا كانت لديكِ مشكلة في التعاطف مع مشاكلك الخاصة، أو تشعرين بالحزن، أو طاقتك النفسية محدودة… فكيف ستقدمين الدعم لشريكك؟
يجب أن يعمل كل طرف في العلاقة على نفسه بشكل خاص وحقيقي. وقد يتضمن العمل على نفسك بعض النشاطات مثل، ممارسة تمارين الاسترخاء واليوجا، والتحدث مع طبيب أو أخصائي نفسي، وتخصيص يوم للرعاية الذاتية، والانضمام لمجموعات الدعم…
ممارسة اليقظة والوعي الذاتي
تهدف اليقظة إلى الوعي والانتباه للحظة الحالية، مكانك، وما تشعرين به، وما يحدث من حولك. واليقظة تساعدك في أن تكوني أكثر تعاطفًا لأنكِ ستكونين مُتاحة عاطفيًا، وقادرة على إظهار الدعم. وقد تشمل اليقظة أشياء مثل: التعرف على العاطفة، وقبولها، وفهمها، ثم توصيل المشاعر بلُطف.
حل مشكلات الماضي
أشياء مثل: الألم العاطفي، والشعور بالظلم، والتعرُّض للأذى، والمرور بمحنة صعبة، قد تؤدي إلى العجز عن إظهار التعاطف مع الشريك. ويقول خبراء العلاقات أن أحد أهم الأسباب في العجز عن إظهار التعاطف يكمن في العجز عن تلّقي التعاطف من الشريك أيضًا. فهي دائرة مغلقة، يجب أن تُظهر تعاطفك حتى تتلقّاه، ولن تتلقّاه إذا شعر شريكك بعجزك عن منحه. وإذا شعر أي منكما بأن الأمر لم يعد يستحق، فأنتم هنا في حاجة للرجوع إلى متخصص إذا فشلت المحاولات التي تعملون عليها معًا.
مصدر الصور: بنترست