إذا كُنتِ في علاقة عاطفية تطوّرت مع الوقت إلى الخطبة والزواج.. فبالطبع اختبرتي الحماسة الشديدة المُصاحبة لبناء حياة جديدة يصبح فيها حبيبك هو شريكك في المنزل، وشريكك في كل قرارات حياتك في هذه الفترة. تركيزك بالكامل يتمحور حول بناء أساس قوي للعلاقة، والتأكد أن كل شيء في مساره الصحيح. ولكن مع الوقت ومع استقرار العلاقة نوعًا ما، تقع الكثيرات في خطأ شائع، وهو فُقدان شخصيتها المُستقلة داخل علاقة الزواج. منهم من تُلاحظها بسهولة وتبدأ في تدارك الأخطاء والعودة إلى بناء شخصيتها داخل وخارج الزواج معًا، ومنهم من تسهو عن تحديد الخط الفاصل بين الشخصيتين وتكتشف متأخرًا أن شخصيتها تلاشت داخل كيان أكبر اسمه الأسرة وتتفاجأ بأنها خسرت استقلاليتها بالفعل وأصبح استرجاعها مرة اخرى تحديًا كبيرًا، لأنها لم تؤسس لها منذ بداية العلاقة، وأصبحت "زوجة" فقط، أو أصبحت حياتها تدور بشكل أو بآخر حول الطرف الآخر، أو حول كيان الأسرة ككل.
١٢ شيء افعليه مع شريكك في بداية العلاقة لتقربة المسافة بينكم
إليكِ بعض النصائح لتفادي الوقوع في خطأ فقدان استقلايتك داخل الزواج، وماذا تفعلين إذا كًنتِ قد وقعتي في الخطأ بالفعل؟
اعرفي أولًا لماذا عليكِ المحافظة على استقلاليتك
مصدر الصورة: موقع بنترست
على الرغم من أن أساس العلاقات القوية هو الشراكة، إلا أنّها إذا طغت على فردانية كل شخص في العلاقة، تُدمرها. عليكِ الحفاظ على وعيك بذاتك وشخصيتك لتستطيعي التحكُّم في خياراتك داخل وخارج العلاقة. فالاستقلالية تُساعدك على تطوير نفسك، وبالتالي، القدرة على العطاء وتطوير علاقة الشراكة بينك وبين زوجك بوعي. أنتِ هنا تعرفين مكانك وقدرتك، وبالتالي تُقدرين الجهد المبذول سواء منك، أو من الطرف الآخر، وهو ما يُساعد على الاستثمار في علاقة طويلة الأمد.
اهتمامك بنفسك أولوية
إذا كان لديكِ المساحة الكافية للاعتناء بنفسك وتدليلها، ستتجدّد طاقتك باستمرار وتسمح لكِ بالاعتناء بمن حولك. بالنظر حولك، ستجدين على الأقل واحدة من أصدقائك أو معارفك لا تهتّم بنفسها، وتدور كل حياتها واهتماماتها حول البيت والأسرة، وبالتدريج فقدت القدرة على العطاء، أو أصبحت تؤدي واجباتها فقط من أجل الروتين وليس بحُب. لا تُريدي أن تكوني مثلها مع مرور الوقت، لذلك يجب أن تعطي أولوية لاهتمامك بنفسك كما تفعلي مع الآخرين.
لستِ زوجة فقط
عودي بذاكرتك إلى الخلف، وتذكري كيف كُنتِ قبل الانخراط في علاقتك الحالية. كُنتِ صديقة، وابنه، وفرد مؤثر في المجتمع.. الزواج لا يعني التخلّي عن كل الأدوار، بل هو دور إضافي لشخصيتك الموجودة بالفعل. طوّري نفسك ومهاراتك لتعطي زواجك حقه، ولكن لا تنسي حق الآخرين في وجودك أيضًا من أجلهم.
الخوف من الالتزام العاطفي... أعراضه وأسبابه وطرق التعامل معه
الحدود الشخصية مهمة لاستقلالك
التواصل مع شريكك ومعرفة الحدود الخاصة بكل منكما تُعزّز قوة العلاقة. وضع الحدود شكل من أشكال الاستقلال، ونقل الاحتياجات للطرف الآخر.. مثلًا إذا كُنتِ تحبين شُرب قهوتك صباحًا في هدوء ولحظة تواصل مع نفسك، فإنكِ تضعين حدًا للتواصل في هذه النقطة من اليوم. وكلما احترم شريكك اللحظة، كلما كانت قدرتك على التواصل الجيّد معه أفضل لأنه يًقدّر أيضًا احتياجك لوقتك الخاص. يتحقق التوازن ويشعر كلًا منكما بالرضا، لأن العلاقة المشتركة لم تؤثر سلبًا على احتياجاته حتى ولو كانت بسيطة.
حددي أهدافك الشخصية
مصدر الصورة: موقع بنترست
كما نفعل في بداية كل عام، اكتبي أهدافك بانتظام ثم أعيدي تقييمها بعد فترة. قيّمي الصعوبات التي تواجهك لتحقيق الأهداف الشخصية لكِ خارج الزواج، وتأكدي من وجود مساحة كافية لنفسك لمنحك الحرية في تحقيق أهدافك دون عائق. الهدف الشخصي قد يكون استكمال دراسة معينة، أو البدء في تعلّم هواية جديدة، أو الترّقي في وظيفتك.
حددي أهداف علاقتك بشريكك
كما حددتّي أهدافك الشخصية، حدّدي أيضًا أهداف مشتركة مع زوجك. للحصول على زواج ناجح، يجب أن نجتهد معًا نحو هدف واضح.. قد يكون الهدف بعيد المدى مثل تأسيس أسرة مترابطة، أو الترتيب لخطة التقاعد مثلًا. وقد يكون هدف قصير المدى، كالسفر معًا لدولة معينة، أو الترتيب لخروجة معينة، أو تقديم الدعم في شيء معين سيقوم به الطرف الاخر وهكذا..
تنبّهي لعلامات الخطر “Red Flags”
قد تكون علاقتك بشريكك مثالية، ولكن في وقت معين إذا لم تنتبهي لعلامات الخطر أو أي تغيُّرات سلبية في روتين حياتكم، من الممكن أن تخسري العلاقة ككل. التوقف والملاحظة شيء ضروري في أي علاقة لأنه يسمح لكِ بتقييم الأضرار وإصلاحها قبل فوات الأوان. إذا اكتشفتي نمط معين لسلوك سلبي بدأ في الظهور، يجب أن تتوقّفي فورًا وتتواصلي مع شريكك للنظر في أسباب حدوثه أولًا، ثم كيفية معالجته ثانيًا.
أشياء تفعليها للحصول على وقتك الخاص خارج الزواج
الفرق بين "البريك" والانفصال في العلاقة العاطفية؟
مصدر الصورة: موقع بنترست
سواء كُنتِ محافظة على استقلاليتك أو اكتشفتي فجأة حاجتك لإعادة التواصل مع نفسك، وفصل شخصيتك عن الأسرة. اتبّعي هذه الخطوات لحياة أكثر استقلالًا واستقرارًا..
اكتشفي هواياتك
حتى ولو لم يكن لكِ هوايات سابقة، أعيدي اكتشاف نفسك واشتركي في أي نشاط فني أو إبداعي أو حاولي تعلُّم مهارة جديدة كالرسم أو التطريز أو السباحة أو أي شيء قد يخطر على بالك. ابدأي فقط وستتعجبين من شخصيتك الجديدة وأين تأخذك رحلة الاستكشاف.
حددي وقت يومي لنفسك
خصّصي ولو ساعة واحدة يوميًا لكِ. اصنعي روتين خاص بكِ داخل المنزل، قد يكون قراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم، أو الاعتناء ببشرتك، او أي شيء تريدينه.. المهم أن يكون هذا الوقت ثابت وتتمسّكي بحقك في وجوده.
تواصلي مع أصدقائك
لا تهملي أصدقائك وسط انشغالك ببيتك وأسرتك. تواصلي معهم تليفونيًا أو من خلال مواقع التواصل. وخصّصي وقت منتظم للخروج معهم ومقابلتهم لتجديد الصداقة ومنحها الوقت اللازم لتبقى قوية ومتينة.
سافري وحدك
بعد الزواج، تصبح كل خطط السفر محصورة على السفر مع الزوج. حاولى ألا تقعي في هذا الفخ وخططي لسفر خاص بكِ وحدك سواء مع نفسك أو مع أصدقائك.
قولي رأيك بصوت عالي
لتجنّب المشكلات أو اختلاف وجهات النظر، أحيانًا تظن بعض السيدات أن تنفيذ رأي الطرف الآخر سيخلصها من النقاشات الطويلة غير المُجدية. حتى لو لن يؤثر عليكِ القرار بشكل مباشر، احرصي على الإدلاء برأيك الخاص وقوله بصوت مرتفع حتى ولو لم يأخذ به شريكك. فعدم الإدلاء برأيك يُعطي الطرف الاخر انطباعات خاطئة عن شخصيتك وقد تتفاجئين مع الوقت بأن شريكك لا يفهمك. في الواقع، أنتِ السبب في وصول فكرة خاطئة عن نفسك بسبب صمتك وإخفاء رأيك الحقيقي.
وأخيرًا..
مصدر الصورة: موقع بنترست
تذكّري دائمًا أن استقلاليتك وقضاء وقت منفصل عن شريكك، ستسمح لكما بمشاركة أخبار وأحداث أكثر. ستكتشفين جوانب جديدة لشخصيتك وشخصيته كلما تنوّعت تجارب كُلًا منكما على حده.. وستمنعين الملل من التسلل إلى حياتكما معًا لأن هناك دائمًا تجارب جديدة لتتحدثوا عنها وتتشاركوا الآراء فيها.
مصدر الصورة الرئيسية: موقع بنترست