حكاوي فستاني هي أحدث سلسلة مقالات نتحدث فيها عن مواضيع هامة وحقيقية لا يسلط الضوء عليها بقدر كاف. هذه المواضيع تتحدث فيها كل فتيات فريق فستاني من وجهة نظرها وحياتها.
مع نهاية عام 2019 وبداية 2020، كنت أريد تذكر أبرز الأحداث التي مررت بها على مدار هذا العام. فوجدت الكثير من الأحداث الجيدة والصعبة التي جعلتني أتعلم كثيرًا. ولكن كان أكثر ما هو ملفت لنظري أنني فقدت هذا العام عدد كبير من أصدقائي وبالأخص المقربين سواء من الشباب أو البنات.
هناك العديد من الأسباب وراء فقدان أغلب الأصدقاء سواء أخطاء قاموا بارتكابها أو أشياء فعلتها أنا أيضًا، ولكن الخطأ الذي ألوم نفسي عليه هو مبالغتي في الاهتمام بهم، فجعلني أضعهم في مرتبة عالية أكبر مما يستحقوها. أما من جهتهم فكانوا يتعاملون معي بطريقة الصديقة المقربة فكيف أعرف مكانتي لديهم وهم يقوموا بالتعامل معي بشكل جيد وإبعادي عنهم في أوقات أخرى.
وبرغم أنني كنت أشعر بالحزن عند فقدان أحد الأصدقاء، وأنه لم يصبح لدي عدد كبير من الأصدقاء. ولكن بعد تفكير طويل وجدت أن خسارة الأصدقاء في بعض الأحيان هي مكسب. فكيف لي أن أعتمد على أحد الأصدقاء وعند احتياجي له لا يقوم بمساعدتي أو حتى الوقوف بجانبي في وقت الأزمات الصعبة التي مررت بها على مدار هذا العام. وفي النهاية يأتي ليقول أنا صديقك/صديقتك المقرب.
الخوف من الصداقات الجديدة
في مرحلة ما من هذا العام كان تتكرر بذهني هذه المقولة التي قالتها لي إحدى صديقاتي من قبل "إحنا فترات في حياة بعض". كيف أقوم بعمل صداقات جديدة وأنا لم أعرف أن علاقتي بأصدقائي التي استمرت لـ ٦ و ٨ سنوات لم تكن صحيحة؟ هل نحن بالفعل نقضي بعض السنوات الجميلة ونصنع الذكريات ثم نختفي من حياة أصدقائنا؟
تعلمت كثيرًا في علاقاتي بأصدقائي بعام 2019
وهنا تعلمت وبدأت بالإبتعاد خلال الأشهر القليلة الماضية عن الكثير من الأشخاص، الذين لا أشعر بالراحة معهم أو أنني لست على طبيعتي معهم. وكنت اتسائل دائمًا فلماذا أفعل هذا بنفسي؟ فوجود الأصدقاء بحياتنا من أجل الشعور بالراحة والاطمئنان ومحاولة التخفيف عن الأعباء التي تواجه كل شخص بحياته، وليس من أجل أن يصبح الصديق هو عبئ عليك. وهذا ما أصبحت أتحدث عنه لكل صديقاتي المقربات حاليًا فأقول دائمًا "توقفي عن الوجود في علاقة صداقة لا تشعرين بالراحة فيها".
وبرغم أنني ظللت فترة طويلة كلما تحدثت عن الأشخاص الذين لم يعدوا أصدقائي مثل السابق أن أقول "لقد فقدت صداقتي بفلانة"، ولكن بعد أن تعلمت معني الصداقة وعرفت حينها أنني كسبت نفسي وراحة بالي.
ومع نهاية هذا العام وجدت أنني لست بحاجة لمصادقة عدد كبير من الأشخاص كي يكون لدي عدد كبير منهم، فيكفيني ٣ أو ٤ من الأصدقاء المقربين الذين ألجأ إليهم في وقت الأزمات والمشاكل. فوجود الأصدقاء لا يتم حسابه بالعدد بل بتواجدهم بجانبك وقت الأزمات. فإن كان ليس لديك صديقة بهذا الوصف قومي بعمل إعادة تقييم لمن هم في حياتك الآن، قبل مواجهة مشكلة ضخمة ولا تجدي أي شخص بجانبك.
ومع اقتراب بداية 2020 أصبحت أرى أن نظرتي للأمور قد تغيرت، وهي إحدى العلامات التي تشير أنني نضجت. بعد مواجهة الكثير من الصعوبات والمشاكل هذا العام، التي جعلتني أتعلم من هم الأصدقاء الحقيقيون الذين سوف يستمروا معي حين أصل لمرحلة الـ ٣٠ من عمري.
تابعوا #حكاوي_فستاني لأحدث المقالات ولترك اقتراحاتكم...
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام @withloveleena