كما تعلمون نحن في فستاني نحرص دوماً على أن نكون برفقتكم نشارككم أفكارنا ومشاعرنا ونتحدث معكم عن كل ما يدور بخاطرنا. وفي الحقيقة لم يكن بمقدورنا ألا نشارككم بما نشعر به خلال هذه الأيام، بعدما خضعنا جميعاً للعزل الذاتي في منازلنا للوقاية من انتشار فيروس كورونا Covid-19، وبلا شك نأمل أن تفعلوا أيضاً الأمر ذاته، حرصاً على سلامتكم.
في الحقيقة، لم يكن قرار العزل الذاتي سهلاً علينا، ففي لحظة تغير روتين حياتنا وأصبحنا نقضي يومنا كله بين جدران بيوتنا. نعمل من منازلنا نتواصل عبر تطبيقات الهواتف التي توفر لنا ذلك، نعقد اجتماعتنا أون لاين. ولكن في إحدى نقاشتنا اليومية، وجدنا أن لدى كل منا مشاعر إيجابية تجاه العزل الذاتي، وأنه رغم من انزعاجنا إلا أنه هناك جانباً مشرقاً، وهو ما قررنا أن نخبركم به اليوم من واقع تجربة كلاً منا...
الجانب الإيجابي للعزل الذاتي من وجهة نظر فريق فستاني
الاهتمام بالصحة من فوائد العزل الذاتي
"العزل الذاتي جعلني أهتم بصحتي"... بهذه الكلمات بدأت "مي" حديثها عن هذه الفترة. وتابعت "الإلتزام في المنزل وعدم الخروج بالتأكيد كان أمر حتمي للوقاية من فيروس كورونا. ورغم أنني لست من الشخصيات التي تفضل الجلوس في المنزل لفترة طويلة خاصة وأن هذا الأمر عادة ما يصيبني بالاكتئاب، لكنني وجدت الكثير من الإيجابيات التي جعلتني أنظر له بشكل مختلف. فمثلاً، في الأيام القليلة الماضية بدأت أهتم بتناول الأطعمة الصحية وجميع الأدوية في مواعيدها، بل بدأت في ممارسة الرياضة في المنزل. فطوال الفترة الماضية كنت منشغلة إما بالعمل أو الاهتمام بصحة والدتي ووالدي التي أتعامل معهما على إنها شيء مهم يأتي في المقام الأول قبل صحتي الشخصية. ولكن عرفت في الأيام القليلة الماضية أن الصحة هبة من الله لا يمكن استبدالها."
تقدير قيمة الأشياء والنعم في حياتنا
أما "سارة" فكانت رؤيتها للعزل الذاتي مختلفة، فتقول "أعتقد أن فترة العزل الذاتي جعلتني أقدر قيمة كل شيء بدءاً من حرية الحركة إلى النعم التي منحها الله لنا. فلم يكن هناك وقت لندرك القيمة الحقيقة لهذه الأشياء، فنحن نذهب ونأتي، نتسوق ونتنزه وكنا نراها أموراً طبيعية، وفجأة أدركنا أنه من الممكن أن نحرم منها في لحظة. ليس هذا فقط بل قيمة الأهل، فأنا أخشى على والداي من النزول حتى لا تصيبهم العدوى، وأخشى من زيارة شقيقتي خوفاً على سلامتها" وتتابع "أعتقد أن العزل الذاتي فادني كثيراً في توفير المال، حتى أنني توقفت عن طلب الطعام أو القهوة دليفري وأصبحت أقوم بإعدادهم في المنزل". وتواصل سارة حديثها "أما بالنسبة للرياضة فقد بدأت بالفعل بتعلم اليوجا في المنزل، فقمت بتحميل إحدى التطبيقات وارتديت ملابس الجيم الذي كنت دفعت اشتراكه ولم أذهب إليه نظراً لهذه الظروف."
إليك تطبيقات الهواتف التي تساعدك في ممارسة الرياضة وتعلم اليوجا بالمنزل>>
العزل الذاتي تجربة كان لابد من خوضها
ترى "جاسمين" أن العزل الذاتي بمثابة تجربة كان لابد من خوضها لنكتشف الكثير من الأمور، فتقول "أدركت في هذه الفترة أننا كبشر قادرين على أن نتكيف مع أي وضع مهما كان. فمثلاً، حتى نقتل الملل بدأنا بتعلم مهارات جديدة، ومشاهدة أفلام ومسلسلات لم يكن هناك وقت لها في السابق ونمارس الرياضة، بل أن اليوم أصبح ينتهي مع وجود خطط أخرى لم ننتهي منها. حتى في العمل، تكيفنا مع الأمر وأصبحنا نخلق لنفسنا عالم جديد، فبدلاً من أن نشعر بالوحدة، أصبحنا أكثر التزاماً بل أعتقد أننا نتحدث ونتناقش أكثر مما كنا نفعل عندما كنا في مكان واحد. بالطبع اشتقنا لرؤية وجوه بعضنا، ولكننا تكيفنا" وتتابع "ما أعنيه أن هذه التجربة هي درس قوي، لندرك أننا إذا أردنا شيئاً، سنفعله."
العزل الذاتي جعلنا ندرك قيمة الأصدقاء
"لن أكذب، لم يكن الأمر سهلاً وبدأت أشعر بالغضب والحزن الشديد. أعلم أنكم تقدرون الصدق لأنكم لن تكونوا في أحسن حال إذا شعرتم أنكم الأشخاص الوحيدون المنزعجون في العالم. أنا لست سعيدة أيضًا، ولكن يجب أن نذكر أنفسنا بأي شي إيجابي"... هكذا بدأت فريدة حديثها. فتقول "أري نفسي دائمًا إنني "جدة" لأنني أحب البقاء في المنزل والاسترخاء وقضاء الوقت في عمل ماسكات الوجه، لذا عندما اكتشفت أنني سأفعل هذا كل يوم، كانت على وجهي ابتسامة كبيرة. ولكن لأكون صريحة تماماً، فبالنسبة لي، كان أفضل شيء في العزل الذاتي هو مشاهدة جميع المسلسلات التي كنت أرغب في رؤيتها! شيء آخر هو أن هذا العزل الذاتي، جعلني أدرك كم أحب أصدقائي وكم أنا بحاجة إليهم أسبوعيًا. فنحن نأخذ الوقت الذي نقضيه مع الأصدقاء كأمر مسلم به. ولكني تعلمت الدرس جيدا. كما جعلني أعيد التواصل مع خطيبي، لقد نسينا مهمة البحث عن شقة وكل ما يخص أمور الزفاف بل أصبحنا نتواصل عبر تطبيق FaceTime كلما رغبنا في رؤية بعضنا."
العزل الذاتي جعلني أكثر هدوءًا
"كنت أعرف أن النزول للشارع له ضغوط ولكني لم أدرك أن تأثيره عليّ كان لهذه الدرجة" هذا ما اكتشفته نانسي بعد أن قضت بضع أيام في العزل الذاتي. وأكملت حديثها لتقول "بعد المكوث في المنزل أكثر من يومين أو ثلاث وجدت أنني أصبحت أقل عصبية عن المعتاد! نعم، فلا أشعر بالضغط المستمر كلما حدث شيئًا يضايقني، كما كان يحدث في الأسابيع والشهور الماضية. أدركت أن النزول إلى الشارع والقيادة وسط شوارع القاهرة المزدحمة وسماع الضوضاء من نوافذ المكتب ثم القيام بمشاوير عديدة حتى أعود منهكة نهاية اليوم كان يستنذف مني هدوئي وطاقتي. فمع كل يوم أقضيه في المنزل، أجد نفسي أعود لطبيعتي الهادئة التي تتعامل مع الأمور ببساطة بدلًا من إحساس العصبية والضغط الذي كان يلازمني أغلب ساعات اليوم."
مصدر الصورة الرئيسية: انستجرام @mypetite_frenchie