Zynah.me

هل من الممكن أن تغار الأم أو الأب من أبنائهم؟ كيف نكتشف ذلك وطريقة التعامل معه

Author جاسمين كمال
هل من الممكن أن تغار الأم أو الأب من أبنائهم؟ كيف نكتشف ذلك وطريقة التعامل معه
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
1
Wow
0

عندما نتحدث عن علاقة تخص الأهل، نعلم أنه موضوع حساس للكثيرين, فأغلبنا تربى على مقولة أنه “لن يحبك أحد أكثر من أهلك”، ما جعلنا في كثير من الأحيان نخشى أن نروي معاناتنا وآلامنا تجاه ما يفعله أهلنا في بعض الأحيان، لأننا نعلم أن حديثنا سيُقابل بالرفض وربما التعنيف والاتهام بأننا لا نقدر قيمة أهلنا وما يفعلوه معنا. ولكن لحظة! الحقيقة أنه لا يوجد أحد منزه عن الأخطاء، فجميعنا مهما كان عمرنا، ومهما كان دورنا في حياة بعضنا نرتكب أخطاء منها البسيط ومنها الكبير، وهذا ينطبق على الأهل أيضًا. وفيما سبق تحدثنا عن الأهل “التوكسيك” وكيف يمكن اكتشافهم والتعامل معهم، ويمكنك معرفة المزيد عن هذا الأمر من هنا>> ولكن اليوم يراودني سؤال آخر، هل من الممكن أن تغار الأم من ابنتها أو يغار الأب من ابنه، هل بالأساس يمكن أن يغار الأهل من أبنائهم؟ لحظة! لا تتسرعي في الحكم وتقولي بالتأكيد لا فالأهل هم الوحيدين الذين يريدونك أفضل منهم، لأننا ببساطة سنكتشف الإجابة سويًا بالأسفل…

"الشخص الكفء والواثق من نفسه غير قادر على الغيرة من أي شيء. الغيرة هي دائمًا أحد أعراض انعدام الأمان والثقة"."روبرت أ.هاينلاين

في إحدى مشاهد مسلسل “عملة نادرة” ضمن مسلسلات رمضان 2023، والذي أعتبره مشهد لن يتكرر كثيرًا في الدراماـ تقف النجمة فريدة سيف النصر أمام ابنتها في المسلسل ندى موسى، التي أصبحت طبيبة ومتفوقة لها شخصيتها القوية، وتبدأ في مصارحتها عن السبب الذي يجعلها تنتقدها طوال الوقت وتتعامل معها بجفاء، وتخبرها أنها تحبها وفخورة وسعيدة بنجاحها ولكن في بعض الأحيان تشعر بالغيرة منها! لأنها كبرت وحققت ما كانت تحلم به، في حين أنها (الأم) حرمت من تحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة رغم تفوقها في صغرها بالمدرسة، إلا أن أهلها اكتفوا بتعليمها لمرحلة معينة وقاموا بتزويجها في سن صغير، لتضيع معها أحلامها.

قد لا يتعدى هذا المشهد الثلاث دقائق، ولكنه كان كفيل في أن يجعلني أقف أمامه وأفكر فيما أشعر به، فمن جهة أشعر بالغضب من غيرة الأم من ابنتها والجهة الأخرى أشعر بتعاطف شديد مع الأم التي حُرمت من أبسط حقوقها ولم يعد لأحلامها مكان، لتنجرف مع التيار دون أي مقاومة! هنا أدركت أنه بالفعل يمكن أن يغار الأهل من أبنائهم، وأن القصص التي ترويها النساء على جروبات الفيس بوك ليست مبالغة أو مفتعلة، فعندما تحكي فتاة ان والدتها تغار منها، تُقابل قصتها بهجوم ورفض عنيف، ولكن لا أحد يفكر في أن الأم والأب هم أيضًا بشر لهم نقاط قوة ونقاط ضعف، لهم أزماتهم ومشاكلهم النفسية وخيباتهم وشكوكهم تجاه أنفسهم وقدارتهم وكلها أشياء يمكن أن تؤثر على كل شيء بدءًا من مشاعرهم وحتى تصرفاتهم…

"إلغاء الرفاهيات ليس حلًا"... طبيبة نفسية تحدثنا عن التعامل مع الضغط العصبي وغلاء الأسعار

لذا إذا كنت مازلت تتسائلين الآن، هل يمكن أن يغار الأهل من أبنائهم؟ فالإجابة هي نعم! 

ولكن تذكري هذه ليست رخصة لتصدري الأحكام عليهم! فمعرفتك بأن أحد والديك يغار منك، يتطلب منك بالوقت ذاته قدر كبير من التفهم، والاعتراف بأنهم في الأساس وقبل أن يكونوا والديك، هم “بشر”. وأن علاقتنا بوالدينا ليست كباقي العلاقات التي يمكن أن ننهيها بين يوم وليلة إذا كانت مؤذية، ولكن علاقتنا بأهلنا تتطلب منا تقبلهم، ثم التفكير في الطريقة التي ستجعل الأمور بيننا تتحسن. ولكن قبل كل ذلك، يبقى سؤال يطرح نفسه حاليًا، وهو….

كيف أعرف أن أحد الوالدين يغار مني؟

بحسب الأطباء والمتخصصين النفسيين، فإن أصعب شيء يمكن أن يقوم به الابن/ الابنة هو اكتشاف المشاكل والأزمات النفسية لدى والديهم، لأنهم في الأساس يمثلون لهم القدوة والمثالية في كل شيء، ما يجعلهم يواجهون صعوبة في اكتشاف أن الأحد الأبوين توكسيك، أو أن أحدهم يغار وهكذا… ومنعًا للحيرة فقد وضع المتخصصين بعض العلامات الإرشادية التي إذا وجدت في علاقتك بوالديك، فتكون بمثابة إشارة حمراء تدل على وجود الغيرة…

١- هل والديك يتحدثون عنك بطريقة سيئة؟

يقول المتخصصين أنه في أحيان كثيرة يتعمد الوالدين أو أحدهما إظهار الجانب السيء في شخصية أبنائهم أمام الناس، وحتى أنهم في بعض الأحيان يقولون أشياء غير حقيقية، ويضعونك في مقارنة معهم عندما كانوا في مثل عمرك، وكأنهم يريدون أن يثبتوا لك أنهم الأفضل وأنهم متفوقون عليك.

٢- المبالغة وردود الفعل العنيفة

ماذا يحدث عندما تذهبي لوالدتك وتخبريها أنك تواجهك مشكلة في شيء ما، هل تبدأ في سرد حلول لتجاوز المشكلة، أم أن رد فعلها يكون مبالغ فيه وتبدأ بلومك وتأنيبك واتهامك بالفشل وأنك غير قادرة على فعل شيء بدونها؟! هل فكرت يومًا في التحدث مع والدك عن أشياء أو تصرفات تغضبك منه وتشعرك بالألم؟ ماذا حدث؟ هل تقبل ذلك أم أنه أنهال عليه بالصريخ وبأنك غير مقدرة لوجوده في حياتك، وأنه وفي مثل عمرك لم يكن قادرًا على أن يخبر والده مثل هذه الأشياء.

٣- التقليل من نجاحك

حصلت على درجة عالية.. تفوقت بالجامعة.. حصلت على وظيفة أحلامك ترقيت بمكان عملك؟ كيف سيكون رد فعلك والديك على مثل هذه الأخبار السعيدة؟ هل يقابلونك بالترحاب والسعادة أم أنهم يكتفون بمباركتك وينصرفون لحياتهم؟ هل يمدحون بنجاحك وتفوقك أم يتعاملون معه على أنه شيء عادي؟ هل يبدأون بمقارنتك بأقاربك أو أصدقائك الأكثر تفوقًا؟

لماذا النساء هن ضحايا الميديا بمختلف أشكالها؟

٤- إفساد علاقتك بشريكك أو بأصدقائك

قد يكون ما أخبرك به الآن ليس مفاجئًا وصادفتيه كثيرًا في الجروبات النسائية على مواقع التواصل الاجتماعي… هل وقعت في حب أحدهم ويفعل المستحيل من أجل إسعادك أو أن زوجك يجلب لك كل شيء وأي شيء تريدينه؟ إذا كانت إجابتك نعم، فهنيئًا لك! ولكن ماذا عن والدتك؟ هل تنتقد شريكك طوال الوقت وتسلط الضوء على أشياء قد تفسد العلاقة بينكما، هل تختلق مشاكل من اللاشيء أم أنها تدعي لكما بحياة سعيدة وهنيئة؟! الأمر نفسه بالنسبة لأصدقائك، تثقين بهم ويثقون بك، ولم يصدر منهم أي شيء تجاهك ومع ذلك والدتك تثير شكوكك تجاههم طوال الوقت وتخبرك بأنهم سيئين رغم أنها لم ترى منهم أي شيء سيء!

٥- التنافس

إذا كنت في مرحلة الشباب وأحد الوالدين في سن الخمسينات، وكنت مهتمة بنفسك وبمظهرك فهذا من الطبيعي أنه شيء يسعد أي أهل، ولكن في حالة غيرة الوالدين، فهنا الأمر يتحول لمنافسة, ستلاحظين أن والدتك بدأت تشتري ملابس لا تناسبها أو أنها حتى تريد ارتداء ملابسك غير المناسبة لها أو لقياسها، أو أن والدك مثلًا بدأ يعتمد ستايلات شعر لا تناسب مكانته وملابس لا تناسب ستايله. فالغيرة هنا تكون نابعة من خوفهم من تقدم العمر، ورغبتهم الشديدة في أن يكونوا في مثل سنك.

٦- العالم يدور حولهم فقط

للأسف عندما تسيطر الغيرة على أحد الوالدين فهي تجعله يعتقد أن العالم يدور حوله فقط، فمثلًا ربما تجدي والدتك طوال الوقت تتحدث عن نفسها ولا تسألك عن حالك أو يومك، وإذا حاولت التحدث تتجاهل حديثك وتكمل حديثها. ربما تجدي والدك يتجاهل احتياجاتك أنت أو أشقائك مقابل احتياجاته هو.

والآن، إذا قرأت هذه العلامات بتركيز مرة أخرى، ستدركين أن غيرة الوالدين نابعة في الأساس من بعض المخاوف ومشاكل انعدام الثقة، والحرمان الذي ربما تعرضوا له في الماضي. ولا يمكننا أن نلومهم على أنهم لم يتجاوزوا هذه الأشياء ولم يعملوا على إصلاحها. لأنه ببساطة ربما توفرت لنا نحن الفرصة اليوم في أن ندرك أهمية الصحة النفسية، وهذه الفرصة لم تكن متوافرة أمامهم في الماضي.

إذا، كيف أتصرف مع غيرة الوالدين من أبنائهم؟

١- ابحثي وراء الأسباب

لا يوجد شخص سيء في المطلق، فما بالك بوالديك. ابحثي وراء الأسباب التي جعلتهم يشعرون بالغيرة تجاهك. اعرفي أكثر عنهم، عن حياتهم عن الصعاب التي مروا بها، فربما تساعدك كل هذه الأشياء على فهم الصورة كاملة، وبناء عليه سيكون تصرفك أكثر حكمة وربما تشعرين بالتعاطف تجاه ما مروا به، وسيكون هذا الشعور هو ما يجعلك أهدأ وأكثر تفهمًا. الأهم، هو أن هذه الفترة تحتاج منك بعض التمهل، وعدم الضغط عليهما، فربما لا يريد أحدهما أن يتحدث عن بعض الأمور وله بالطبع الحرية الكاملة في ذلك.

كيف يجبر المجتمع ضحايا الاغتصاب وجرائم العنف الجنسي على الحياة المزدوجة؟

٢- تجنبي الصراع 

الأم أو الأب الغيور، يخلق صراعات في أي وقت، لأنه بداخله صراع أكبر يريد أن يعبر عنه، لذا مواجهتك لهذه الصراعات أو حتى إشعال فتيلها، لن يفيدك بالمرة، بل سيكون أكثر ضررًا. لذا مرة أخرى تجنبي هذه الصراعات قدر الإمكان.

٣- تحدثي معهم (إذا كانوا مستعدين)

مرة أخرى الوالدين هم بشر في الأساس تدور بداخلهم صراعات عديدة، وغيرتهم منك ليست دليلًا على أنهم لا يحبونك، بل العكس فهي دليل على أنهن يعانون من الداخل. لذا إذا شعرت أن والدتك/ والدك مستعد للحديث استغلي هذه الفرصة. اخبريهم كم تحبيهم وكم أنتي فخورة بهم ومحظوظة بأنهم والديك، ثم انتقلي بالحديث عن الجزء الذي يزعجك منهم وحدثيهم عن شعورك، احرصي على أن يكون صوتك هادئ، وألا تصدري أية أحكام عليهم، إذا وجدتي تقبل منهم للكلام استمري، وإذا شعرت أن الأجواء بدأت في التوتر فانهي الحديث بهدوء وعاودي المحاولة في وقت آخر. كوني واثقة أن كل شيء قابل للتغيير وقابل على أن يصبح أفضل، المهم المحاولة.

٤- احذري التلاعب العقلي

من قال أن التلاعب العقلي يكون في العلاقات العاطفية فقط بل يمكن أيضًا أن يكون من الوالدين. ببساطة يكون من الصعب على الأم/ الأب الغيور أن يعترف بذلك سواء لك أو حتى لنفسه، ويستمر في إنكار أن هناك شيء خطأ، لذا عندما تواجهينه بمشاعرك يمكن ببساطة أن يلقي اللوم عليك ويتهمك بأنك السبب، وبأنك لا تقدرين قيمة وجود والدين في حياتك. هذه الاتهامات قد تجعلك بشكل غير واعي تفكرين بأنك بالفعل السبب وتبنين معتقدات وأحكام سيئة عن نفسك لا أساس لها من الصحة.

٥- ضعي حدود لنفسك

لا عيب في أن نحمي أنفسنا وصحتنا النفسية في أن نضع بعض الحدود حتى وغن كان مع أهلنا. فمثلًا، هل قضاءك لوضت طويل أمامهم يعرضك لانتقادات كثيرة منهم؟ إذًا، خففي من المدة الطويل التي تجلسين فيها برفقتهم، اقضيها بغرفتك، مع أصدقائك في الجيم. هل مشاركتك لهم بأخبارك الجيدة، يضعك في مواجهة الغيرة بشكل مباشر؟ إذاًا، لا داعي لإخبارهم كل أخبارك الجيدة، اخبريهم فقط عندما تكوني مستعدة، وهكذا.

أخيرًا، الغيرة هي بحد ذاتها من الأعراض السامة في العلاقات، يمكن أن يتوافر لدى الأهمل التوكسيك أكثر من علامة سامة ومن بينها الغيرة، ويمكن أن يقتصر الأمر على الغيرة فقط. ولكن بأي حال من الأحوال فنحن بحاجة لاحتضان أنفسنا وتقبل أهلنا وتنمية مهاراتنا في التعامل مع هذه الأمور ونتعلم جيدًا كيف يمكننا ان نخلق حدود تحمينا.

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
1
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

جاسمين كمال

جاسمين كمال

كانت ومازالت الكتابة هي وسيلتي الوحيدة للتعبير عن نفسي وأحلامي وآلامي.. في سن صغير اكتشفت بداخلي حبًا عميقًا للكلمات المكتوبة، ولم أرغب أبدًا في حصر نفسي بالكتابة في مجال معين، فلدي شغفي بمختلف الأشيا...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

إقرأي ايضا

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة