Zynah.me

أولمبياد باريس 2024: هل مازالت الدورة الشهرية والحمل محظورين؟

Author جاسمين كمال
أولمبياد باريس 2024: هل مازالت الدورة الشهرية والحمل محظورين؟
Like
1
Joy
0
Angry
0
Love
1
Sad
0
Wow
0

في الأيام الماضية ومع انطلاق أولمبياد باريس 2024، كانت هناك الكثير من الأمور المثيرة للإنزعاج ولكن كوني امرأة، فبالطبع كان أكثر ما أزعجني هي تلك الأمور الخاصة بالنساء، والتي تمحورت حول بعض التابوهات التي خلقها المجتمع بشكل ما حول الدورة الشهرية والحمل، ووضع لها قوانين وقواعد غير موجودة سوى بعقول البعض الأمر الذي أصبح مثيرًا للاندهاش، فنحن في عام 2024، ومازالت هناك الكثير من العقول التي تحتفظ ببعض الأفكار التي ليس لها أية أساس من الصحة…

 

الواقعة الأولى: الملاكمة يمنى عياد والدورة الشهرية

 

الملاكمة يمنى عياد والدورة الشهرية

 

منذ أيام سمعنا خبر استبعاد الملاكمة المصرية يمنى عياد من منافسات دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، بسبب زيادة ٧٠٠ جرام عن وزنها الرسمي. وانهالت في البداية الكثير من الانتقادات التي وجهت للاعبة ولمدربيها وللجنة التي وافقت على سفر اللاعبة مطالبين بتحقيق فوري لتوضيح كيفية الموافقة على سفر لاعبة بوزن زائد عن الوزن الرسمي، واستمرت العديد من التفسيرات إلى أن خرج بيان من اللجنة المصرية بناء على التقرير الطبي قائلًا" "أن اللاعبة عانت عند وصولها إلى باريس من زيادة في الوزن ناتجة عن ظروف وملابسات يوم السفر والطيران، ثم استطاعت تحقيق الوزن الخاص بعد اتباعها برنامج خاص في الأيام السابقة للمنافسة وبعد وصولها إلى باريس، ثم فوجئت بتغيرات فسيولوجية وهورمونية مفهومة لكل السيدات والآنسات والأطباء وبنتحفظ على ذكر التفاصيل طبقًا لأعرافنا وتقاليدنا المصرية وحفاظًا على حقوق ونفسية اللاعبة"… للوهلة الأولى يبدو أن البيان يحافظ على نفسية اللاعبة ولكن في حقيقة الأمر إنه أساء لها كونها امرأة قبل أن تكون لاعبة. فالتعامل مع الدورة الشهرية هنا كونها شيء مخجل يجب عدم الكشف عنه ويكفي الإشارة إليه من بعيد بشكل مستتر هو أمر مثير للغضب والاشمئزاز والمزعج أكثر أن هذا يحدث بعدما خضنا نحن كنساء الكثير من الصراعات فقط ليعترف الجميع بإن “الدورة الشهرية مش عيب”. وبالنظر بدقة للأمر، أليس من المفترض أن يضع مدرب اللاعبة أمر الدورة الشهرية في حساباته؟ أليس من المعروف أن أوزاننا كنساء تتغير مع اقتراب الدورة الشهرية وتستمر هذه الزيادة حتى انتهائها بأيام؟ هل من المفترض أن نتعامل مع الأمر كأنه مفاجأة وشيء مخجل لا يمكننا الكشف عنه حفاظًا على الأعراف والتقاليد! ألم يكن من الأفضل أن يتم العمل على وزن اللاعبة أكثر وإنقاصه عن المفترض لتكون زيادته وقت الدورة الشهرية شيء طبيعي ولا تقف عائقًا أمامها.

 

السباحة أثناء الدورة الشهرية... نجيبك على أكثر ٧ أسئلة شائعة

 

وبالعودة لثماني سنوات للوراء وتحديدًا في أولمبياد ريو 2016، فكانت هذه المرة الأولى تخرج فيها لاعبة أمام وسائل الإعلام وتقول أنها تعاني من تعب وإرهق الدورة الشهرية وهو بشكل ما أثر على أدائها، كان ذلك عندما أخبرت السباحة الصينية فو يوانهوي وسائل الإعلام أنها جاءتها الدورة الشهرية. وقالت فو التي حصلت حينها على المركز الراعب في نهائي سباق التتابع المتنوع للسيدات 4x100 متر، " في الواقع، بدأت دورتي الشهرية مساء أمس، لهذا السبب أشعر بالضعف والتعب الشديدين، لكن هذا ليس عذرا. في نهاية اليوم، أنا ببساطة لم أسبح بشكل جيد'، وحينها تسبب ذلك في ضجة كبيرة لأن تصريحها كان صادمًا بالنسبة للعالم لأنه في ذلك الوقت لم يكن من الدارج أن تتحدث النساء براحة عن الدورة الشهرية. ومنذ ذلك الوقت وأصبحت عدد من اللاعبات يتحدثن عن دورتهن الشهرية براحة. فمؤخرًا ومع بداية أولمبياد باريس 2024، ظهرت لاعبة الرجبي الأمريكية إيلونا ماهر في مقطع فيديو على التيك توك قائلة “ لا تتوقع حتى دورتي الشهرية الآن، ولكني رغم ذلك مازلت أجلب 'مثل ٥٠ سدادة قطنية وخمسة أزواج من سراويل الدورة الشهرية”.

 

ولذا وبما أننا اليوم في عشرينيات القرن الحالي، أليس من المفترض أن يتم التعامل مع الدورة الشهرية خارج أية تابوهات تضعها المجتمعات، ونتعامل معها على أنها شيء طبيعي تمر به المرأة ويجب أن نضعه في حساباتنا، سواء كانت هذه المرأة لاعبة، عاملة، طبيية، فتاة جامعية، إلخ. أليس من المفترض أن نجعل حياة هذه النساء أسهل بدلًا من أن نجعلهن يشعرن بأن ما يمرن به هو شيء مخجل يقف عائقًا أمامهن وأمام راحتهن وتحقيق حلمهن!

 

 

الواقعة الثانية: اللاعبة ندى حافظ ومشاركتها أثناء حملها بالشهر السابع

 

اللاعبة ندى حافظ ومشاركتها أثناء حملها بالشهر السابع

 

كشفت اللاعبة المصرية ندى حافظ بعد خروجها من الدور الـ ١٦ أثناء منافستها بسلاح السابر، أنها شاركت في الألومبياد وحققت نجاحًا حتى وصلت للدور الـ ١٦ أثناء حملها في شهرها السابع، وأنها تشعر بالفخر بما حققته، وتشعر بالامتنان لزوجها وعائلتها الذين ساندوها حتى وصلت لهذه المرحلة وكانوا داعمين لها من أجل تحقيق حلمها. لقد كان كلامها ملهمًا ومشجعًا أنا شخصيت شعرت بمدى الفخر بهذه المرأة التي قدمت أداءًا مبهرًا وهي تحمل جنينها بداخلها، ولكن! هل تعتقد أن السوشيال ميديا توقفت عن شن هجومًا عليها؟! أبدًا، لقد وجهوا لها ولزوجها انتقادات لازعة متهمين كلاهما بالإهمال والمخاطرة بالحمل والطفل وأنهما ليس لديهما أي قدر من المسئولية! هنا تسائلت؛ هل يوجد قانون ما يمنع المرأة الحامل من المشاركة في الألومبياد أو المنافسات بشكل عام؟ وفي الحقيقة كانت المفاجأة أنه لا يوجد ما يمنع المرأة الحامل من أي شيء طالما أن هناك موافقة طبية وتقريرًا بأن هذا لن يشكل خطرًا عليها أو على الجنين! إذًا المنع يأتي فقط من قوانين المجتمع التي يضعها حيب أهوائها ورؤيته للصواب والخطأ من منظوره الشخصي فقط. المدهش بالأمر أن ندى حافظ هي نائب تحاليل بالقصر العيني ويشهد لها تميزها الوظيفي، أي أنها طبيبة بالمقام الأول قبل أن تكون لاعبة، وهذا يعني أنها تدرك تمامًا ما تفعله، ولكن المجتمع لا يعترف بذلك، هو يعترف فقط بقوانينه.

 

العنف أثناء الولادة: ١٥ شيء يحق لكل امرأة رفضهم أثناء الولادة

 

وبالنظر للتاريخ فندى حافظ هي اللاعبة رقم ٢٦ التي تشارك بالأولمبياد خلال فترة حملها، أي أنها سبقتها ٢٥ لاعبة أخرى من مختلف الجنسيات، كانت أبرزهن أول رياضية محترفة تتنافس وتفوز أثناء الحمل، وهي لاعبة الكرة الطائرة الشاطئية كيري والش جينينغز بميداليتها الذهبية الثالثة في أولمبياد لندن 2012 بينما كانت حامل في الأسبوع الخامس. كما حصلت لاعبة كرنلغ الكندية كريستي مور على الميدالية الفضية في أولمبياد 2010 بينما كانت حامل في شهرها الخامس. وتنافست مطلقة النار الماليزية نور سورياني محمد الطيبي في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 وهي حامل في شهرها الثامن، كما توجد الكثير من النساء الحوامل اللاتي شاركن في بطولات عدةخلال فترة حلمهن ومنهن أليسيا مونتانيو في سباق ٨٠٠ متر في بطولة الولايات المتحدة لألعاب المضمار والميدان لعام 2014 وهي حامل في شهرها الثامن وسيرينا ويليامز التي حققت لقبها السابع ببطولة أستراليا المفتوحة عام 2017 خلال فترة حملها، وغيرها من اللاعبات.

 

لا ننكر بالطبع أن جميعهن واجهن تعليقات ما بين المدح والانتقاد، ولكن أليس مع تزايد عدد اللاعبات اللاتي يشاركن بهذه البطولات خلال فترة الحمل، فهذا يعني أن الأمر طبيعيًا ويعني أنه من حقهن ويعني أنه من الواجب علينا تشجيعهن لأنهن يتغلب على صعوبات الحمل من أجل تحقيق حلمهن، بدلًا من أن نجعلهن يخفين حملهن ويعرضن صحتهن لمخاطر أكبر؟! نعم لذد كان هذا ما يحدث حتى بداية الألفينيات، فكانت اللاعبات يخفين حملهن حتى لا يتم منعهن من المشاركة في المنافسات الكبرى، مثل واقعة اللاعبة كوني نيل، لاعبة كرة السلة في القسم الأول بجامعة لويزفيل، في عام 2004، والتي واصلت التدريبات، وممارسة الأثقال، والقفز من أجل الكرة، والجري صعودًا وهبوطًا على درجات الملعب، واللعب بنجاح، حتى انهارت أثناء إحدى المباريات بما حدث. وتم تشخيصها على أنها آلام الولادة المبكرة في نهاية شهرها الثامن. والتي تسبب في ذلك الوقت في تغيير القوانين بالكليات الأمريكية وبعض الأندية وأصبحوا يضعون برامج لحماية الرياضيات الحوامل من أجل الحفاظ على صحتهن والوقت ذاته تشجيعهن على مواصلة تحقيق حلمهن.

 

حتى أن الأبحاث الطبية التي أجريت منذ ذلك الوقت أكدت أنهم كانوا مخطئين في السابق بشأن حركة الأم الحامل وتأثيرها على صحة الجنين، مؤكدين أن الشيء الأكثر تأثيرًا على صحة الجنين هي الحالة الصحية للأم، لذى فالأمر متوقف فقط على أن تكون اللاعبة بصحة جيدة وأن يتم إرشادها وتدريبها بشكل طبي بحيث تحافظ على صحتها وصحة جنينها أثناء اللعب. إذًا مادام أنه لا يوجد قانون يمنع مشاركة المرأة الحامل في الأولمبياد أو أية بطولات وأنه لا يوجد سبب طبي عام يمنعها من ذلك “إلا إذا كان هناك سبب طبي يخصها أو يخص صحتها هى بشكل شخصي”، فلماذا يمنعها المجتمع؟!

 

Like
1
Joy
0
Angry
0
Love
1
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

جاسمين كمال

جاسمين كمال

كانت ومازالت الكتابة هي وسيلتي الوحيدة للتعبير عن نفسي وأحلامي وآلامي.. في سن صغير اكتشفت بداخلي حبًا عميقًا للكلمات المكتوبة، ولم أرغب أبدًا في حصر نفسي بالكتابة في مجال معين، فلدي شغفي بمختلف الأشيا...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

إقرأي ايضا

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة