نورهان القِرم 
نحن مخلوقات بصرية. وبينما نتنقل في العالم، يأتي الضوء من خلال أعيننا ويترجم إلى إشارات في أدمغتنا تساعدنا في اختبار المشاعر المختلفة، واستجابتنا للأشياء من حولنا. يمكن أن تؤثر الألوان على الطريقة التي نشعر بها، وكيف نفكر، وكيف نتفاعل مع بعضنا البعض. اللون هو أداة اتصال دقيقة وقوية قد لا نُلقي لها بالًا عند تجهيز منازلنا التي نقضي بها معظم الوقت. فكيف تؤثر الألوان المحيطة في المنزل -خاصة ألوان الحوائط- على صحتك وصحة أطفالك؟ يجب أن تختاري ألوان حوائط منزلك بعناية لأنها الشيء الذي يحيط بك و بأطفالك طيلة الوقت. لذلك، سنساعدك في معرفة تأثير الألوان المختلفة على صحتكم النفسية والعقلية حتى تكوني واعية تمامًا باختياراتك فيما بعد.
التعاطف: ما هو، وما أهميته في العلاقات العاطفية، وكيف تُطورينه مع شريكك داخل العلاقة؟
إليكِ بعض تأثيرات الألوان على حياتك وحياة أطفالك
كيف يمكنك تطبيق اللون لتحسين أو تحسين حياتك
ومن المهم معرفة أن الألوان وحدها غير كافية لتحفيز شعور معين، ولكنها عامل مساعد مؤثر بنسبة كبيرة في سيكولوجية الإنسان. وقد أثبتت الدراسات أن ألوانًا محددة تُعزّز التركيز، وتزيد الاسترخاء بشكل ملحوظ. لذلك، من المهم أن تأخذي علم النفس والثقافة والتاريخ في الاعتبار عند تحديد ألوان منزلك. ويستجيب الأشخاص المختلفون بشكل مختلف لمجموعة متنوعة من الألوان. على سبيل المثال، في الثقافة الغربية، يرتبط اللون الأبيض بالنقاء والنظافة والبراءة، ولكن في العديد من الثقافات الأخرى حول العالم (الشرقية على وجه الخصوص)، يرتبط اللون الأبيض بالموت والحداد.
وحتى نعطي نبذة أكبر عن سيكولوجية الألوان وتأثيرها، إليكِ بعض الألوان الأساسية التي يشيع استخدامها في المنازل، وتأثير كل لون…
الأحمر والبرتقالي
جودة النوم: ٧ أطعمة تساعد في تحسين نومك... ولماذا؟
اللون الأحمر و البرتقالي من الألوان الدافئة التي تزيد من الإحساس بالحرارة والدفء. لذلك، إذا قمتِ بطلاء غرفة قاتمة وباردة بلون من درجات الأحمر والبرتقالي، فسوف تصبح الغرفة أكثر دفئًا. تلفت الجدران الحمراء أو الملابس الحمراء انتباهنا. ويمكن أن تكون علامة تحذير في بعض الأحيان. كما يمكن أن يرتبط اللون الأحمر أيضًا بالعدوان والتحفيز والعاطفة. ويرتبط البرتقال والأحمر أيضًا بالجوع والغذاء، على الرغم من أن بعض الدراسات أظهرت أن الناس يأكلون أقل عند وضع الطعام في طبق أحمر.
لذلك، الأحمر مثلًا لون مثالي للاستخدام في غرف الطعام حيث يؤثر على الشهية ويزيد من مستويات الطاقة والإثارة. لكن لا تستخدميه أبدًا في غرف النوم، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في اللون الأحمر إلى تعطيل النوم وزيادة معدل التنفس ورفع ضغط الدم.
اللون الأصفر
يعتبر اللون الأصفر لون الفرح، وهو أيضًا لون دافئ يجعله ترحيبيًا وجذابًا. إذا كنتِ تعيشين في منطقة تميل إلى أن تكون قاتمة وباردة، يمكن أن يساعدك اللون الأصفر في جعلها تبدو أكثر دفئًا وأكثر بهجة. ارتبط اللون الأصفر أيضًا بتعزيز المزاج والتفكير الإيجابي. لذلك، يعتبر اللون الأصفر مثاليًا للطلاء في غرفة أطفالك، أو عند منطقة الألعاب الخاصة بهم في المنزل. كما يمكنك إدخاله في منزلك بشكل عام لأنه يحفز شعورًا جيدًا بالترحيب وسيؤثر على تعامل الأفراد داخل المنزل. ولكن، احذري من استخدامه بكثرة، فقد يؤثر بشكل سلبي ويجعل أطفالك عرضة للبكاء في حالة طلاء الغرفة بأكملها به.
اللون الأخضر
الأخضر لون سهل على العيون، وحرفياً. لدينا ثلاثة أنواع من مستقبلات الألوان في أعيننا، تسمى الخلايا المخروطية. ترى هذه الخلايا المخروطية الأحمر والأخضر والأزرق بسهولة، والأخضر، نظرًا لأنه يقع في منتصف طيف الضوء الذي نراه، فمن السهل علينا إدراكه (ما لم تكوني مصابة بعمى الألوان بالطبع). فهو يساعد في تخفيف التوتر وزيادة التركيز وغرس الشعور بالأمان. ويرتبط الأخضر بالعقارات المهدئة، وهذا هو السبب في أن العديد من المدارس والمستشفيات والمباني الطبية خضراء في الداخل. استخدمي اللون الأخضر بشكل غير مباشر في منزلك، وأدخلي النباتات الطبيعية أو نباتات الظل كديكور رائع، وأيضًا لإضافة تأثير مُهديء طبيعي عليكِ أنت وأسرتك.
اللون الأزرق
أما اللون الأزرق، فيعتبر لونًا نشطًا، وفي بعض درجاته يمكن أن يكون هادئًا. ووفقًا للدراسات، يرتبط اللون الأزرق أيضًا بتركيز الفكر ووضوحه. لذلك، اللون الأزرق لون مثالي للأشخاص القلقين، حيث يعمل على خفض ضغط الدم، وخفض معدل ضربات القلب، وتخفيف التوتر، وتخفيف تقلصات العضلات. وفي غرفة النوم، تحظى درجات اللون الزرقاء الهادئة بشعبية كبيرة، لأنها تخلق مساحة هادئة ومريحة للنوم. فإذا كنتِ من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق، استخدمي درجات الأزرق في غرفة نومك.
اللون الوردي
اللون الوردي يحمل تأثيرًا مُعاكسًا للون الأحمر. فبدلًا من إثارة مشاعر العاطفة والإثارة، فإنه يقلل من مشاعر الغضب والاستياء. وكغيره من الألوان، يُعد اللون الوردي مُهدئًا جسديًا، وله تأثر واضح على الناس. فعند اختباره في سجن سويسري، ساعدت الجدران الوردية في تقليل الغضب لدى النزلاء في حوالي ١٥ دقيقة. لذلك، اللون الوردي من الألوان التي يمكنك استخدامها في غرفة الفتيات، أو غرفة النوم.
اللون الأبيض
الأبيض موجود في كل مكان كلون غرفة وغالبًا ما يستخدم لجعل المساحة تبدو أكبر وأنظف وأكثر انفتاحًا. لكن، للحوائط البيضاء تأثيرات سلبية، وغالبًا ما يُنظر إلى الغرف البيضاء على أنها لوحات فارغة لمجموعة متنوعة من الأنشطة. فإذا لم يكن اللون الأبيض ضمن تصميم معين وهناك ألوان أخرى معه لربط عناصر الغرفة معًا، لا يُفضّل استخدامه أبدًا. بدلًا منه، حاولي استخدام درجات دافئة أكثر مثل اللون الكريمي، أو الألوان الترابية التي يمكنك مزجها مع ألوان أخرى واللعب بالديكور المُكمّل للحوائط.
وأخيرًا..
من الضروري التفكير في اللون والمساحة قبل الالتزام بلون معين خاصة في الحوائط حيث يصعب تغييرها بعد فترة قصيرة. وقد لا ترغبين في طلاء غرفة نوم باللون الأرجواني مثلًا (يحفز الخيال بطريقة ممتازة، ولكنه قد يحفز الكوابيس أيضًا)، أو الأحمر (الشغف رائع، لكن اللون يمكن أن يجعل بعض الناس يشعرون بمزيد من اليقظة والتوتر)، ولكن هذه الألوان يمكن أن تكون مثالية لمكتب منزلي أو مطبخ. كل هذا يعتمد على ما تحاولين تحقيقه من الغرفة، وكيف تشعرين على وجه التحديد تجاه الألوان أنتِ وأطفالك.
للأمهات العاملات: ١٠ نصائح للموازنة بين عملك ودورك كأم
"بالنسبة لمعظم الناس، يزداد الميل نحو استخدام ألوان فاتحة على الجدران لأنها تجعل المساحة تبدو أكبر مما هي عليه. ويعيش معظمنا في مساحات نتمنى أن يكون كل شيء فيها أكبر قليلاً، ولكن إذا كنت تحاولين إنشاء تأثير مريح أصغر، فاستخدمي لونًا أغمق. وهذا يخلق انطباعا بأن الجدران أقرب ".
ويقول أحد الخبراء: «علم النفس البيئي هو علم كيف يؤثر ما يدور في العالم من حولك على ما يدور في رأسك». "نفكر في أشياء مثل كيف تؤثر ألوان السطح أو ألوان الضوء على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا، ولماذا ما نشعر به تحت الأقدام مهم، ومدى ارتفاع السقف، أو كيف تبدو الجدران، وكيف يلعب كل ذلك دورًا. ونظرًا لأن الحياة دائمًا أكثر تعقيدًا، فمن المهم أن تؤخذ في الاعتبار قضايا مثل كيف تلعب شخصيات الناس أو ثقافتهم الوطنية أيضًا دورًا في استقبال محيطهم. "
مصدر المعلومات: blog.swedish.org / shondaland.com / color-consult.com
مصدر الصور:
